العاهل السعودي مع مندوب الوكالة الروسية خلال المقابلة
مسفر غرم الله الغامدي من الرياض: أكد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حواره مع وكالة الأنباء الروسية (إيتار تاس) على أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرياض، مبينا أن كلا البلدين يتمتعان بإمكانات اقتصادية كبيرة وموارد طبيعية جيدة، وموروث ثقافي وحضاري متميز. وبين العاهل السعودي أن زيارته السابقة لروسيا الاتحادية توصل فيها الطرفان إلى مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات النفط والغاز، والتعاون العلمي والتقني والرياضي والتجاري، والهدف الآن توسيع التعاون خلال هذه الزيارة ليشمل حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وخدمات النقل الجوي وتجنب الازدواج الضريبي، إضافة إلى أهمية تكثيف التعاون العلمي وتوسيعه في مجالات البحوث والتعليم والتقنية.

وأوضح العاهل السعودي أهمية الدور الروسي فيما يتعلق بإنجاز سلام إسرائيلي فلسطيني شامل، ينهي المشاكل العالقة، وذلك من خلال عضوية روسيا في اللجنة الرباعية الدولية، والتي يأمل أن تسفر جهودها الحالية عن إحياء عملية السلام، وأن تركز quot;على القضايا الرئيسية في النزاع وحلها جذريا بعد أن أثبتت الحلول الجزئية عدم فاعليتها في تحقيق التقدم المأمولquot;.
وفيما يلي نص الحوار:
سؤال: صاحب الجلالة حديثنا عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة ، لذا فإن سؤالي عن العلاقات الثائية بين البلدين. ما هي رؤيتكم تجاه الحوار الحالي بين السعودية وروسيا ؟

ـ بداية أود أن أرحب بفخامة رئيس جمهورية روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين في المملكة، وسوف تشكل هذه الزيارة فرصة جيدة لنا لبحث قطاع عريض من الموضوعات سواء فيما يخص العلاقات الثنائية والخطوات التي تم إنجازها وسبل تعزيزها في كافة المجالات، والتشاور حيال الأوضاع في المنطقة وما يواجه العالم عموما من تحديات ويموج به من تيارات ويمر به من تغيرات.
سؤال: ما هي الأهمية التي يعلقها جلالتكم وبلادكم على الزيارة القادمة؟

ـ كلا البلدين يتمتعان بإمكانات اقتصادية كبيرة وموارد طبيعية جيدة وفرص استثمارية متعددة وموروث ثقافي وحضاري متميز، كما أنهما يتمتعان بثقل سياسي كبير على الساحة الدولية، لذلك فإن لقاءاتنا على كافة المستويات تكتسب أهمية بالغة، كونها تساهم في تطوير التفاهم والتعاون الثنائي بين البلدين والدفع به لآفاق أرحب في كافة المجالات، وفق منظور استراتيجي يخدم مصالح البلدين على المدى الآني والبعيد، كما أنها تعزز التشاور والتنسيق المستمر حيال القضايا الإقليمية والدولية الهامة لبلدينا خاصة في ظل ما تتسم به علاقتنا بالصداقة والتعاون والاحترام المتبادل.

سؤال: ما هي الآفاق التي تتفتح اليوم لتطوير العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية؟ ما هي مجالات التفاعل الواعدة والتي لم تتحقق حتى الآن؟ وكذلك ما الذي يجب علينا عمله لتطوير التعاون في المجالات؟

ـ الإمكانات الكبيرة لبلدينا تجعل من مجالات التعاون واسعة، وخلال زيارتي السابقة لروسيا الاتحادية توصلنا إلى مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات النفط والغاز، والتعاون العلمي والتقني والرياضي والتجاري، ونتطلع إلى توسيع التعاون خلال هذه الزيارة ليشمل حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة وخدمات النقل الجوي وتجنب الازدواج الضريبي، إضافة إلى إدراكنا إلى أهمية تكثيف التعاون العلمي وتوسيعه في مجالات البحوث والتعليم والتقنية.
سؤال: المملكة العربية السعودية عضو فاعل في المنظمات الدولية والإقليمية ، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وهذه البلاد تلعب دورا محوريا في حل المشكلات الدولية، والمملكة تولي أهمية خاصة للتسوية في الشرق الأوسط، وخصوصا القضية الفلسطينية / الإسرائيلية ، ما هو توجه بلدكم تجاه حل هذه المشكلات؟

ـ النزاع الإسرائيلي / الفلسطيني هو أطول نزاع في تاريخنا المعاصر، وأحد العوامل الرئيسية لحالة التوتر وعدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وألقت بظلالها على العالم والعلاقات الدولية برمتها. ولنا أن نتصور شكل العالم في ظل تحقيق تسوية عادلة وشاملة ودائمة لهذا النزاع، وسوف نفاجأ بحجم المشكلات التي سوف تحل تلقائيا معه، وبحجم الموارد الاقتصادية التي ستتوفر لنا لتحقيق التنمية البشرية، والسلام والوئام بين الشعوب.
نحن من جانبنا كعرب لم نكتف بقبولنا للسلام كخيار استراتيجي بل بادرنا بالتقدم بمشروعي سلام في قمتي فاس وبيروت العربيتين، ودعمنا أيضا مشاريع السلام المطروحة المفضية إلى قيام دولتين مستقلتين على أسس الشرعية الدولية وقراراتها، وذلك في الوقت الذي لم نجد فيه من الطرف الآخر سوى الرفض والتعنت لجميع هذه المبادرات السلمية، بل والإمعان في تكريس الاحتلال وخلق وقائع على الأرض تزيد من تعقيدات هذا النزاع. ولا شك أن دور روسيا هام في إيجاد التسوية السلمية من خلال عضويتها في اللجنة الرباعية الدولية، والتي نأمل أن تسفر جهودها الحالية عن إحياء عملية السلام والتركيز على القضايا الرئيسية في النزاع وحلها جذريا بعد أن أثبتت الحلول الجزئية عدم فاعليتها في تحقيق التقدم المأمول.
سؤال: الأحداث الأخيرة في العراق زادت الوضع ترديا في الخليج الذي يعتبر إحدى المناطق الإستراتيجية الأكثر أهمية في العالم. ما هي الإجراءات الضرورية في رأيكملإيجاد الاستقرار في العراق، وللحيلولة دون تصعيد جديد للصراع في المنطقة؟

ـ تحقيق الاستقرار في العراق يستوجب التعامل مع وضعه العام بشمولية، بأبعاده الرئيسة الثلاث بشكل متواز دون تغليب بعد على الآخر، والتي تشكل البعد الأمني الذي يستلزم القضاء على جميع مصادر العنف والميليشيات المسلحة دون تفرقة أو تمييز، والبعد السياسي بتحقيق الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي بمختلف فئاته وأعراقه وأطيافه السياسية على أساس المساواة والتكافؤ بين الجميع في الحقوق والواجبات والمشاركة في الثروات، والبعد السيادي بالمحافظة على استقلال وسيادة العراق ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية. وأي خلل في هذه المعادلة سوف ينعكس سلبا على الوضع العام في العراق والجهود الرامية لتحقيق استقراره.

سؤال: روسيا والمملكة العربية السعودية تعتبران منتجين ومصدرين قياديين للذهب الأسود. ما هو تقييمكم لآفاق التعاون بين بلدينا في هذا المجال ؟ وما الذي يعنيه النفط للمملكة؟ وما هي الإجراءات التي اتخذت من قبلكم للتنبؤ بأثر استنزاف هذه المصادر الطبيعية؟

ـ المملكة وروسيا الاتحادية دولتان نفطيتان كبيرتان، وكما أن النفط يعتبر أحد مصادر الدخل الرئيسية في كلا البلدين فإنه أيضا يعتبر عنصرا هاما ومؤثرا في الاقتصاد العالمي بشكل عام، الأمر الذي يحتم علينا التعاون والتنسيق لضمان الإمدادات النفطية الآمنة، وتحقيق الاستقرار والتوازن في سوق النفط العالمي لمصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وهنالك لجنة مشتركة بين بلدينا للتعاون في مجال النفط والطاقة تهدف إلى تحقيق التنسيق بيننا في هذا المجال.
سؤال: العديد من دول الشرق الأوسط ، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ، واجهت هجمات مروعة من الإرهاب الدولي مؤخرا. ومبادرة بلادكم لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تثبت بأن الرياض تضطلع بالدور الرئيس في مكافحة الإرهاب في المنطقة. فما هي الطرق الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب؟ وما هو مصدر هذا الشر ، وكيف ستطور بلادكم التعاون في هذا المجال مع دول أخرى بما فيها روسيا؟

ـ إذا ما قارنا وضعنا اليوم مع خطر الإرهاب فهو أفضل من عامين مضت كما هو بالتأكيد أفضل من خمسة سنوات سابقة ، وهذا الاضمحلال لخطر الإرهاب لم يأت من فراغ بقدر ما هو ثمرة جهود كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة الشاذة. وما حققناه من إنجاز في هذا الشأن جاء بعون من الله سبحانه وتعالى ، ثم بوقوف المجتمع وقفة واحدة في التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة عليه والمنافية لمبادئه الإسلامية الحنيفة ، وببسالة رجال الأمن في الذود عن عقيدتهم ووطنهم بكل تفان وإخلاص. ولكون الإرهاب يعتبر نتاجا لفكر منحرف فإننا تعاملنا معه أيضا من جوانبه الفكرية والثقافية تصحيحا للأفكار الضالة الدخيلة على مجتمعنا. وحربنا ضد الإرهاب لم تنته بعد وسوف نستمر بمشيئة الله في جهودنا محليا وعالميا حتى يتم اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها.

سؤال: الدول الأوروبية تهدف إلى تعزيز الاتحاد السياسي والاقتصادي, وقد أصدرت عملة واحدة وتتعاون الآن بفعالية ضمن إطار الاتحاد الأوروبي . في رأيكم ما هي فرص فكرة تطبيق عملة واحدة وبطاقة هوية واحدة لدول الخليج العربية عام 2010م ؟
ـ نحن في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحمل نفس الأهداف وتراودنا نفس الطموحات , خاصة وأننا نعيش في منطقة واعدة ذات معدلات نمو مرتفعة وإمكانات اقتصادية كبيرة , وإن كنا حققنا عددا من المنجزات في مسيرة تعاوننا الخليجي , فإن طموحاتنا لا تزال أكبر في فتح دولنا على بعضها البعض وتشكيل سوقا مشتركة فيما بينها تتيح الانسياب المرن لتنقل الأشخاص والبضائع وتبادل المنافع وتحقيق الترابط الاقتصادي والاستراتيجي فيما بيننا لتشكيل وحدة اقتصادية لخدمة الدول الأعضاء والتحرك كطرف واحد خارج حدودها .
سؤال: تعرف المملكة العربية السعودية بكونها مركزا دينيا لكل المسلمين حول العالم . بما في ذلك عشرون مليون روسي مسلم، وما يزيد عن مليوني مسلم يؤدون الحج في مكة كل عام ويزورون المدينة، الأماكن المقدسة للإسلام . ما الذي يعنيه لمقام ديوانكم استقبال الحجاج من دول عديدة ؟

ـ نحن نشكر الله سبحانه وتعالى أن من علينا بفضل خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي خاتم أنبيائه عليه الصلاة والسلام , والحج تجربة إنسانية فريدة تتجلى فيها عظمة الدين الإسلامي الذي يجمع بين الفرادة ووجود الإنسان ككائن مستقل وروح الجماعة التي تربط مصيره بالآخرين، وخدمة المملكة للحجاج تتوق إلى تحقيق هذه المعاني الإنسانية العظيمة للحج، والحجاج الروس هم محط اهتمامنا كما هو حال الحجاج من كل مكان .

سؤال: هناك الكثير من الحديث عن الحوار بين الحضارات وكذلك حول التسامح الديني والثقافي، فما هي الخطوات التي يجب اتخاذها للحيلولة دون حدوث انقسام في العالم ؟

ـ ينبغي أن ندرك بأن جميع الحضارات الإنسانية تنبع من منهل واحد، كما وأن الحضارات استفادت من بعضها البعض وحقائق التطور الإنساني تثبت بصورة جلية حقيقة التكامل فيما بين الحضارات . وهذا ما ينبغي علينا أن ندركه ونعمل على ترسيخه بين الشعوب ضمانا لاحترام ثقافات بعضها البعض، والوقوف في وجه كل دعاوي التقسيم والتفرقة والتمييز فيما بينها.

سؤال: صاحب الجلالة أنتم من أسس المهرجان السنوي للتراث والثقافة في الجنادرية . الذي يجمع أهم الممثلين للتراث والثقافة المشهورين في العالم العربي ، فما هو هدفكم عندما قررتم إطلاق هذا المشروع ؟ وهل هنالك خطط لتوسيع المجال الجغرافي أو دعوة دول أخرى للمشاركة على سبيل المثال ؟
ـ المملكة دولة مترامية الأطراف وغنية بتراثها الثقافي المتنوع ، ومهرجان التراث والثقافة ملتقى سنوي يجمع بين كافة أبناء المملكة في بوتقة واحدة يحتفون فيه بتراثهم الأصيل وموروثهم الثقافي العريق ، وهو منتدى للحوار ليس بين أبناء المملكة فحسب ولكن أيضا مع الثقافات الأخرى تتبادل فيه الرؤى والأفكار والمقترحات حيال مجمل القضايا الإنسانية ، لذلك فهو منتدى مفتوح على العالم يستضيف فيه علماؤه ومفكريه بكافة شرائحهم وأطيافهم الفكرية والثقافية ، ونتطلع هذا العام إلى استضافة عدد من المثقفين والمبدعين الروس ضمن ضيوف المهرجان .

سؤال: أثناء الإقامة في المملكة لم نر سيدة تقود السيارة . رغم أن النساء في دول الخليج الأخرى يقدن السيارات ، فما هو موقف حكومة المملكة تجاه هذا الموضوع ؟

ـ هذا الموضوع يعتبر قرارا اجتماعيا ، ودور الدولة هي ضمان توفير المناخ الملائم لأي قرار يراه المجتمع مناسبا بما ينسجم مع مبادئ الشريعة الإسلامية وتعليمها التي ترتكز عليها الدولة . فعلى سبيل المثال عندما خرجت المرأة إلى ميادين العلم هيأت لها الدولة البيئة الملائمة ووفرت لها كل الظروف والإمكانيات التي تتفق وتقاليدنا الإسلامية العريقة مما أتاح لها الحصول على أعلى الدرجات العلمية ، وكذلك الأمر عندما خرجت المرأة إلى ميادين العمل طبيبة وأستاذة ومهندسة وسيدة أعمال وموظفة حكومية وفي القطاع الخاص .

سؤال: المطبخ العربي مشهور بأكلاته اللذيذة ، فما الذي يميزه عن مطبخ الدول الأخرى ؟ وما هو نوع الطعام الذي تفضلون ؟ وما هي الأطباق الوطنية التي تفضلونها ؟

ـ العادات الغذائية للشعوب تفرضها طبيعة الظروف المناخية والبيئية لهذه الشعوب ، وكذلك الأمر بالنسبة لشعب الجزيرة العربية ، ويهمني أن أتعرف على رأيك في المائدة السعودية . وهي بالمناسبة من أغنى الموائد ولكل منطقة من مناطق المملكة أطباقها التي تشتهر بها.
سؤال: نعرف أنكم مغرمون برياضة الصقور وسباق الجمال . ونعرف أنكم تهتمون بتربية الخيول العربية ، ما هي مكانة هذه الهوايات في حياتكم ؟

ـ صيد الصقور وسباق الجمال والفروسية تعتبر من الرياضات العربية الأصيلة وجزء من موروثنا الثقافي الذي نفخر ونعتز به . ونحرص دائما على إحيائه بتنظيم السباقات لهذه الرياضات . وأنا من أولئك الذين يجدون أنفسهم في كل ما يربط الإنسان ببيئته الطبيعية وأجد في بعض أنواع الرياضة ما يربطني بما حولي من سماء وشمس وشواطئ وأفق وبراري ممتدة .

سؤال: نعرف أنكم أثناء طفولتكم أمضيتم وقتا طويلا في الصحاري وتقدرون قيم البداوة الأصيلة . فما هي القيم والأخلاقيات التي اكتسبتموها منها ؟

ـ قيم الصحراء هي قيم إنسانية أصيلة يتجلى فيها الصفاء والنخوة والشجاعة والشهامة والروح الشاعرة والقرب من الله جل وعلا.

سؤال: معروف أنكم تحبون القراءة بشدة ، وانتم اتخذتم مبادرة تأسيس مكتبات كبرى في الرياض وفي الدار البيضاء ، فما هو نوع الكتب التي تفضلون قراءتها ؟ وهل لديكم كتب لمؤلفين سوفييت وروس في مكتبتكم الخاصة؟

ـ أول كلمة أنزلت على نبينا عليه الصلاة والسلام لتبليغ رسالة الإسلام هي quot; إقرأ quot; وذلك فضلا عن أن كتاب القرآن الكريم يعد معجزة الإسلام ، لذلك فإنه من الطبيعي أن تكون القراءة والعلم جزء أساسي من تركيبة الإنسان المسلم ، كما انه من الطبيعي أن تنشط حركة النشر والعلوم والترجمات مع نشوء الحضارة الإسلامية ، وأن تنصب جهود المملكة على تطوير هذا الجهد سواء في الداخل أو الخارج ولعلي انتهز الفرصة لأدعوك لزيارة دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية للتعرف على طبيعة العلوم الإنسانية والمعرفية والفكرية والسياسية والاجتماعية وغيرها من العلوم العربية والإسلامية والغربية التي تحتضنها بما في ذلك الترجمات من مختلف دول العالم ومن بينها الثقافة الروسية ، وأنا حينما أقرأ أجد نفسي منجذبا إلى كل ما يفتح بابا جديدا لفهم النفس البشرية .
سؤال: السؤال الأخير يدور حول السلطة .. ما هو طعم السلطة ؟

ـ السلطة هي أمانة ومسئولية ، السلطة ليست قوة ونفوذا وقرارا مؤثرا فحسب بل هي مسئولية أن تفهم ، ان تنشئ علاقة ، أن توجد رابط بأهلك وشعبك . السلطة هي أن تجسد آمال الرجل العادي في الشارع ، وتتفهم رؤى أهل النخبة ، وتدرك تفاصيل النسيج الاجتماعي لمجتمعك ، وتعي صلة بلدك ومجتمعك وثقافته بثقافات العالم الأخرى ، السلطة هي أن تكون كل ما يريده الآخرون منك ، فأنت تحمل همومهم وأحلامهم اينما ذهبت في ليلك ونهارك ، وفي حلك وترحالك ، وأن تسعى إلى تجسيد كل ذلك واقعا اجتماعيا معاشا ومسيرة مستقبلية ثابتة ، وكل ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى .