باريس: يعرض زعيم اليمين المتطرف الفرنسي جان ماري لوبن الاحد على انصاره المجتمعين في مؤتمر عام برنامجه لحملة الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/ابريل وايار/مايو والتي يطمح خلالها من تكرار مفاجاة وصوله الى جولتها الثانية كما حدث عام 2002. وكان زعيم الجبهة الوطنية (78 سنة) احدث زلزالا سياسيا بحصوله على 17% من اصوات الناخبين وفوزه في الجولة الاولى على المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان، ابرز مرشح ليسار شديد الانقسام، وخوضه غمار الجولة الثانية ضد الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل خمس سنوات.

وترجح الاستطلاعات حاليا ان يحصل لوبن على ما بين 10 الى 14% من نوايا الناخبين (مقابل 17% في كانون الاول/ديسمبر) ليحل رابعا وراء اوفر المرشحين حظا للفوز وهم اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين روايال وفرانسوا بايرو (وسط).

لكنه اشار الى احتمال ان لا يكون في لائحة المرشحين الرسميين لانه لم يحصل حتى الان الا على 480 توقيعا من الخمسمئة الضرورية المطلوبة لكل مرشح وندد بquot;مؤامراتquot; يحيكها له اعداؤه لمنع رؤساء البلديات من دعمه مهددا برفع شكوى قضائية.

وعمد لوبن تحت تاثير ابنته مارين التي تراس حملته الانتخابية، الى اضفاء نوعا من الاعتدال على صورته المعروفة بكره الاجانب والتطرف، في خامس سباق يخوضه الى قصر الاليزيه.لكنه لم يتردد في استخدام ورقتيه المفضلتين وهما مكافحة الهجرة التي يرى انها تشكل اكبر مشكلة تعاني منها فرنسا والدفاع عن افضلية الفرنسيين عن الاجانب وهي امور من شانها، على حد قوله، ان تعيد التوازن والعدالة.

وفي تصريحات تلفزيونية خلال الاسبوع الجاري قال لوبن انه يرغب في quot;قطع مصادرquot; تدفق الهجرة والا quot;فاننا سنغرقquot; وquot;عندما نتحول الى اقلية في ديارنا سنصبح عبيداquot;.وفي تبريره تفضيل الفرنسيين على الاجانب تحدث جان ماري لوبن عن quot;بتروquot; الذي يتقاضى العلاوة التي تمنحها للدولة للمعوزين quot;وينتظر شقة منذ عشر سنواتquot; لكنه اخفق امام quot;عائلة كردية وصلت لتوها لان لديها عشرة ابناءquot;.

ودعا لوبن في برنامج عرضه على نحو الف من مسؤولي الجبهة الوطنية خلال نهاية الاسبوع الجاري في ليل (شمال) - المنطقة التي تعتبر خزانا لاصوات اليمين المتطرف- الى quot;سياسة قلب اتجاه الهجرةquot; بخفض مدة تراخيص الاقامة ووقف سياسة لم شمل عائلات المهاجرين واستبدال حق الارض بحق الدم في الحصول على الجنسية والغاء العلاوات للمعوزين من الاجانب.

ويقول لوبن انه يرغب في اخراج فرنسا من فضاء شنغن (الاوروبي) والخروج من المعاهدات الاوروبية الخاصة بالهجرة واعدا quot;بحملة كبيرة لمراجعة التفاوض حول المعاهدات الاوروبيةquot; واللجوء المتزايد الى الاستفتاءات.كما يرغب في تخصيص العلاوات العائلية للفرنسيين وتفضيلهم على الاجانب في التوظيف ومنح علاوة كبيرة للوالدين لتشجيعهما على الانجاب والتخلي عن الاجهاض وخفض الضرائب (على الرواتب وعلى الميراث وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة) ومكافحة الركود الاقتصادي الفرنسي.

ولم يتغير الخط كثيرا مع مرور السنوات لكن الجبهة الوطنية اصبحت اليوم تقول انها quot;اكبر حزب عمالي في فرنساquot; يدعو الى التركيز على الجانب الاجتماعي.واعلنت مارين لوبن الاحد ان حزبها طور برنامجه لمواجهة quot;الليبرالية المتطرفة التي تفتكquot; باصحاب الرواتب في فرنسا وquot;للتكيف مع الوضع ولا سيما العولمةquot; واذا quot;ما اصبح اجتماعي الصبغة اكثر من ذي قبل، فذلك لان الشعب يريد المزيد من التضامنquot;.

ويبدو ان الجبهة الوطنية استفادت من الاضطرابات التي هزت ضواحي كبرى المدن الفرنسية في خريف 2005 وحركة الاحتجاج التي تسببت الربيع الماضي في رفض قانون توظيف الشباب. وافاد استطلاع نشر في كانون الاول/ديسمبر ان 26% من الفرنسيين يوافقون، كليا او الى حد ما على افكار لوبن في حين يعتبرها 34% غير مقبولة.