واشنطن: دعت الولايات التحدة السودان اليوم الثلاثاء الى التعاون مع محكمة الجزاء الدولية التي تتهم وزيرا سودانيا وقائد ميليشيا بجرائم حرب مفترضة وجرائم ضد الانسانية في دارفور. واعلن المدعي العام في محكمة الجزاء لويس مورينو-اوكامبو اليوم الثلاثاء في لاهاي انه قدم الى القضاة quot;ادلة (تثبت) ان وزير الدولة السوداني السابق للشؤون الداخلية احمد هارون وعلي كشيب (احد قادة الجنجويد) شاركا في ارتكاب جرائم في حق المدنيين في دارفورquot;.

ووجه اليهم المدعي quot;51 تهمة ضد الانسانية وجرائم حرب مفترضة ... منها الاضطهاد والقتل والتعذيب والاغتصابquot; ارتكبت بين آب/اغسطس 2003 واذار/مارس 2004 ضد قرويين في غرب منطقة دارفور السودانية.وكان احمد هارون الذي يشغل اليوم منصب وزير الدولة للشؤون الانسانية مسؤولا عن ملف دارفور في وزارة الداخلية. اما علي كشيب، فتعتبره منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ولاسيما منها هيومن رايتس ووتش، واحدا من ابرز المسؤولين عن الهجمات التي شنتها الميليشيات في 2003-2004. وقد اعتقل في السودان في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكوماك quot;نحن نؤيد تأييدا تاما احالة المسؤولين عن هذه الجرائم التي وقعت في دارفور الى القضاءquot;.واضاف quot;نعتبر انه يتعين على الحكومة السودانية التعاون مع محكمة الجزاء الدوليةquot;.

وقد طعن السودان اليوم باختصاص محكمة الجزاء الدولية لمقاضاة المسؤولين عن الجرائم المفترضة في دارفور، مؤكدا ان القضاء السوداني يلاحق المسؤولين عن الجرائم في هذا الاقليم الواقع في غرب البلاد.وقال وزير العدل السوداني محمد علي المرضي ان quot;محكمة الجزاء لا ينعقد لها اختصاص في السودان لمحاكمة اي سوداني عن اي جريمةquot;، مشيرا الى ان هذا موقف مبدئي لبلاده.

وشرح المرضي اسباب الموقف السوداني، مشيرا الى ان بلاده لم توقع على بروتوكول روما المتعلق بانشاء المحكمة الجنائية ومؤكدا بالتالي quot;ان قراراتها لا يمكن ان تطبق عل السودانquot;.وتدور حرب اهلية منذ نهاية شباط/فبراير 2003 في دارفور الذي يسكنه حوالى ستة ملايين شخص بمحاذاة الحدود مع تشاد وليبيا وجمهورية افريقيا الوسطى. ولم تتمكن قوة تابعة للاتحاد الافريقي مؤلفة من سبعة الاف عنصر من احتواء العنف في الاقليم الذي تنتشر فيه منذ اربع سنوات، بسبب النقص في تمويلها وتجهيزها. فيما يرفض السودان نشر قوة دولية في دارفور.

ومن النادر ان تقدم الولايات المتحدة دعمها الى محكمة الجزاء الدولية التي لا تعترف بها في الاوقات العادية. وقد بدأت الولايات المتحدة منذ سنوات حملة لاستثناء رعاياها المدنيين والعسكريين من صلاحية محكمة الجزاء الدولية.