واشنطن: اتهم القضاء الأميركي الخميس الاسترالي ديفيد هيكس بتقديم quot;دعم مادي للإرهابquot; تمهيدا لمحاكمة تسبب توترا في العلاقات بين استراليا والولايات المتحدة. ورحب رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد احد الحلفاء الأساسيين للإدارة الأميركية والذي يتعرض لضغوط شديدة بسبب احتجاز هيكس، اليوم الجمعة بهذه الخطوة لكنه أشار إلى أن توجيه التهمة إليه احتاج إلى وقت طويل.

وقال quot;لا استطيع أن أدافع عن المدة التي استغرقها ذلكquot;، لكنه أشاد باتهامه رسميا. واستبعدت القاضية سوزان كروفورد التي تشرف على اللجان العسكرية الأميركية خارج أراضي الولايات المتحدة توجيه تهمة القتل إلى هيكس، مؤكدة انه quot;ليس هناك سبب مرجحquot; لتعليل ذلك. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في بيان الخميس أن القاضية العسكرية وجهت رسميا quot;تهمة واحدة تتضمن صفتين من تقديم دعم مادي للإرهابquot;.

وقال الميجور مايكل موري الذي يعمل في مشاة البحرية الأميركية والمحامي العسكري لهيكس إن الحكومة تنازلت عن كل الاتهامات الأصلية ضد موكله واكتفت باتهامه quot;بتقديم دعم مادي للإرهابquot;. وأوضح أن هذه التهمة لم تدرج في قوانين الحرب من قبل. وأضاف موري انه quot;اعتراف من قبل الولايات المتحدة بأنه لم يكن هناك أساس للاتهامات الأولى وبان الولايات المتحدة لم يكن لديها تسويغ لاعتقاله خمسة أعوامquot;.

وهيكس هو أول معتقل في غوانتانامو يحاكم بموجب قانون أميركي جديد يسمح بمحاكمة عسكرية خاصة quot;للمقاتلين الأعداءquot;.

وكان الاستياء المتصاعد في استراليا بسبب اعتقال هيكس من دون محاكمة شكل مصدر قلق لهاورد. وكان رئيس الوزراء الاسترالي الذي يخوض انتخابات هذه السنة عبر عن استيائه لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني من طول مدة محاكمة هيكس وذلك أثناء زيارة تشيني أخيرا لكندا. وقال هاورد حينها quot;طلبت أن تتم المحاكمة بأسرع ما يمكن ودون مزيد من التأخيرquot;. وقال تشيني للصحافيين حينها إن هيكس quot;على رأس لائحةquot; الذين سيحاكمون. لكنه أضاف انه quot;لا يمكن أن يمثل عبر عملية قضائية (عادية)quot; لان ذلك quot;سيكون انتهاكا للإجراءاتquot; المعمول بها.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن أمام القضاء العسكري أربعة أشهر لتنظيم المحاكمة وإعلام المحامين بجدولها الزمني. واعتقل هيكس (31 عاما) في أفغانستان في كانون الأول/ديسمبر 2001 حين كان يقاتل في صفوف طالبان وسيكون بين أول الماثلين أمام المحاكم الاستثنائية التي تبدأ جلساتها في الربيع. وأكد هيكس براءته من تهم التآمر ومحاولة القتل ومساعدة العدو أمام لجنة عسكرية أميركية مثل أمامها في آب/أغسطس 2004 لكن التهم أسقطت بعد أن رأت المحكمة العليا أنها مخالفة للقانون.

وينص محضر الاتهام الذي صدر الخميس على أن هيكس قدم quot;دعما ماليا أو موارد لاستخدامها في إعداد أو شن عمل إرهابيquot;.

وكانت المدعية العامة العسكرية في الجيش الاسترالي انتقدت مؤخرا المعاملة التي يلقاها الاسترالي في قاعدة غوانتانامو الأميركية ووصفتها بأنها quot;بغيضةquot;. وقالت لين ماكديد انه أمر quot;بغيض. بصراحة اعتقد انه خطأquot;.ولم توجه التهمة رسميا سوى إلى عشرة من المعتقلين ال440 في قاعدة غوانتانامو وبينهم ديفيد هيكس الاسترالي الوحيد المعتقل في كوبا.