الياس توما من براغ : تنطلق في العاصمة النمساوية فيينا غدا السبت أعمال الاجتماع الأخير على مستوى قيادات صربيا وألبان كوسوفو الذي دعا إليه الوسيط الدولي مارتي اهتساري للتعرف بشكل نهائي ورسمي إلى موقفي الطرفين من خطته أو اقتراحاته بشأن الترتيب السياسي الدستوري النهائي لإقليم كوسوفو و التي كان قد قدمها للطرفين الشهر الماضي ثم عقدت مفاوضات بشأنها في فيينا انتهت في الثاني من هذا الشهر .

وقد أرسل اهتساري بناء على مضمون هذه المفاوضات التي استمرت أسبوعا يوم الأربعاء الماضي إلى بلغراد وبرشتينا صيغة معدلة لخطته .

وعلى الرغم من أن الموقف الرسمي للطرفين من هذه الخطة ينتظر أن يتم خلال اجتماع فيينا القادم غدا السبت الذي سيحضره عن الجانب الصربي الرئيس بوريس تاديتش ورئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا ووزير خارجية صربيا فوك دراشكوفيتش وعن الجانب الألباني فاتيمير سيديو ورئيس حكومة الإقليم اغيم تشيكو ورئيس البرلمان إلا أن المواقف الصادرة عن قيادات الطرفين تشير إلى أن المواقف لا تزال متنافرة بشكل كبير من هذه الخطة .

فقيادات ألبان كوسوفو اعتبرت تعديلات اهتساري الأخيرة بأنها لا تمس جوهر خطته وبالتالي فإنها ستكون مقبولة من قبل الألبان فيما اعتبرت قيادات صربيا هذه التعديلات بأنها لم تمس جوهر المطالب والاقتراحات الصربية وبالتالي فإنها لن تؤثرفي الموقف الصربي الرافض لخطة اهتساري .

وتتحدث اقتراحات أو خطة اهتساري كما هو معروف عن حق الإقليم الذي يشكل 15% من مساحة صربيا غير انه يتواجد خارج سيادتها منذ عام 1999 بعد إبعاد قوات حلف الناتو قوات الجيش اليوغسلافي منه ويشكل الألبان فيه أكثر من 90% من سكانه تتحدث هذه الاقتراحات عن حق الإقليم بالحصول على العديد من سمات الدول كحقه في دستور خاص به وعلم ونشيد وطني وقوات محدودة والتوقيع على الاتفاقيات الخارجية والانضمام إلى المنظمات الدولية لكنه بالمقابل يضع الإقليم تحت إشراف دولي ويعطي الأقليات ولاسيما الصربية حقوقا واسعة لإدارة أمورها في البلدات التي تشكل فيها غالبية .

و لا تسود في برشتينا وبلغراد أي آمال كبيرة بان اجتماع فيينا غدا سينجح في التوصل إلى أي حل أو صيغة تكون مقبولة من قبل الطرفين بل على العكس من ذلك يسود شعور بان هذا الاجتماع ستكون نتيجته نقل ملف قضية كوسوفو من المنطقة البلقانية أو من أيدي الطرفين الألباني والصربي إلى مجلس الأمن خلال الأسابيع القليلة القادمة .

ويتم التوقع منذ الآن بان نقاشا ساخنا سيسود بشأن خطة اهتساري في المنظمة الدولية لان المواقف المعلنة حتى الآن تشير إلى أن واشنطن والعديد من عواصم الدول الغربية تدعم حل اهتساري الذي يفتح المجال لظهور دولة بلقانية جديدة فيما تتحفظ موسكو بشدة على ذلك مع التلويح أحيانا بالفيتو .

وعلى الرغم من أن صربيا تعول كثيرا على موقف موسكو والفيتو الذي يمكن أن تشهره بوجه قرار يدعو إلى الاعتراف بإقليم كوسوفو إلا أن موسكو في السابق ورغم تعاطفها مع الصرب لأسباب كثيرة اقتصادية وتاريخية ودينية وسياسية لم تنجح في منع حلف الناتو من قصف يوغسلافيا ولم تنجح في منع الأطلسي من التوسع بلقانيا ولذلك قد لا تنجح هذه المرة أيضا في الدفاع عن موقف حليفتها صربيا الرافضة بقوة الاعتراف باستقلال الإقليم .

إقليم كوسوفو يتواجد خارج السيادة الصربية منذ عام 1999 ولذلك يبدو بأنه سيتجه نحو تتويج هذه العملية بالاستقلال التدريجي والمشروط غير ان ذلك ربما لن يمر من دون ترافقه بتطورات دراماتيكية .