عادل درويش من لندن: دخلت فضيحة اتهام رئيس الوزراء توني بلير والمقربين منه بمتاجرة الالقاب الشرفية مقابل تبرعات رجال اعمال اثرياء لحزب العمال، والتي يحقق فيها البوليس بتهمة افساد الحياة السياسة منعطفا جديدا في الاعلام بتدخل شخصيات يهودية بريطانية، دينية وعلمانية، شهيرة تتهم كل الصحافة البريطانية بحيل قذرة، وتتهم quot; قوى معادية للساميةquot; بالعمل للنيل من اللورد ليفي، اليهودي العقيدة ، صديق بلير الشخصي ومبعوثه الخاص للشرق الاوسط والذي يقف في بؤرة العاصفة السياسية بعد ان حقق معه البوليس مرتين في الفضيحة.
وقد تزعمت كل من الجيويش كرونيكل الاسبوعية، اقدم الصحف اليهودية الصادرة بالانجليزية في بريطانيا، والراباي اسحاق شوشيت، راعي الكنيس المحلي الذي يتعبد فيه اللورد ليفي ، حملة الدفاع عن صديق بيلر، ورئيس حملة جمع التبرعات للحزب، باتهام قوى لم تذكرها بالاسم بانها تحاول النيل من رجل الأعمال الشهير كجزء من معاداتها للسامية.
وقال الراباي شوشيت للصحافة مساء امس ان هناك شعورا عاما ( ويقصد بين الاوساط اليهودية البريطانية) وحساسية متزايدة باضطراد، ان الزوبعة كلها تدور حول فكرة quot; فلنقتص من هذا اليهوديquot;.
واضاف رجل الدين البالغ من العمر 41 عاما، والذي يضع صورته مع رئيس الوزراء بلير في مكان بارز في مكتبه في كنيس ميل هيل شمال لندن، انه لايحاول ان يلعب ورقة معاداة السامية، والتي غالبا مايتعرض الساسة اليهود للاتهامات بلعبها، خاصة فيما يتعلق بانتقادات سياسات اسرائيل؛ بل لاحظ نمو شعور بين المصلين لفي المعبد، ولدى اليهود البريطانين عامة، ان معالجة بعض الصحف للموضوع يمكن ادراجها تحت بند استهداف اللورد ليفي لانه يهودي.
واللورد ليفي، صديق شخصي لبلير وشريكه في مباريات التنس منذ سنوات،ومن رجال الاعمال الموهوبين في مسالة جمع التبرعات واقناع الموولين بالاشترك في المشاريع، ولذا اصبح كبير المسؤولين عن حملات تمويل حزب العمال. لكن تعيين بلير له مبعوثا شخصيا لمنطقة الشرق الاوسط حيث سافر لسوريا واجتمع بالمسؤولين فيها وعلى راسهم الرئيس بشار الاسد عدة مرات، الى جانب زياراته الى اسرائيل كمبعوث لتقريب وجهات النظر بين الجارتين المتخاصمتين، لقي انتقادات كثيرة من معارضي بلير واتهموه بتكليف شخص غير منتخب من الشعب، ولاتفويض سياسي لهه، ولاينتمي للسلك الديبوماسي وليس له منصب رسمي في هذه المهمة الحساسة.
واكتسب اللورد ليفي شعبية كبيرة في منطقته المحلية في ميل هيل، بعد ان نجح في جمع تبرعات تزيد علل مليون ونصف جنيه استرليني ( مليونين و 987 الف دولار) لاعمار الكنيس المحلي.
وافردت صحيفة الجيويش كرونيكل اليوم صفحتين للورد ليفي ومساهمته للقضايا اليهودية، بينما نقلت عن الراباي شوشيت اتهاماته للصحافة البريطانية بشن حملة قذرة ضد اللورد ليفي والتشديد على يهوديته بينما لم تفعل ذلك مع بقية الشخصيات الاخرى التي حقق معها البوليس في القضية نفسها، مثل مستشارة بلير المدموزيل روث تيرنير، وعدد من قادة الحزب من غير اليهود .
وانضم دافيد روان رئيس تحرير الجيويش كرونيكل لحملة الدفاع عن اللورد ليفي حيث قال للبي بي سي صباح اليوم انه تلقى عددا من الخطابات، احدها من قارييء، لم يذكر روان اسمه، قام بتحليل لتقرير الديلي ميل اليمنية النزعة عن الفضيحة واللورد ليفي. واضاف انه بعكس التقرير عن المدموزيل تيرنر، والتي قبض عليها الوليس لبضعة ساعات للتحقيق معها في فضيحة تقديم حكومة بلير الالقاب للمتبرعين للحزب ، فان تقرير الصحيفة نشر الاسم الوسطي للورد ليفي. فبينما تنشر الصحف اسمها الاول فقط واللقب quot;روث تيرنيرquot;، فان الصحف نشرت الاسم الكامل لليفي بما فها الاسم الوسط quot; ابراهام quot; حيث ان اسمه بالكامل مايكل ابراهام ليفي. وتقليدا فان الاسماء البريطانية المدونة في شهادة الميلاد والاوراق الرسمة لاتدون الا سم الاول ( ويتكون عادة من اسمين واحيانا ثلاث او اربعة)، ولقب العائلة، بينما لاتدون اسماء الاب او الجد كجزء من الاسم كما هو الحال مثلا في بلدان الكتلة الشيوعية سابقا والبلدان العربية.
واستخلص روان من ذلك quot; تعمد الصحافة، خاصة اليمينيةquot; التركيز على يهودية اللورد ليفي بذكرها اسمه الثاني quot; ابراهامquot; وايضا بذكرها انه من مواليد اسرة يهودية من شرق اوروبا، وانه رجل اعمال ركز على جمع المال، في محاولة للربط في اذهان الناس بين الشخصية الفولكورية للمرابي اليهودي المهتم بجمع المال.
كما انضم ايضا لحملة الدفاع عن اللورد ليفي المليونير الان شوغار، الذي اتهم الصحافة اليمينية بلعب ورقة يهودية اللورد ليفي لان هذه الصحف، حسب قوله، تلعب على مخزون ثقافي غير متعاطف مع المهاجرين والاقليات الآسيوية واليهود.
لكن المحللين المحايدين والصحفيين من الصحف المتهمة كان لهم وجهة نظر اخرى، وهي ان الصحافة اليمنية والمحافظة، همها الاول النيل من الزعيم العمالي بلير ولايجدون افضل من اللعب على الفضيحة التي اصبح اللورد ليفي بطلها الاول لانه صاحب اعلى بروفيل من الذي قبض البوليس عليهم حتى الان ، بصرف النظر عن ديانته، بينما شخصيات اخرى كالمدموزيل تيرنر، هي شخصيات ثانوية واهميتها تعود لان مكتبها في داوننج ستريت فقط.
وكان البوليس بدأ التحقيق قبا عام ونصف تحت قانون مكافحة افساد الحياة السياسة الصادر عام 1926، بعد بلاغ تقدمت به مجموعة من نواب الحزب القومي الاسكتلندي المعارض، يتهمون فيه حزب العمال الجديد الحاكم بزعامة بلير بالتحايل على القانون في جمع التبرعات. فقانون 1926 يلزم اي حزب سياسي بنشر اسماء المتبرعين للحزب في الحملات الآنتخابية. لكن فريق جمع التبرعات لحزب العمال بزعامة اللورد ليفي ، لجأ الى الحصول على قروض من المتعاطفين مع الحزب من الاثرياء، بدلا من التبرعات. وبما انها quot; قروضquot; وليست quot; تبرعاتquot; فان الالتزام بحرفية القانونلاتلزم الحزب بنشر اسماء مقدمي القروض، التي تمت بدون فوائد او فوائد بسيطة وطويلة الاجل. لكن مقدمي البلاغ اعتبروها تحايلا على القانون خاصة ان عددا من مقدمي القروض حصلوا على القاب شرفية، كلورد، وليدي، وسير.
التعليقات