أحمدي نجاد: ايران عزلت القوى الكبرى بشأن الملف النووي

طهران: اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم الاربعاء ان شعبه quot;عزلquot; القوى الكبرى بشأن الملف النووي وquot;سيدافع صفا واحدا عن حقه المشروعquot; في هذا المجال.

وقال احمدي نجاد في خطاب ألقاه في مدينة يزد (وسط) وبثه التلفزيون ان القوى الكبرى quot;تقول انها تريد عزل الشعب الايراني، لكننا نقول لهم من تكونون حتى تعزلوا الشعب الايراني. الشعب الايراني عزلهم بمشيئة اللهquot;.

والقى الرئيس الايراني هذا الخطاب في وقت تجري محادثات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) والمانيا بشأن اجراءات جديدة لتشديد العقوبات المفروضة على ايران بموجب قرار مجلس الامن الدولي 1737 الصادر في كانون الاول/ديسمبر.

وسخر احمدي نجاد في كلمته من الذين quot;يجلسون في حلقة ويتبادلون اوراقاquot; مؤكدا ان كل ما يفعلونه هو quot;عزل انفسهمquot;. وقال quot;ان كنتم تعتقدون انكم سترغمون الشعب الايراني على الاستسلام من خلال استخدام المؤسسات التي انشأتم واتخاذ اجراءات، فانكم تخطئونquot;.

وكان احمدي نجاد وصف قرارا سابقا لمجلس الامن الدولي حول ايران بانه quot;ورقة ممزقةquot;.

ويحمل قسم من الصحافة الايرانية على خطاب الرئيس المتشدد وقد انتقده اخيرا الرئيس السابق الاصلاحي محمد خاتمي. وقال احمدي نجاد quot;الشعب الايراني يعرف الطريق المؤدية الى العظمةquot;، فيما هتفت الحشود quot;الطاقة الذرية حقنا المشروعquot; وquot;الموت لاميركاquot;.

عزلة دولية
وتبدو ايران في عزلة متزايدة على الساحة الدولية ولا سيما بعد التحذير الشديد اللهجة الذي وجهته اليها روسيا الثلاثاء بعد ان كانت تعتبر حتى الان اكبر داعم لها بين الدول الكبرى.

ودعت موسكو طهران الى الالتزام بـquot;مطالب مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذريةquot; واتخاذ quot;الاجراءات البناءة المفروضة لاطلاق عملية المفاوضاتquot;.

من جانبه، استبعد سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين قيام مجلس الامن هذا الاسبوع بالتصويت على مسودة قرار تشديد العقوبات الدولية على ايران بسبب ملفها النووي على الرغم من التقدم الجوهري الذي احرزته الدول الست الكبرى في هذا المجال امس. وابلغ تشوركين الصحافيين الليلة الماضية quot;انه من غير المحتمل جدا ان يصوت المجلس على مسودة القرار يوم الجمعة المقبلquot; قائلا quot;انني استبعد هذا الامرquot;. واوضح ان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا quot; ما زالت لديها مشاكل في البلورة النهائية لنظام العقوبات النهائي quot;قائلا quot; ما زالت هناك بعض القضايا التي تحتاج توضيحاquot;. واضاف quot;ما زالت هناك قضايا لم تتمكن الدول من الاتفاق عليها حتى ترد الينا تعليمات كاملة من عواصم دولناquot;.

وكان سفير الولايات المتحدة اليجاندرو وولف اقر امس بquot;انه ما زال هناك ما يتوجب عمله بهذا الشأنquot;. واشار الى quot;ان الدول غير دائمة العضوية في مجلس الامن تحتاج بدورها الى مزيد من الوقت quot;مضيفا quot;انه حتى ولو انجزنا الامور اليوم اعتقد اننا نحتاج يومين على الاقل قبل ان نتمكن من التصويت على مسودة القرارquot;.

من جانبه قال رئيس مجلس الامن الحالي الجنوب افريقي دوميساني كومالو ان مجلس الامن قرر عقد جلسة مغلقة اليوم لاطلاع بقية الاعضاء غير الدائمين على مسودة القرار.

من ناحية اخرى وردا على سؤال حول نية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زيارة مقر الامم المتحدة في نيويورك لاطلاع اعضاء مجلس الامن الدولي على الملف النووي الايراني قال كومالو ان سفير ايران لدى الامم المتحدة جواد ظريف ابلغه ان نجاد عازم على القيام بتلك الرحلة.

وتشترط الامم المتحدة على ايران تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم لاستئناف المفاوضات مع الاوروبيين، وهو ما ترفضه الجمهورية الاسلامية رفضا باتا. واكتفى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الثلاثاء بالتعبير عن استعداد بلاده لتقديم ضمانات بعدم تحويل برنامجها النووي لاهداف عسكرية في حال سحب هذا الملف من مجلس الامن الدولي.

ويعود قرار ايران الاخير في مسألة تعليق التخصيب الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، وليس الى الرئيس.

لاريجاني: إيران متمسكة بمواقفها ولن ترضخ للضغوط

أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الأربعاء أن بلاده quot;متمسكة بمواقفها بشأن الملف النوويquot; ولن ترضخ لضغوط القوى الكبرى التي تبحث في قرار جديد لمجلس الأمن يشدد العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وقال لاريجاني في تصريحات أوردتها وكالة مهر شبه الرسمية quot;أن إيران متمسكة بمواقفها في المسألة النووية وستقاوم الضغوطquot;.

وأضاف quot;أننا متمسكون بمواقفنا بحزم وأي خطأ في الحسابات ترتكبه الدول الأخرى سيلحق بها الضررquot;، معتبرا أن إصدار قرار جديد ضد بلاده سيكون quot;إشارة إلى حقدquot; الدول الكبرى عليها.

وسئل عن المعلومات التي أوردتها الصحافة بشأن احتمال توجيه الولايات المتحدة أو إسرائيل ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، فقال لاريجاني أن quot;إي هجوم عسكري سيقابل برد عسكريquot;.
وتبحث الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وألمانيا حاليا في إجراءات جديدة بحق إيران لحملها على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم.