سمية درويش من غزة : تناسى الفلسطينيون في ظل فرحتهم بانتهاء أزمة الحكومة الوطنية، قضية الصحافي البريطاني المختطف بغزة منذ قرابة أربعة أيام على أيدي مجموعة مسلحة، حيث لم يعد يذكر في تصريحات المسؤولين الذين يخرجون لوسائل الإعلام للتعبير عن فرحتهم بالائتلاف الحكومي الجديد.

ولم تنجح أجهزة الأمن الفلسطينية التي أعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوفها عشية اختطاف ألن جونسون مراسل هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية quot;بي بي سيquot; الاثنين الماضي، حتى اللحظة بإعلانها الإفراج عن الصحافي الرهينة.
مركز حقوقي ناشط في الأراضي الفلسطينية قال، إن جريمة اختطاف الصحافي ألن جونسون لا تشكل فقط اعتداءا على حرية الرأي والتعبير، بل مساسا غير مشروع به شخصيا، وهي إساءة إلى الشعب الفلسطيني ونضاله وصورته المشرفة، متسائلا في السياق ذاته، إذا كانت كافة القوى والفصائل الفلسطينية بدون استثناء قد شجبت واستنكرت الجريمة، فمن هو الفاعل؟.

وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان طيره لـquot;إيلافquot;، أن هذه الجرائم هي انتهاك لأبسط مبادئ حقوق الإنسان وتشكل اعتداء سافرا على سيادة القانون وامتدادا واستمرارا لحالة الانفلات الأمني المستشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.وأعرب المركز الحقوقي، عن قلقه للطريقة التي تعالج بها السلطة الوطنية جرائم الاختطاف، حيث تنتهي هذه الجرائم بعد تدخل وسطاء، دون أن تتخذ أية إجراءات قانونية بحق الخاطفين، بالرغم من اكتشاف هويتهم في العديد من الحالات.ودعا المركز الفلسطيني، السلطة الوطنية الفلسطينية إلى اتخاذ تدابير قانونية جدية في مواجهة مظاهر الانفلات الأمني بشكل عام، والاعتداءات على الرعايا الأجانب والمؤسسات الدولية بشكل خاص، وذلك في إطار ما يسمح به القانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كما دعا المركز، الخاطفين للإفراج الفوري عن الصحافي البريطاني، مطالبا بحماية العمل الصحافي وضمان ممارسة الصحافيين المحليين والدوليين لعملهم بحرية كاملة. وكانت آخر جريمة اختطاف بحق صحافيين دوليين في قطاع غزة، قد تعرض لها الصحافي جيمي روزوري 50 عاما بيروفي الجنسية، في مطلع العام الجاري، والذي يعمل مصور صحافي لصالح وكالة الأنباء الفرنسية، بحيث تم الإفراج عنه بعد تدخل وساطات لدى الخاطفين بعد سبعة أيام من احتجازه رهينة.

وبحسب توثيق المركز، فقد نفذت جماعات فلسطينية مسلحة 27 جريمة اختطاف، طالت 55 دوليا، بينهم صحافيين وموظفين في مؤسسات دولية وإنسانية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال السنوات الثلاثة الماضية ، موضحا بان السلطة الفلسطينية فشلت بملاحقة الجناة في معظمها، وهو ما شكل حافز لمزيد من جرائم الاختطاف التي تطال الرعايا الدوليين.ووفقا لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة 4:45 من مساء الاثنين الماضي، اعترض أربعة مسلحون كانوا يستقلون سيارة من نوع (سوبارو) بيضاء اللون، الصحافي ألن جونسون 43 عاما، بينما كان يستقل سيارته الخاصة وهي من نوع (كيا) رمادية اللون، قرب مفترق مجلس إتحاد الكنائس العالمي في شارع الوحدة، وسط مدينة غزة، واقتادوه إلى جهة غير معلومة. ويذكر أن الصحافي جونسون، مقيم في مدينة غزة منذ ثلاثة سنوات تقريبا، ومعروف عنه بالمهنية العالية، الاستقلالية، والتغطية الموضوعية للأحداث، وقد أثار انطباعا عميقا، واحتراما في نفس كل من عرفه وتعامل معه.