خلف خلف من رام الله:

رأت مصادر إسرائيلية اليوم أن سديروت مدينة تآكل سكانها وذلك بسبب تواصل سقوط الصواريخ وكثرة الإصابات والدمار التي حلت في مرافق المدينة. ويضاف إلى ما سبق أيضا ارتفاع معدلات الجريمة ولا سيما جرائم العنف في المدينة خلال السنوات الماضية.

وكتبت صحيفة يديعوت في عددها الصادر اليوم تقول: quot;لسبع سنوات وسديروت تعيش تحت رعب القسام. التقارير عن الإصابات والدمار، وبالمقابل قصص البطولة والوحدة الاجتماعية، لا تخفي العبء الذي يحمله سكان المدينة الصغيرة على عاتقهم: الضغط، الهلع، فقدان الأمن الشخصي. والآن يأتي الثمن الاجتماعي - ارتفاع خطر في معدل الجريمة في سديروت، ولا سيما في جرائم العنف.

ومن معطيات نشرتها شرطة لواء لخيش الإسرائيلي يتبين ارتفاع في معظم مجالات الجريمة من العام 2005 إلى العام 2006. وبالإجمال سجل ارتفاع بمعدل 7.4 في المئة في التقارير عن الأحداث الجنائية للشرطة - 2.528 حدث في العام 2006، مقابل 2.353 حدث في العام 2005.

ورغم أن الحديث يدور عن مدينة صغيرة نسبيا (24 ألف نسمة) وعن عدد صغير من الأحداث، سجل ارتفاع مقلق للغاية في عدد حالات الاغتصاب (8 حالات في العام الماضي مقابل 4 في العام الذي سبقه). وفي تجارة المخدرات (6 حالات مقابل حالتين).

وفي العام 2006 سجل ارتفاع بنحو 25 في المئة في أحداث العنف الجسدي، بما في ذلك العنف داخل العائلة، مقابل العام الذي سبقه. وفي عدد مخالفات الأملاك، الاقتحام للمنازل ومخالفات ارتكبها قاصرون سجل ارتفاع أيضا. وفي عدد صغير من مجالات الجريمة سجل انخفاض: السلب المسلح، الاقتحام للمتاجر وسرقة السيارات.

وصرح ضابط كبير في شرطة لواء لخيش أمس يقول انه في أعقاب طرح معطيات الجريمة للعام
2006 فان quot;الوضع الأمني في سديروت جعل المدينة قنبلة جريمة موقوتةquot;. يمكن أن نعزو المشاكل الاجتماعية - الجنائية إلى أن أزمات المدينة quot;العاديةquot; دحرت إلى الزاوية في اليوم الذي بدأ فيه اطلاق القسام. 8 من السكان، بمن فيهم أطفال، قتلوا. العشرات أصيبوا.

وسجل عدد لا حصر له من حالات الإصابة بالهلع. والصافرة التي تحذر من القسام quot;لون أحمرquot; هي كابوس سكان المدينة. ويقول شموليك أتياس، مدير قسم الرفاه الاجتماعي في بلدة سديروت إن quot;المشاكل آخذة في الاتساع فقط في ضوء الوضع الأمني. فنار القسام أعطت دفعة إلى تدهور المدينة. توجد أوضاع يرص فيها الخوف صفوف العائلات بالذات، ولكنه في الغالب لا يطاق ويبعث ظواهر شديدة نواجهها كل يوم. لقد أخذت الانطباع بان من الصعب على الناس في المدينة، وهذا يرافقنا منذ سبع سنين، الوضع كما يبدو الان آخذ في التعقيد أكثر فأكثرquot;.

ألون دافيدي، رئيس قيادة الكفاح من أجل أمن سديروت قال انه quot;في المكان الذي تخلت فيه الدولة عن سيادتها ونقلت رسالة بان حياة الناس لا تستحق رد فعل مناسبا للإرهاب، فلا غرو أن يتدهور الوضع الاقتصادي - الاجتماعيquot;.

في سديروت يعمل اليوم 8 خبراء نفسيين فقط. هناك 3 وظائف شاغرة في قسم التعليم لا ينجحون في إشغالها. وتقول مديرة قسم التعليم في سديروت مريم شاشي إن quot;الناس يعيشون في عدم يقين، في خوف وضائقة شخصية، وكل هذا يجد تعبيره أساسا في العنف داخل العائلة وفي أوساط أبناء الشبيبة. توجد عملية تآكل في السنوات الأخيرة - الخدمات النفسية وخدمات الرفاه تنهار تحت العبءquot;.

شاي بن يعيش، رجل تعليم في سديروت وعضو مجلس المدينة، يعتقد أن الظواهر القاسية تنشأ بالذات في أيام الهدوء في المدينة. quot;لان الحياة في المدينة تدور حول نار القسام، فانه بالذات عندما يكون هدوء يسود إحساس بان كل شيء مسموح به. وفي ظل غياب المعالجة المكثفة، فان السكان ينفسون الواحد على الآخر في حالات العنف أو في غيرها من الجرائمquot;.