المبادرة العربية في صلب مباحثات العاهل الأردني وميركل
تل أبيب:
وصلت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، مساء اليوم السبت إلى إسرائيل، المحطة الثانية في جولة إقليمية تتركز على عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت ميركل لدى وصولها إلى مطار بن غوريون quot;اشعر بالتفاؤل وأتوقع إجراء مباحثات بناءة لأنني جئت مع الأمل في تحقيق تقدم دبلوماسي في المنطقةquot;.
واثر وصولها إلى المطار في تل أبيب قادمة من عمان، حيث أجرت مباحثات مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، توجهت المستشارة الألمانية إلى القدس لإجراء جولة أولى من المباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت كما أفاد مصدر ألماني.
ومن المقرر أن تجتمع المستشارة الألمانية الأحد مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وتزور نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة النازية.
وعلى الأثر تتوجه ميركل إلى الأراضي الفلسطينية لإجراء مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل وصولها الاثنين إلى بيروت المحطة الأخيرة في جولتها.
وكانت مبادرة السلام العربية في صلب مباحثات المستشارة الألمانية مع الملك عبد الله الثاني حسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
ونقل البيان عن الملك عبد الله قوله quot;لقد ناقشت مع المستشارة خلال اجتماعنا أولا وقبل كل شيء الحاجة إلى البناء على الزخم الذي تولد عن القمة العربية للسير قدما بمبادرة السلام العربية وإحلال السلام والاستقرار والأمن لشعوب المنطقةquot;.
وتنص هذه المبادرة على تطبيع علاقات الدول العربية مع إسرائيل في مقابل انسحاب الدولة العبرية من الأراضي التي احتلتها منذ 1967 إلى جانب قيام دولة فلسطينية مستقلة وتسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين.
وكانت إسرائيل رفضت هذه المبادرة عند طرحها عام 2002 في قمة بيروت، إلا أنها تبنت موقفا أكثر ايجابية إزاءها مطالبة في الوقت نفسه بتعديلها لتنص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي الخاضعة لسلطة الدولة الفلسطينية وليس إلى إسرائيل.
وتأتي هذه الجولة اثر تلك التي قامت بها ميركل مطلع شباط/فبراير إلى الخليج ومصر للهدف نفسه وهو دعم مساعي السلام. وأعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية اولريك فيلهلم أن الدبلوماسية الألمانية تدرك انه لا يمكنها أن quot;تحل محل الإطراف الفاعلة في المنطقةquot; لكنها تحاول quot;استخدام كل الإمكانيات لمساندة ودعم تحركاتهاquot;.
اولمرت لا يرفض مبدأ إجراء مفاوضات سلام مع سوريا
من جهة ثانية أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود اولمرت انه لا يرفض مبدأ إجراء مفاوضات سلام مع سوريا شرط إن يتم الإعداد لها بشكل جيد لكي لا تتعثر منذ بدايتها.
وقال اولمرت في حديث نشرته له مجلة تايم الأميركية السبت على موقعها على شبكة الانترنت quot;أنا لا ارفض مفاوضات مع سوريا إلا إن ذلك يجب إن يتم بشكل يضمن تمكننا من التقدم بدلا من التعثر منذ البدايةquot;.
وردا على سؤال حول ما تردد عن اتصالات غير رسمية تمت بين الإسرائيليين والسوريين قال اولمرت quot;أنا لم أشارك في هذه الاتصالات التي كانت تجري على مستوى ثانوي. لم تكن جدية ولم يتعاط معها السوريون على هذا الأساس. أنها لا تعني شيئاquot;.
وتابع اولمرت quot;يجب إن نتأكد بأننا حين نتكلم عن مفاوضات سلام مع سوريا يجب إن نكون واثقين بان ما يدور في خلدهم وما يدور في خلدنا هو نفسه تقريباquot;.
وحول مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة الرياض العربية قبل أيام قال اولمرت quot;لو كانت لدي فرصة للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله، وهي فرصة لم تسنح لي، لكان فوجئ بسماع ما سأقوله لهquot;.
وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية quot;أنا انظر بايجابية كبيرة إلى الدول الفاعل الذي يقوم به السعوديون في الشرق الأوسط منذ سنوات عدة. في السابق كان هناك قلق حول دور السعوديين، إلا إنني اعتقد إن حس المسؤولية والرؤية اللذين أبداهما جلالته جديران جدا بالاهتمام. ليس سرا إذا قلت بأنني قرأت باهتمام كبير المبادر السعودية وهي مقاربة مثيرة جدا للاهتمامquot;.