واشنطن: طالبت المرشحة الديمقراطية البارزة لانتخابات الرئاسة الاميركية السيناتور هيلاري كلينتون اليوم بوضع حد للحرب في العراق وتعزيز الدبلوماسية وتجديد الجيش الأميركي واغلاق السجن العسكري بقاعدة غوانتنامو وتحميل الحكومة العراقية المسؤولية عن بلادها.

وقالت كلينتون في كلمة لها امام مركز دراسات quot;الامن الأميركيquot; المعني باستراتيجيات الامن الوطنية ان quot;الولايات المتحدة يجب ان توقف اعتمادها المفرط على القوة العسكرية وتضع حدا لسياسة صنع القرار استنادا الى ايدولوجيات معينةquot;.

وشددت على ان quot;الوقت قد حان لانهاء الحرب في العراق واعادة القوات الاميركية الى الوطن بأسرع وقت ممكنquot; معتبرة ان تلك الحرب quot;تقتل وتشوه الجنود الاميركيين وتكلف الولايات المتحدة 6ر8 مليار دولار شهريا وتضر باستعداد الجيش الاميركي وصورته حول العالمquot;.

وقالت كلينتون ان quot;سياسة الادارة حيال العراق تمثل استراتيجية فاشلةquot; معتبرة ان العراق يشهد في الوقت الراهن حربا اهلية طائفية.

وجددت التأكيد على عدم وجود حل عسكري للمسالة العراقية متهمة حكومة المالكي بالعمل على تحقيق quot;مصالح طائفيةquot; على نحو يهدد بانتشار الصراعات في دول اخرى خارج العراق.

ودعت كلينتون الى مطالبة الحكومة العراقية بتحمل المسؤولية عن بلدها وانذارها بفقدان الدعم الاميركي لها في حال عدم نهوضها بمسؤولياتها فضلا عن تعزيز الدبلوماسية الاقليمية والدولية لحل المسالة العراقية.

وأعلنت عزمها التقدم بمشروع قانون في مجلس الشيوخ يدعو الى نزع التفويض المقدم للرئيس الأميركي بشن الحرب في العراق باعتبار ان الحرب هناك quot;حربا اهلية ينبغي الناي عنهاquot;.

وأكدت ان quot;الولايات المتحدة ليس بمقدورها التخلص بشكل احادي من جميع خصومها ومن ثم ينبغي لها ان تتعاون مع الاخرين وان يكون التصرف المنفرد وقت الاضطرار فقطquot;.

واتهمت كلينتون ادارة الرئيس بوش بالنأي عن تحالفات الولايات المتحدة العالمية وتقليص سلطة اميركا الاخلاقية وتراثها العالمي عبر الترويج لايدولوجية تختلف عن الواقع مشيرة الى ضرورة الاستفادة من المعلومات الاستخباراتية لدى الدول الحليفة لواشنطن وتحديث اجهزة الاستخبارات الاميركية في الوقت ذاته.

ودعت الى استخدام الدبلوماسية لحل مشكلة انتشار الأسلحة النووية والحوار مع ايران كما حدث مع كوريا الشمالية مشيرة الى عزمها التقدم بمشروع قانون quot;لمنع الارهاب النوويquot; يدعو لزيادة التمويل المخصص للمفاعلات النووية السلمية على مستوى العالم ومساعدة الدول في النأي عن المفاعلات التي يتم فيها استخدام اليورانيوم المخصب والارتقاء بالمعايير الأمنية في المفاعلات واستحداث منصب مستشار للرئيس الأمريكي لهذا الشأن.

ودعت الى تبني خيار عسكري وفرض منطقة حظر طيران فوق اقليم دارفور في حال رفض الحكومة السودانية السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالدخول الى اقليم دارفور مؤكدة على ضرورة اهتمام الولايات المتحدة بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي وقضايا افريقيا في الوقت ذاته.

وقالت ان الرئيس الأميركي المقبل الذي سيتولى مهام منصبه في شهر يناير من العام 2009 يجب ان quot;يعيد تعريف المصالح الوطنية الاميركية ويقوم بتحديث الجيش الاميركي عبر اعادة بناء قوته وتوسيع وتعميق منظورهquot;.

ودعت كلينتون الى تعزيز حقوق الانسان والدعوة للمصالحة عبر الدبلوماسية ومناهضة ارتفاع درجة حرارة العالم وذلك من اجل استعادة quot;عظمة وخير اميركا في عيون العالم وتمكينها من الوقوف مع السلام والأمنquot; مشيرة الى تضرر الولايات المتحدة من فضائح ابو غريب وغوانتنامو وبرامج التنصت.

وأكدت على ضرورة quot;عدم تخلي الولايات المتحدة عن قيمها في تعقبها للارهابيين سواء لاعتقالهم او محاكمتهم او قتلهم او معاقبتهم مع عدم الاعتراف بأي افادات تم الحصول عليها باستخدام التعذيب لان مثل هذه الأدلة تعد ادلة زائفة فضلا ان تلك الاساليب ستعرض الجنود الامريكيين للخطرquot; معتبرة ان الابقاء على سجن غوانتنامو مفتوحا يضر بالمصالح الامنية الاميركية على المدى الطويل.

يذكر ان السيناتور هيلاري كلينتون ظلت السيدة الأميركية الأولى طوال فترتي رئاسة زوجها الرئيس الديمقراطي الاسبق بيل كلينتون في الفترة بين 1992 و2000.

وتتصدر كلينتون استطلاعات الرأي بين الناخبين الديمقراطيين في السباق نحو الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية في العام القادم التي يعد الحزب الاوفر حظا للفوز بها على خلفية تصاعد الانتقادات ضد ادارة الرئيس بوش الجمهورية لاستراتيجيتها في العراق وانخفاض شعبيتها على نحو غير مسبوق.