فالح الحمـراني من موسكو: على الرغم من عودة الهدوء النسبي إلى جمهورية الشيشان، ووصول قوى مريدة لبقاء الشيشان في إطار الإتحاد الروسي، إلا أن تدعيات الحروب ما زالت ماثلة وتتعالى اصداؤها من فينة الى اخرى. وكان آخرها حسم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في سالسبورغ قضية روسلان الحاجييف رئيس البرلمان الشيشاني في عهد اصلان مسخادوف بتحميل روسيا جريمة اغتياله، والزمتها بدفع غرامة مالية لاقاربه.

وأشار قرار المحكمة الاوروبية الى ان الجانب الروسي قام بانتهاك عدة مواد من معاهدة الدفاع عن حقوق الانسان وحريته، لاسيما حقه بالحياة ومنع ممارسة تعذيب المحتجزين وحق الحصول على دفاع قانوني فعال والحق بتمتع المواطن بالحرية وصون حرمته الشخصية.وقضت المحكمة بإلزام الحكومة الروسية بدفع 400 ألف يورو للضرر المعنوي الذي لحق اقارب السياسي و 5 آلاف يورو كنفقات لمحاكمة.

ونظرًا لوفاة صاحبة القضية والدة رئيس البرلماني الشيشاني الساق، زهرة الحاجييف إثر نوبة قلبية فان زوجته ستسلم التعويضات من روسيا.

ويذكر ان مجموعة عسكرية كانت قد اقتادت في 17 أيار(مايو)2000روسلان الحاجييف الذي ترأس برلمان الشيشان من 1997 الى 1999 من داره الكائن في بلدة شالي. ولم يبلغ عناصر المجموعة اقارب الحاجييف عن سبب اعتقاله ولم يبرزوا هوايتهم الشخصية. وبعد ذلك جرى ابلاغ عائلته بان مجهولين اختطفوا الحاجييف واغتالوه. واستشرت في تلك السنوات ظاهرة اختطاف البشر واختفاء أثرهم في الشيشان.ولم تسفر التحقيقات الرسمية عن نتائج تذكر. وتؤكد السلطات الروسية عدم وجود أية معلومات لديها عن مصير رئيس البرلمان الشيشاني السابق. ودعمت المحكمة رأي اصحاب الدعوة بتورطهيئاتحكومية باختطافه وقتله. وقررت المحكمة ايضا ان أجهزة الدولـة هي التي اعتقلت الحاجييف، وعليه فيتوجب اعتباره مقتولا نظرا لعدم وجود معلومات
عنه منذ لحظة اعتقاله.

وقال مدير مركز الدفاع الاوروبيعن حقوق الانسان فيليب ليتش أن قرار المحكمة الاوروبية اكد الاهتمام الكبير بظاهرة المختطفين واختفائهم من دون اثر فيالشيشان. وقالت مصادر مطلعة ان قضايا شمال القوقاز وخاصة من الشيشان تشكل 20 في المئة من اجمالي القضايا المطروحة على المحكمة الاوروبية في ستراسبورغ. وتقول المصادر الشيشانية ان الجمهورية شهدت اختفاء2808 أشخاص من دون أي أثر لهم.