لندن: إستأثرت الأحداث التي تجري حاليًا في باكستان إهتمام ثلاث من الصحف البريطانية، وتعتقد صحيفة الصنداي تلغراف أن القاعدة منقسمة بشأن الانقلاب على الرئيس الباكستاني وقتله. ويشير مراسلا الصحيفة في نيويورك فيليب شيرويل وإسلام آباد مسعود أنصاري في هذا الصدد إلى تقارير نُسبت إلى مصادر من المخابرات الأميركية تشارك في عملية مطاردة زعماء تنظيم القاعدة وفي مقدمتهم أسامة بن لادن، واستندت بدورها إلى معلومات نقلها أعضاء في الحركات الإسلامية quot;المتشددةquot;. وتقول هذه التقارير إن ثمة بوادر انشقاق في صفوف القاعدة قد يقوده quot;الفصيل الليبيquot; بزعامة أبو يحيى الليبي.

أبو يحيى - الذي تمكن من الفرار من معتقل قاعدة باغرام قرب العاصمة الأفغانية عام 2005- لا ينظر بعين الرضى إلى حملة التفجيرات الأخيرة في باكستان التي أعقبت اقتحام المسجد الأحمر في العاصمة الباكستانية، والتي يُرجح أنها شنت بإيعاز من أيمن الظواهري.

ويعتقد أبو يحيى -حسب الصحيفة البريطانية- أن هذه الحملة شنت quot;بنية إثبات الظواهري خليفة لابن لادن، المتخفي لأسباب أمنية وصحيةquot;؛ وأنها تنم عن مجازفة.

فزعزعة النظام الباكستاني، واغتيال الرئيس برويز مشرف، سيدفع بالجيش الباكستاني إلى التشدد، ومن ثم إلى شن هجوم quot;ماحقquot; على المنطقة القبلية إلى حيث quot;التجأت القاعدةquot;.

ويقول أكاديمي أميركي خبير في شؤون المخابرات، إن باكستان صارت أكثر من العراق، في قلب الحرب على الإرهاب، التي تقودها الولايات المتحدة؛ quot;لأن انقلابًا على النظام الباكستاني تقوده القاعدة بالوكالة سيضع بين يديها بلدا يمتلك ترسانة نوويةquot;.

لكن القبضة العسكرية الباكستانية قد اشتدت على إقليم وزيرستان الذي ظل لقرون رافضًا أن تبسط عليه أي سلطة مركزية، حسب مراسل الصنداي تايمز في المنطقة غلام حسنين. ويقول الصحافي إنه شاهد ما يناهز 80 ألفًا من الجنود تنتشر بإحدى جهات الإقليم الأسبوع الماضي.

وينقل عن أحد أعيان المنطقة قوله: quot;لقد نجحنا في تجنب أن يصير وزيرستان بغداد أخرى. وسيصير الإقليم كذلك إذا ما شن الجيش الباكستاني حملة على شعبهquot;.

لكن مصادر عسكرية ذكرت للصحيفة أن الحرب لا محالة قادمة. وفي غمرة هذه المخاطر، قد يُبرم الرئيس الباكستاني مع رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو صفقة لتقاسم السلطة حسبما تذكره الصحيفتان.