إفتتاحيات الصحف الفرنسية
ردود الفعل حول زيارة برنار كوشنير للعراق

برنار كوشنير ..مساهمة في مداواة الجرح العراقي
صلاح نيّوف من باريس: في افتتاحية صحيفة quot; لوموندquot;، التي تصر على استخدام تعبير quot; الزيارة المفاجئةquot;، ترى أن quot;الزيارة تشير إلى الإرادة الفرنسية في تحقيق عودة إلى العراقquot;. لكن الصحيفة لا تتأخر في التذكير أن هذه المبادرةquot; تسجل تحت عنوان التقارب الأميركي ـ الفرنسي، وهي مذهلة تقريبًا إذا قورنت بموقف فرنسا من التدخل الأميركي في العراق 2003quot;. و تعتقد quot; لو موندquot; أن برنار كوشنير quot; واحد من السياسيين الفرنسيين القلائل الذي لم يدين الولايات المتحدة ، هو في مكان جيد للقيام بهذه المهمةquot;.

لكن الصحيفة الفرنسية العريقة تطرح سؤالاً مهمًا: ماذا ستفعل فرنسا في العراق ؟ و بالتحديد، ما الذي تستطيع أن تفعله هناك ؟ تقول افتتاحية الصحيفة :quot; وزارة الخارجية الفرنسية أشارت إلى أن الهدف من الزيارة هو رسالة تضامن من فرنسا إلى الشعب العراقي ، كذلك، الاستماع إلى ممثلي كل مكونات الشعب العراقي من غير استثناءquot;. ثم تذكر الصحيفة بما قاله كوشنير :quot; المساعدة ليست عسكريةquot;.

ترى quot; لو موند 21/8/2007quot;، أن الزيارة من أهدافها quot;مساعدة الولايات المتحدة للخروج من المستنقع، مع التخفيف قدر الإمكان من الألم العراقي. و الوقت ليس لتوبيخ أو جلد الأخطاء المتراكمة للأمريكيين، و إنما المشاركة في إيجاد حلquot;. quot; برنار كوشنير لديه الحق في زيارة بغداد : فرنسا التي تريد الحضور في الشرق الأوسط دائما، لا تستطيع أن تكون غير مهتمة بالعراقquot;. وهنا تذكر الصحيفة الفرنسية بأن quot;العراق في عام 2007 هو مختلف تماما عن عراق عرفته و اعتادت عليه فرنسا بين عامي 1970ـ 2003quot;. فهو بلد ممزق و مركز جديد لخطوط الانشقاق والتصدع في الشرق الأوسط.

وتضع quot; لو موند quot; زيارة كوشنير في إطار إقليمي ترتبط به الزيارة quot; العودة إلى العراق اليوم، يطرح سؤالا في غاية الدقة يتعلق بالعراق، اللاعب ـ المفتاح في الأزمة.أي ورقة يمكن أن تلعبها فرنسا؟ باريس منذ البادية هي في حوار مع إيران حول المسألة اللبنانية : فهل هذا يعني من الآن فصاعدًا حوارًا من أجل العراق؟ كيف في هذه الحالة يمكن أن يبقى الضغط على إيران في الملف النووي؟

ترى الصحيفة أن quot; ساركوزي وكوشنير لديهما الإرادة بفعل شيء ما، تحت شعار أو باسم الفكرة القائلة لا يوجد مشكلة من غير حل. لكن منذ وصوله إلى وزارة الخارجية، برنار كوشنير يصطدم بالارتياب و الشكوك حول دبلوماسيته فيما يتعلق بإمكانيات فرنسا الحقيقة، في نفس الوقت فيما يتعلق بالعراق أو بمجمل قضايا المسرح الدوليquot;. الدبلوماسيون الفرنسيون لديهم نزعة في التفكير، أنه يجب ترك الأزمة تذهب إلى نهايتها. بشكل آخر، الانتظار بأن تنتهي الحرب الأهلية القائمة بانتصار معسكر على الآخر. إن الرهان في العراق أكثر خطورة من أي مكان آخر. لكن لا بد من التجريب، بهذه الجملة تختم الصحيفة افتتاحيتها.

أما صحيفة quot; لو فيغاروquot; تركز على مقاطع من حديث برنار كوشنير مع الرئيس العراقي جلال الطالباني. quot;الحفاظ على السيادة، إنجاز الديمقراطية في العراق : بالنسبة إلى فرنسا، هذا جوهريquot;. العنف الذي لا تستطيعون التعايش معه، نحن أيضًا لا نستطيع التعايش معه، نظرة من بعيد، هذا العنف مرعب. أبرياء يموتون كل يوم، اعتداءات عمياء تضرب السكان مهما كانوا، هذا غير مقبولquot; أضاف برنار كوشنير.

كما ركزت quot;لو فيغاروquot; على لقاءات وزير الخارجية الفرنسية مع ممثلي كافة الأطياف العراقية و أنه نقل إليهم رسالة واحدة quot; فرنسا ترغب بالمصالحة الوطنية وفي حل سياسي، إرادتنا هي الوقوف مع الدول الكبرى الضرورية في عملية التوازن و في ولادة ديمقراطية ضمن هذا الإقليم الغاية في الأهميةquot;.
يتابع كوشنير وفق quot; لو فيغاروquot; : quot; إذا التجمعات الثلاث، سنة، شيعة، كرد، و الآخرون، لديهم القدرة على التوافق فهذا هام جدا بالنسبة إلى الإقليم ولباقي العالم، هذا الحل سيمر، كما نأمل، من خلال مشاركة أكير للأمم المتحدةquot;.

ثم تتطرق quot; لو فيغاروquot; إلى الموضوع العراقي كنقطة خلاف والتقاء مع واشنطن: quot;الولايات المتحدة وفرنسا كان لديهم مقاربة مختلفة للملف العراقي، ولكن، هذه الصفحة أصبحت خلفناquot; كما تنقل عن لسان كوشنير. أما من الجانب العراقي فقد نقلت الصحيفة تصريحات الرئيس جلال الطالباني:quot; آمل أن تكون هذه الزيارة التاريخية افتتاحا لطريق جديد في تحسين العلاقات العراقية ت الفرنسية، نيكولا ساركوزي هو صديق للشعب العراقيquot;. ولم تنسّ الصحيفة دعوة نوري المالكي رئيس وزراء العراق إلى الشركات الفرنسية للمشاركة في بناء البلاد، التي بدأت التخلص من المجموعات الإرهابيةquot;.

في صحيفة quot; لو بوانquot;، تركز الصحيفة على تصريحات كوشنير التي تميز فرنسا عن الولايات المتحدة في الملف العراقي وتشير إلى الدور الأوربي :quot; أوروبا عليها أن تشكل دورًا في العراق، و نحن لم نصطف خلف واشنطن في الذهاب للعراقquot;. ثم يضيف وفق quot; لو بوانquot; : quot; نحن نتميز بوضوح عن السياسة الأمريكية ولم نكن مناصرين لها في تدخلها في العراق، وأعتقد أنه كان لدينا الحقquot;.

و تشير الصحيفة إلى مشاعر برنار كوشنير في زيارته إلى بغداد : quot; كان يجب أن نكون هنا، يجب أن نكون هنا. نحن نأخذ حسابات خاطئة إذا نظرنا عن بعد على ما يجري هنا ، الأميركيون ليس لديهم القدرة بالخروج من هذا الوضع لوحدهم، وبقدر ما سيطلب العراقيون دعم الأمم المتحدة بقدر فرنسا ما ستساعدهم، وآمل أن يأتي وزراء أوروبيون آخرون لزيارة العراقquot;.

في صحيفة quot; ليبيراسيونquot; فقد كانت اللهجة أكثر حدة وسخرية من هذه الزيارة:quot; إنه تحول كبير في الدبلوماسية الفرنسية، ولكن الوزير كوشنير طلب من العراقيين بحل مشاكلهم بأنفسهم وأن يعطوا مثلا بالصبر مستخدمًا جملة شهيرة لفرنسوا متيران ( أعطوا وقتًا للوقت).

وترى الصحيفة الفرنسية :quot; أن الهدف الوحيد من هذه الزيارة هو إعادة العلاقات الفرنسية مع واشنطن عبر السلطة العراقية بعد تمزقها في عام 2003quot;. و تسخر بمواربة من اصطفاف ساركوزي وكوشنير خلف تعبير واحد quot;: ما أعتقده، و ما يعتقده السيد ساركوزي، أنه لن يكون هناك حل عسكريquot;.

وتختم الصحيفة أنه ووفق الحاشية المرافقة لوزير الخارجية quot;والتي لم تستطع تجاوز المنطقة الخضراءquot;، المسؤولون العراقيون ينتظرون كثيرًا من فرنسا والأمم المتحدة للخروج من اختناقهم في العلاقة من الولايات المتحدة.