وزراء الخارجية العرب يجتمعون لتداول مؤتمر السلام

موسى وداليما يؤكدان أهمية المؤتمر الدولي للسلام

موسى: لجنة السلام العربية تعقد اجتماعًا مع الرباعية

القاهرة: طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ببلورة موقف عربي موحد بشأن الخطوات القادمة في مواجهة الاستحقاقات العربية والدولية خاصة في ما يتعلق بالمؤتمر الدولي المزمع عقده في الخريف المقبل حول السلام في المنطقة.

وأكد موسى في كلمته بالجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة ال128 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم على حضور جميع الأطراف العربية المعنية مباشرة بعملية السلام في المؤتمر وأن يستند الى المرجعيات المتفق عليها وأن يكون هذا الاجتماع هو استئناف عملية المفاوضات والتصدي للقضايا الجوهرية مثل الانسحاب من الاراضي العربية حتى خط الرابع من يونيو 1967 وإزالة المستعمرات والجدار العازل وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وحذر موسى من تحول المؤتمر الدولي المزمع الى تظاهرة سياسية فقط دون مضمون حقيقي لان ذلك سيشكل ضررا بالغا للمصالح العربية والوضع الاقليمي وجهود إرساء الاستقرار فيها.وقال موسى إن التظاهرة السياسية حين تكون بديلا من الحركة الحقيقية فهي تشكل تكريسا للوضع القائم الذي يزكي التطرف والعنف ..مشددا على ان الجانب العربي أمام نافذة زمنية قصيرة لاوقت فيها للمماطلة السياسية أو لأوضاعه الأشهر القادمة في مناورات هدفها تحقيق مزيد من الإعتراف والتطبيع المجاني باسرائيل مع استمرارها في سياسة الاستيطان الاستعماري.

وقال إن محاولة تفريغ الاجتماع الدولي من مضمونه أو خفض سقف التوقعات منه يتطلب مواجهة صريحة وقوية لتجنب حدوث تدهور أخر في الموقف الاقليمي وللحفاظ على المصالح الاستراتيجية الكبرى التي سوف تتهدد تهديدا جديا اذا انتهت الحركة السياسية المطروحة حاليا الى لاشيء يذكر.

وفي ما يتعلق بالوضع في العراق حذر موسى من ترديد نظرية ملء الفراغ التي تتردد حاليا مع انسحاب القوات الاجنبية من العراق ..وقال إنه على رأس تلك المشاكل الخطرة يأتي التجاذب والتناحر الطائفي والمذهبي وهذا يتطلب تعاونا عربيا وإقليميا وحوارا عربيا ايرانيا بصفة خاصة حتى يمكن الحفاظ على مصالح الجميع وفي المقدمة العراق.

وحول الوضع في لبنان قال موسى إن المبادرات تتقاطر على بيروت بينما الوضع يراوح مكانه ..مشيرا الى أن الجامعة العربية قامت بمساع حثيثة للإحاطة بالمخاطر الجمة التي تحيط لبنان وقد نجحت المساعي العربية بالفعل في اقتراح جدول أعمال يتضمن النقاط الرئيسة التي يجب أن ترتكز عليها المساعي السياسية للحل.

وأكد موسى أن الجهد العربي سيظل مستمرا دون تراجع لأن لبنان مسؤولية عربية .. معربا عن استعداد الجانب العربي للتعاون مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية ذات الدور في لبنان والتي تظهر حسن نواياها وذلك من أجل التوصل الى حل للمشكلة

وناشد موسى قادة لبنان على اختلاف مواقفهم أغلبية ومعارضة العودة الى مائدة الحوار والعمل فورا على التوصل إلى اتفاق حول انتخاب رئيس الجمهورية في موعده وطبقا للأصول الدستورية المنصوص عليها وباعتبار ذلك حجر الزاوية لبداية حل الأزمة وكسر الجمود السياسي والتحرك نحو استئناف عملية البناء وإعادة الاعمار في لبنان .

وحول التطورات في السودان أعرب موسى عن اعتقاده بأن السودان ربما يكون هو المسرح الوحيد الذي يشهد تقدما بعد التوجهات الإيجابية بين الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي والامم المتحدة واستجابة الحركات المعارضة في دارفور للتفاوض مع الحكومة لتحقيق السلام في الإقليم .

من جانبه أكد وزير الخارجية الجزائري ورئيس الاجتماع مراد مدلسي أن الدول العربية يتملكها القلق الشديد من جراء ما يعانيه العراق وفلسطين والسودان والصومال وبكل ما يتصل بتطوير المنظومة العربية .وقال مدلسي في كلمته في الجلسة الافتتاحية إن القلق الكبير ناجم عما يحدث في الاراضي الفلسطينية والانقسام الفلسطيني الذي يعطي المبرر للعدو الاسرائيلي لكي يتمادى في ما يقوم به.

ودعا مدلسي جميع الفلسطينيين الى ضرورة احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية وقرارات جامعة الدول العربية ووثائق الوفاق الفلسطيني السابقة والتعاطي مع الأوضاع بروح المسؤولية التاريخية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. وأكد أن الطرف الاسرائيلي يراهن على الخلافات الفلسطينية ويستمر في سياساته العدوانية وفرض الحصار وتحدي قرارات مجلس الامن.

وشدد على ضرورة خروج اجتماع مجلس الجامعة العربية بموقف مشترك تجاه مبادرة الرئيس الاميركي جورج بوش لعقد اجتماع للسلام في الشرق الاوسط .. مشيرا الى ضرورة إعادة النظر بشكل جذري وشامل في عملية السلام المتعثرة في المنطقة .

ودعا الى إيجاد آلية مستحدثة من خلال المؤتمر المزمع لتفعيل عملية السلام على أساس مرجعيتها المستمرة من قرارات مجلس الأمن وبما يؤدي الى إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة والتوافق على حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين .

من ناحيته أكد وزير خارجية تونس رئيس الدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية عبد الوهاب عبد الله أن المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب الفلسطيني تتطلب من الجانب العربي أكثر من أي وقت مضى مزيدا من تكثيف الجهود لتجنب الفتنة وإزالة أسباب الفرقة بين الفلسطينيين للحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه حول مؤسسات سلطته الشرعية.

وقال إن الأزمة فى لبنان تستدعي تكثيف المساعي لنزع فتيل الفتنة وبناء الثقة بين كل القوى السياسية اللبنانية في ظل القانون معربا عن أمله في أن تكلل الجهود العربية بالتوصل الى حل توافقي تجتمع حوله كل الاطراف .

وأشار الى أن تسارع الاحداث على الساحتين الدولية والاقليمية يتطلب منا بذل المزيد من تفعيل التضامن العربي وتكثيف التنسيق والتشاور وتغليب روح الوفاق والحكمة بمايساعد على حماية مصالح الشعوب العربية وايجاد الحلول المناسبة لقضايانا.

من جانبه ناشد رئيس جمهورية القمر المتحدة أحمد عبدالله سامبي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية ودولها الاعضاء الوقوف جنبا الى جنب مع الحكومة القمرية لتأكيد مصداقية وتماسك الشرعية الوطنية والمساهمة في تنفيذ قرارات الشرعية الإقليمية والدولية الداعية لاستعادة شرعية النظام الجمهورية في جزيرة انجوان ودرء مخاطر الانفصال عن جمهورية القمر.

وقال سامبي إنه على مدى السنوات السابقة لم تتوان الجامعة العربية ودولها الأعضاء عن مساعدة القمر حكومة وشعبا على المضي قدما في مسيرته نحو الديمقراطية والاصلاح والتنمية والوحدة .

وأضاف ان التعاون القائم بين الجامعة العربية والقمر في عدد من الجوانب الخاصة بإنماء البنى التحتية وتمكين السلطات الاتحادية من تثبيت الشرعية الوطنية بات يحتاج خلال هذه الفترة وأكثر من أي وقت مضى الى مزيد من الدعم السياسي والمالي والفني.

واقترح الرئيس سامبي على مجلس جامعة الدول العربية تبني عقد مؤتمر للإستثمار والتنمية في جزر القمر بالتنسيق مع الجامعة العربية في أقرب فرصة ممكنة وقال إن حكومة بلاده تأمل في وضع خطة استثمارية للمشروعات الاقتصادية اللازم تمويلها من أجل محاربة الفقر.

وأعرب عن تطلعه الى قيام الدول العربية بتنفيذ قرارات قمة الرياض الاخيرة وذلك للإسهام مباشرة في جهود التنمية في جمهورية القمر وقال انه نظرا لاهمية الاستثمارات الخارجية وخاصة العربية منها لتطوير الاقتصاد القمري فقد أعددنا قانونا لتشجيع الاستثمار في بلادنا يجنب المستثمر المشاكل الإدارية والبيروقراطية .