القاهرة: اعتبر البابا شنودة الثالث بطريرك الاقباط المصريين الارثوذكس ان اسرائيل لا يمكن ان تقتنع بالتخلي عن القدس التي تشكل quot;في عقلية اسرائيل المدينة المقدسة عند اليهودquot;.وقال البابا شنودة في مقابلة نشرتها صحيفة quot;الاسبوعquot; الخاصة السبت ان quot;اسرائيل لا يمكن ان تترك القدس لا يمكن ابدا اقناع اسرائيل بترك القدس ولا يمكن ان تقنعها اميركا او دول اوروبا ولا أي احد لان هذا الامر راسخ في اعماقها دينيا ثم سياسيا وحربياquot;.
واوضح ان القدس quot;في عقلية اسرائيل المدينة المقدسة عند اليهود وكما تهتم السعودية بمكة والمدينة كمدينتين مقدستين تهتم اسرائيل بالقدس كمدينة مقدسةquot;.وردا على سؤال حول ما اذا كان هذا quot;يعني انه لن تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، رد بطريرك الاقباط المصريين متسائلا: quot;وهل القدس الشرقية لا يوجد بها اثار يهودية يحرص اليهود عليهاquot;.
واضاف ان اسرائيل في نظر العرب quot;دولة احتلال ولكنها في نظرهم هي دولتهم واحتلها العرب فترة، وفق زعمهم، ومن ثم هي تريد ان تتخلص من احتلال العرب .. يجب محاورة الناس حسب عقليتهم ومفاهيمهم لادراك ما يوجد في تلك العقلية والافكارquot;.
ودعا الى التعامل بواقعية مع الحقائق القائمة ومع موازين القوى الراهنة، وقال ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين هي quot;مفاوضات بين الذئب والحملquot; معتبرا انه quot;لن توجد تسوية ما لم يتغير الوضع العربي ويتكاتف العرب حتى يستطيعوا التغلب على المعضلاتquot;.وتابع quot;اسرائيل تقلب الحقائق وتشكو من صواريخ تطلقها المقاومة الفلسطينية وتنسى انها تمارس القتل اليومي .. انها الحربquot;.
واعتبر انه يجب ان quot;نتحدث اذا عن اليهود بمعتقدات اليهود ونتحدث عن اسرائيل بعقلية اسرائيل ونتكلم عن اميركا بمصالح اميركا وتحالفاتها .. البعض يعتبر اسرائيل احدى الولايات الاميركية (لذلك) فتجاهل كل هذه الامور والحديث عن الحق المطلق او ما ينبغي ان يكون غير واردquot;.واضاف quot;ما ينبغي ان يكون شئ وما هو كائن شئ اخرquot;.
وهذه هي اول مرة يتحدث فيها البابا شنودة الثالث عن تسوية واقعية لقضية القدس. ورغم ذلك فالبابا شنودة الثالث يدعو باستمرار المسيحيين الاقباط المصريين الى عدم زيارة القدس مادامت تحت الاحتلال الاسرائيلي ولم يتم التوصل الى تسوية بشانها مع الفلسطينيين.ويقدر عدد الاقباط في مصر بما بين 6 و10% من اجمالي السكان البالغ نحو 76 مليون نسمة.
التعليقات