بهية مارديني من دمشق: ترددت أنباء في سوريا ان التحقيقات في تفجير دمشق أسفرت ان العملية الارهابية من تدبير احدى الجماعات التكفيرية التي على صلة بشاكر العبسي زعيم تنظيم فتح الاسلام بهدف زعزعة الاستقرار في سوريا بتمويل من جهة عربية ، وأشارت الى ان العبسي مازال معتقلا في سوريا ، وان سلطات الأمن السورية أحبطت عملية ارهابية انتقامية بعد القاء القبض عليه ، فيما قالت مصادر سورية لايلاف انه لا صحة لاعتقال العبسي في سوريا ، ولكنها اكدت ان من مصلحتها القاء القبض عليه ، والتحقيق معه في سوريا او لبنان لمعرفة من قام بتهريبه من مخيم نهر البارد ، ومن قام بتمويله، في حين اعتبرت جريدة البعث الحاكم في سوريا ان من quot;فجّر السيارة المفخخة في أحد شوارع دمشق ما هو إلا نفسه الذي فجر عبوة بحافلة الجيش اللبناني بعد ساعات من ذلك في البحصاص في طرابلسquot; .

وفي معرض هجوم شديد على رئيس كتلة المستقبل النائب اللبناني سعد الحريري ، دون ان تسمه ، قالت جريدة البعث في عددها امس بقلم المحرر السياسي انه quot;تنكر لرغبة سوريا في ضبط حدودهاquot; وتساءلت quot;....كيف يحق الاحتجاج على خطوة أمنية، الجيش اللبناني على علم مسبق بها، إن لم يكن شارك في التنسيق لها؟!..quot;.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال بعد تفجير دمشق أن شمال لبنان بات يشكل قاعدة تطرفٍ خطيرة على سورية ، وسط تشديد سوري في اتصالات دمشق عربيا واوربيا واميركيا على انها لا تنوي العودة الى لبنان او الدخول الى شماله بل تريد التنسيق مع لبنان امنيا لضبط الحدود بين البلدين لمصلحة الطرفين ، وفي غضون ذلك شاطرت باريس دمشق موقفها من الشمال اللبناني.

واتهمت مصادر سورية في وقت سابق أجهزة مخابرات عربية بصناعة العبسي بهدف زرعه داخل حركة فتح الانتفاضة لينشق عنها فيما بعد ويشكل قوة تسمى بفتح الإسلام السنية المتشددة ، لتتخذ من لبنان مركزا لها لمواجهة حزب الله الشيعي ، فيما اشار أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة quot;فتح/ الإنتفاضة quot; الى ان العبسي يحصل على دعم مالي من تيار لبناني .

وكان العبسي توجه في تسجيل صوتي بالتحية إلى سكان شمال لبنان ، وقال إنه اختارهم لأنهم quot;الأنصارquot;، ودعاهم إلى رؤية quot;كيف سخر منا أهل الطوائف الأخرى، وكيف أن الخطوط الحمراء التي تشدقوا بها تهاوتquot;.. فيما في غضون ذلك قالت نشرة كلنا شركاء السورية أن عناصر المخابرات الجوية في سورية استطاعت قبل شهرين تقريباً إلقاء القبض على شاكر العبسي في منطقة المليحة جنوب دمشق ، حيث كان فر من مخيم نهر البارد في لبنان عقب اقتحام الجيش اللبناني للمخيم .

وقالت ان العبسي لجأ إلى منطقة المليحة حيث كان يقطن في أحد البيوت وجرت عملية مداهمة كبيرة للمنطقة أدت في النهاية إلى اعتقاله.

وكان العبسي قد بقي في دمشق بعد عام 1993 في حي الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وفي هذه الفترة بدت عليه نزعة التديّن.

واضافت النشرة أن خلية إرهابية مؤلفة من خمس انتحاريين كانت تنوي تفجير نفسها في ملعب العباسيين أثناء إحدى مباريات كرة القدم قبل شهر تقريباً (في رد على اعتقال شاكر العبسي ) ولكن عناصر القوى الأمنية استطاعت احباط المحاولة.

وهذه ليست المرة الاولى التي ينشر فيها عن اعتقال العبسي في دمشق وهو الامر الذي نفت عائلته علمها به.

وكان بيان سوري رسمي اشار الى ان التحقيقات مع الموقوفين في القضية المتصلة بتفجير دمشق كشفت عن علاقة الإرهابي الذي قام بالعملية بجماعة تتبع لتنظيم تكفيري جرى توقيف بعض أفرادها سابقاً، ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم والبحث جار عن متوارين.

بدوره أفاد مصدر أمني لجريدة الوطن السورية أن الهدف لم يكن حي القزاز والفرع الأمني الموجود في المكان، بل حصل الانفجار لأسباب تكشف لاحقاً في هذا المكان والتحقيقات جارية لمعرفة الهدف الحقيقي الذي كان ينوي الإرهابي تفجيره.