بهية مارديني من دمشق: بدعوة من وزارة الخارجية الأميركية قام ديريك شيرر السفير الأميركي السابق في فنلندا ومستشار السياسة الدولية للسناتور هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية بزيارة دمشق ، نافيا ان يكون حاملا اية رسالة من الادارة الاميركية للقيادة السورية مؤكدا ان زيارته في اطار تحسين صورة واشنطن ، ونظمت له السفارة الاميركية في سوريا برنامجا بدأ بندوة في المركز الثقافي في دمشق حول الانتخابات الاميركية الاثنين الماضي ، ومحاضرة في الاكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير ، وطاولة مستديرة في مركز الدكتور سمير التقي مساء الثلاثاء.

السفير شيرر اكد انه رغم معارضته لسياسة الرئيس الاميركي جورج بوش وانه لم يصوت له ، الا ان الخارجية الاميركية دعته ليحاضر في دمشق لتحسين صورة اميركا في الخارج وليقولوا للجميع عبر هذه الرسالة ان الحكومة الاميركية توافق على ارسال شخص لايوافق على سياسة رئيسها لكي يشيروا ان هناك عدة وجهات نظر في الولايات المتحدة وهي رسالة علاقات عامة معبرة.

الجميل في الامر ان شيرر كان شفافا جدا خلال لقاءاته مع بعض الصحافيين السوريين ، ونخبة من الباحثين والمحللين ، وعرض موقع طلبته في الجامعة ، وقال انه نظم معهم حلقة بحث حول ماذا ينبغي على الرئيس الذي يخلف جورج بوش ان يعمل لتحسين صورة واشنطن ، وبحث الطلاب عن قاعدة بيانات دولية في كل مكان فوجدوا ان سمعة ومكانة الولايات المتحدة في انحدار وهذه كانت نقطة البداية للطلاب لانهم يفخرون بانتمائهم للولايات المتحدة ، وهؤلاء طلاب الجامعة يريدون ان يكون العالم مكانا افضل للعيش ويريدون اقناع العالم بان أمريكا افضل مما تبدو عليه .

اما الخطوة التالية التي قالها شيرر انه بعد الاطلاع على الرأي العام نصحهم شيرر بالاطلاع على كتب اميركية لكتّاب من مختلف التيارات والاطياف ليطلعوا على افكارهم ، ولكن للاسف لم يجدوا الخبرة المثالية والمناسبة في هذا المجال ، فلم يملك من بين الكتاب من يملك الاجابة السحرية لذلك قرر الطلاب ان يبدعوا اجوبتهم الخاصة ولكن جاء انتاجهم ضعيفا وقليلا ، وقام الطلاب بوضع لائحة بأهم عشر مشاكل في العالم ستواجه الرئيس الاميركي القادم بعد جورج بوش واللائحة تضمنت الارهاب والحرب على العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط ونهوض الصين وزيادة الاحتباس الحراري ..

وقال شيرر طلبت من طلابي ان يضعوا لكل مشكلة تصوراتهم في الحل تلك التي ينبغي ان يقدم عليها الرئيس الاميركي القادم للولايات المتحدة في الشهر الاول من تسلمه الرئاسة لتكون بذلك رسالة علاقات عامة للعالم ، وهذا ما كان ووضعناها على الموقع وارسلنا نسخا للمرشحين للرئاسة. وشيرر استاذ مادة الدبلوماسية والعلاقات الدولية في جامعة اوكسيدنتال كوليدج في لوس انجلوس بكاليفورنيا كما يعمل ايضا مديرا لقسم الشؤون الدولية الذي تتولى شؤون العلاقات الدولية وقضايا توسيع البرامج الدولية للجامعة .
وقال شيرر ان العلاقات العامة ليست كلمات ، انها عمل ، يجب ان تقول قصصا تعتمد على الواقع والا ستكون بربوغندا ، وكثير من البلدان لاتجيد الحديث عن نفسها .

واعتبر انه اذا كنت رئيسا للولايات المتحدة الاميركية quot;لايجوز ان تقول انني افضل ديمقراطية quot; لانه ليس هذا الكلام صحيحا ، فنحن لسنا كاملين ولدينا اخطاءنا ، ولكننا نقوم باعمال كثيرة جديدة، وافضل شيء ان نقول للاخرين تعالوا الى بلدنا لتشاهدوا ما نفعله . وقال شيرر لدينا برنامجان الاول لاستقدام الزائرين والثاني لارسال محاضرين ومتحدثين الى كافة البلدان لتقديم صورة الولايات المتحدة .

وتحدث عن تاريخ كل من المرشحين الرئاسيين ، وافاض في الحديث عن سيرهم الذاتية وبرر لماذا باراك حسين اوباما فاز على هيلاري كلينتون وقال لانه رفع عنوان التغيير شعارا له في حملته بينما هي رفعت شعار الخبرة ورغم ان لكل منهما رسالة قوية وصورة واضحة الا انه كان من المفروض على هيلاري حتى تنجح ان تقول انا لدي الخبرة لاقوم بالتغيير وقد فعلت هذا ولكن متاخرة ، كمما تحدث عن قصة جون ماكين التي يعرضها على الناس كمرشح رئاسي وقال ان لديه قصة جيدة وصورة جيدة بين الراي العام ولكن حزبه ليس شعبيا ، وتوقع شيرر اذا فاز اوباما ان يعود سفير الولايات المتحدة الاميركية الى سوريا ضمن سياسته القائمة على الحوار ، واشار الى لقاء السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بماكين.

وقد خدم شيرر في ادارة ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ، كمسؤول اقتصادي في وزارة التجارة ومن ثم كسفير للولايات المتحدة في فنلندا ومن بين انجازاته استضافة قمة كلينتون يليستين في هلنسكي . وبعد خدمته الدبلوماسية اصبح شيرر زميلا في معهد الاستراتيجية الاقتصادية ثم في مركز ودرو ويلسون للمنح الدراسية في واشنطن كما عمل كاستاذ زائر وسفير مقيم لمركز زيلسون وخدم كمستشار لنائب الرئيس السابق ال غور خلال حملته الانتخابية 2000 وللسناتور هيلاري كلينتون 2007-2008.