موسكو: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين اليوم أن الجانب الروسي سيطالب في اللقاء الدولي المجمع عقده في جنيف في 15 أكتوبر الجاري بإتخاذ إجراءات من شأنها أن تحول دون تكرار العدوان من جانب جورجيا وتركيز إهتمام الزملاء الأوروبيين على الطرف المذنب في أزمة أوسيتيا الجنوبية.

وجدير بالذكر أن الرئيسين الروسي والفرنسي دميتري ميدفيديف ونيكولا ساركوزي كانا قد إتفقا في الثامن من سبتمبر الماضي على إجراء محادثات ومناقشات دولية حول تسوية النزاعين الجورجي الأوسيتي والجورجي الأبخازي.

وذكر لافروف أن روسيا ستصر على أن quot;تركز الأطراف على المسبب الأول للأزمة في أوسيتيا الجنوبية وعلى إتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تحول دون تكرار إستخدام القوةquot;.

وكانت جورجيا قد شنت في ليلة السابع على الثامن من شهر أغسطس 2008 هجومًا على أوسيتيا الجنوبية وقصفت عاصمتها مدينة تسخينفالي بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها راجمات quot;غرادquot; مما أدى الى إلحاق دمار هائل بالمدينة، ووقوع عدد كبير من الضحايا وسط السكان المدنيين.

وهبت روسيا لحماية السكان المدنيين وأفراد قوة حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية فأرسلت وحدات عسكرية طردت القوات الجورجية من هذه الجمهورية غير المعترف بها وقتذاك. كما أقامت قوة حفظ السلام الروسية شريطين عازلين في أراضي جورجيا على إمتداد حدودها مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية مع نشر نقاط مراقبة وحواجز أمنية داخل الشريطين المذكورين بصورة مؤقتة.

وفي السادس والعشرين من شهر آب الماضي إعترفت روسيا بإستقلال أوسيتيا الجنوبية، وكذلك أبخازيا، وتبادلت معهما في التاسع من شهر أيلول 2008 مذكرات إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات.

ووقعت روسيا مع كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في السابع عشر من أيلول الماضي معاهدة للصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستواصل السعي من أجل الحد من quot;التجاوزاتquot; التي يقوم بها القراصنة الصوماليون. وأضاف quot;هذا الأمر لا يهم القيادة الصومالية فقط. هناك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين هذه التجاوزات وتفوض الدول التي تمتلك موارد عسكرية لقطع دابر هذه النشاطات. وسنستند في عملنا إلى هذه القرارات التي تعمل على أساسها من الآن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبيquot;.

وذكر لافروف أنه يرى ضروريًا تنسيق جهود دول مختلفة تتواجد أساطيلها حاليا في هذه المنطقة لإيجاد حل للمسألة ذاتها. وقال وزير الخارجية الروسي: quot;من المجدي أن يتم تنسيق عمل القوات البحرية المنتشرة في المنطقة. أعتقد أننا في طريقنا إلى ذلكquot;.

هذا ولقد أعلنت 10 دول من الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا عن إستعدادها للمشاركة إبتداء من شهر نوفمبر القادم في عملية حماية السفن من القراصنة الصوماليين.

أعلن ذلك وزير الدفاع الفرنسي أرفي موران الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا. ونقلت وسائل الإعلام البلجيكية عن موران قوله إن الاجتماع غير الرسمي لوزراء الدفاع في دول الإتحاد الأوروبي والذي عقد في مدينة دوفيل الفرنسية، خول جنرالا أوروبيا صلاحيات التخطيط لعملية ترمي إلى حماية السفن من القراصنة الصوماليين والتنسيق مع الناتو في هذا الاتجاه.

وفي هذه الأثناء صرح العقيد البحري ايغور ديغالو، مساعد القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي، بأن الأسطول الحربي البحري الروسي لن يستخدم القوة للإفراج عن الرهائن قبالة ساحل الصومال، إذا لم يستدع الأمر ذلك. وقال: quot;إن مسائل الإفراج عن السفينة والطاقم تجري معالجتها وفقا للأعراف الدولية في هذا المضمار. علما أن إستخدام القوة تعتبر من الإجراءات القصوى نظرًا لأنها قد تهدد حياة أفراد الطاقمquot;.

وأضاف: quot;لقد أعلنت قيادة الأسطول الحربي البحري الروسي مرارًا أن سفينة الحراسة الروسية quot;نيوستراشيميquot; وضعت أمامها مهمة الوصول إلى الصومال وضمان سلامة السفن الروسية لدى مرورها عبر المنطقة الخطيرة. والهدف الأساسي من هذه المهمة هو الوقاية من هجمات قرصنية ضد السفن الروسيةquot;.

وقال ديغالو: quot;لقد خرجت السفينة الروسية من القاعدة الرئيسية لأسطول بحر البلطيق في 24 سبتمبر الماضي، وهي الآن في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسطquot;. وأعلن أن الأسطول البحري الحربي الروسي سيوجه سفنه الحربية على أساس دوري إلى المناطق التي تكثر فيها مظاهر النشاط القرصني. وقال ديغالو: quot;ستوجه السفن إلى تلك المناطق بهدف حماية المواطنين الروس وتوفير أمن الملاحة البحريةquot;.