ميرفت أبو جامع من غزة: ترقد الطفلة براء quot; 7 سنواتquot; في مستشفى بقطاع غزة في انتظار عملية جراحية تجرى لها في قدمها، بعد تعرضها إلى حادث سير وهي في عمر ثلاث سنوات وبقيت قدمها بحاجة إلى عملية لإعادتها إلى وضعها الطبيعي، خاصة بعد أن أصبحت تعاني من إعاقة لأن إحدى قدميها أطول من الأخرى . وفي قطاع غزة لا يوجد إمكانيات لدى الأطباء لإجراء عمليات جراحية لبراء بل تؤكد جدتها quot; أم ماهرquot; التي ترافقها في المستشفى أن كثرة العمليات التي أجراها الأطباء بغزة لحفيدتها هي التي أودت بها إلى هذه الحالة ، مشيرة أن وضع قدمها أصبح سيئا ومشوها لكثرة التجارب التي قام بها الأطباء.وتقول :هذا اثر كثيرا اعن نفسيتها وعاق تقدمها في المدرسة.

ولم تستطع براء الخروج من قطاع غزة لإجراء عملية جراحية في الخارج بسبب إغلاق المعابر والحصار الإسرائيلي وعدم مقدرة أهلها دفع تكاليف العمليات هناك. وعندما سمعت العائلة بوفد طبي سيزور غزة فإنها سارعت للاتصال بالمستشفى وتسجيل اسمها لعلها تحجز دورا في القائمة الطويلة لمن يحتاجون إلى علاج وعمليات جراحية بغزة حال الحصار والإغلاق وافتقار المؤسسات الصحية هناك إلى الخبرات والمعدات الطبية اللازمة لذلك.

آمال براء وكثيرين من الأطفال أقرانها والشباب والشيوخ من لم تسعفهم ظروفهم من السفر للخارج بسبب منع إسرائيل ذلك تبددت هذه المرة حين منعت السلطات الإسرائيلية وفد من عرب داخل إسرائيل من دخول قطاع غزة واحتجزتهم لفترة طويلة على معبر بيت حانون quot; ايريز الذي يفصل بين الضفة الغربية وإسرائيل وقطاع غزة ورفضت دخولهم إلى غزة لإجراء عمليات جراحية وتقديم العلاج وإدخال أدوات جراحية للمرضى المحاصرين في القطاع.

وأكد عودة كوارع مدير مستشفى غزة الأوروبي لإيلاف أن إسرائيل منعت وفدا يضم 9 أطباء متخصصين في الجراحة العامة وجراحة المفاصل والعظام ، المناظير والركبة ، وأطباء أورام ، جراحة عامة ، جراحة القولون الدخلو الى قطاع غزة لتقديم العلاج والاستشارة لمرضى غزة ، بعد احتجاز لساعات طويلة على معبر بيت حانون quot;ايريزquot;.

ويندر وجود مثل هذه التخصصات في مستشفيات قطاع غزة بسبب الحصار الذي حال دون سفر أطباء غزيين لتبادل الخبرات مع نظرائهم في دول العالم ،وتطوير قدراتهم مما فاقم من معاناة المرضى،
ويعاني مرضى قطاع غزة من افتقار الكوادر الطبية والمستشفيات من الإمكانيات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية ، مما زاد من معاناتهم وحاجتهم للعاج في الخارج وزادت حالات الوفاة بينهم نتيجة نقص العلاج والمنع من السفر إذ وصل حتى أمس عدد الموتى من الحصار 250 مريض بعد وفاة مسن جراء مصاب بفشل كلوي ولم يتمكن من مغادرة قطاع غزة للعلاج.

وأكدت تقارير حقوقية محلية ودولية سابقة من تدني الخدمات الصحية المقدمة لسكان قطاع غزة نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليه منذ سيطرة حماس على الأجهزة الأمنية في حزيران 2007 ما أدى تدهور الجهاز الصحي ، وافقد المرضى ثقتهم به، وحالت إسرائيل دون وصول السكان إلى هذه الخدمات العلاجية في المستشفيات خارج القطاع رغم زيادة عدد المرضى الذين يحتاجون الى العلاج بالخارج الى الضعف منذ سيطرة حماس ، إضافة إلى إضراب القطاع الصحي عن العمل نتيجة ممارسات حماس ضد مدراء يعملون في وزارة الصحة .

وتعد هذه المرة الرابعة خلال حصار غزة المفروض منذ 16 شهرا أن يقوم وفد عربي من داخل إسرائيل بإجراء عمليات جراحية، وتضع إسرائيل العراقيل أمام وصول مثل هذه الوفود وتحتجزهم لساعات طويلة على معبر بيت حانون ايريز وتمنع دخولهم إلى غزة رغم التنسيق المسبق لزيارتهم.

ويشير كوارع أن سبق للوفد أن أجرى نحو 40 عملية زرع أطراف وركب لمرضى مصابين في أحداث متفرقة من غزة جلها بسبب العدوان الإسرائيلي والفلتان الأمني في القطاع ،مؤكدا أن المستشفى شهريا تستقبل وفود طبية عربية ودولية من جنسيات متعددة، منها وفد قطري وآخر بلجيكي وكان أهمها وفد أمريكي أنهى زيارته في شهر آب الماضي.

هذا ولفت كوارع أن الوفد الذي يترأسه صلاح خلف رئيس جمعية أطباء حقوق الإنسان التي تنشط داخل إسرائيل ، كان مقررا فور وصوله القيام بإجراء عمليات جراحيه لنحو 40 حالة مرضية ويتابع مرضى أجريت لهم عمليات سابقة فضلا عن أن الوفد يحمل أدوات جراحية وأطراف صناعية وتبرعات بمعدات طبية بقيمة 22 ألف دولار .مشيرا إلى أن المستشفى اعد قوائم بنحو 350 حالة مرضية بحاجة إلى عمليات جراحية كان من المقرر معالجتها فور وصول الوفد لمدة ثلاثة أيام.

ويضيف كوارع بان الوفد لأول مرة يضم هذا العدد من الأطباء مشيرا أن الوفود السابقة كان لا تتعدى طبيب أو اثنين لافتا أن حالة المرضى تزداد سوءا في ظل الحصار ومنع اسرئيل لهم من العلاج داخل مستشفياتها وفي الخارج عبر إغلاق المعابر.

وسبق لجمعية أطباء حقوق الإنسان ان كشفت في تقرير لهاعن تعرض المرضى الفلسطينيين للابتزاز من قبل إسرائيل التي تعرض عليهم التخابر والتجسس مقابل حصولهم على العلاج داخل مستشفياتها.

من جانبها، استنكرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار منع إسرائيل الوفد من دخول قطاع غزة, معتبرة أن ذلك يؤكد نية إسرائيل في تشديد الحصار على القطاع، ومنع أي جهود لمساعدة الفلسطينيين وخاصة الحالات الإنسانية.

وشددت اللجنة على أن مئات المرضى في غزة يتهدد حياتهم خطر الموت بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عامين، ومنعهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج بالإضافة إلى نفاذ المستلزمات الطبية.

بدوره عبر مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استنكاره لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول الوفد إلى غزة بالرغم من حصول الوفد على تصريح مسبق من السلطات الإسرائيلية بالزيارة quot;. وقال أن هذا الإجراء يأتي استكمالا لمسلسل جرائم الحرب الإسرائيلية خاصة حصارها المشدد على غزة والتي طالت الجوانب الإنسانية لحياة السكان المدنيين، لاسيما حقهم في الرعاية الصحية والوصول إلى المستشفيات quot;.

وطالب المركز المجتمع الدولي و الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالتحرك العاجل لوقف الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال وتماري جريمة العقاب الجماعي المتواصلة على قطاع غزة وتنتهك حقوق الإنسان كافة.

الأمل الوحيد في العلاج في مستشفيات غزة عبر الوفود المتطوعة والقادمة إليه يحاصره أيضا الإسرائيليين ، مما سيضاعف عدد المرضى ويؤدي إلى مزيدا من المعاناة ويبقون بانتظار الخلاص بموت معجل او الحياة بعاهة مستديمة.