نجلاء عبد ربه من غزة : لم يعد أمام المسن أبو طلعت غير الإمتناع عن تسجيل أسمه لحج بيت الله هذا العام، فهو كما يقول quot;لا أريد أن أدخل في صراعات بين حكومتي غزة ورام الله، وأيضاً ماذا عن المعبر في حالة إغلاقه التام، كما حصل السنة الماضية!؟quot;.

تساؤلات طرحها المسن الذي بدا على تقاسيم وجهه معاناة وشقاء أمضاها في سنين عمرهن وهو يدرك أن الإجابة لن تكون في قطر كما فعل أميرها وجمع الفرقاء اللبنانيين وتوصل معهم إلى حلٍ مرضي للجميع، بينما يعجز الفلسطينيون حتى اللحظة من التفاهم حول آلية مشتركة يقفون عليها، ويسيرون حياة الناس في الداخل.

ويتخوف المسن أبو طلعت من وفاته قبل أن يكمل لفريضة الخامسة التي شرعها رب العباد وهي quot;حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلاquot;. فهو كما يقول، الحمد لله لقد أنعم الله عليّ بالصحة والمال، لكن هذا ليس كافياً هنا في قطاع غزة، فالسجال الدائم يمنعنا من التفكير للحج هذا العام.

ويقول احد المسنين كان يجلس بجانب أبو طلعت، إن المشكلة سياسية أكثر من أي شيء، فحكومتي رام الله وغزة تريدان أن يثبتا للطرف الآخر أنهما الشرعية الطبيعية، وأن الدول تتعامل مع تلك الحكومة بشكل رسمي، في الوقت نفسه وبحسب رأيه، هم غير معنيين في المواطن الفلسطيني المنهك أصلاً

الحالة نفسها يطرحها المسن عبد الله حماد. يقول ماذا لو أدينا فريضة الحج، ولم نستطع العودة لبيوتنا..؟ ويرفع يديه للسماء ويقول quot;حسبي الله ونعم الوكيل عليهمquot;، ويقصد الحكومتان في رام الله وغزة. وبحسرة يضيف quot;أولادي في الغربة منذ سنوات، وأخاف أن أموت دون أن أراهم، وكلما قلنا سوف تفرج هذا الأسبوع ويفتح المعبر بشكل عادين نسمع معوقات جديدة تحول دون فتحهquot;.

من جانبه، حذر الشيخ جمال بواطنه وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة رام الله أهالي في قطاع غزة الذين يحرصون على تأدية فريضة الحج من التسجيل لدى دوائر حركة حماس. وأوضح أن حماس تسعى لإقتطاع مبلغ 20 شيكلا غير مستردة و 100دينار تحت الحساب من كل حاج quot;150 دولارquot;.

فيما دعت وزارة الأوقاف التابعة لحكومة حماس في غزة المواطنين للتوجه إلى مكاتب الحج والعمرة مصطحبين معهم 100 دينار مستردة في حال لم يحالفهم الحظ هذا العام ورسوم 20 شيكل عن كل حاج .

وكان الحجاج الفلسطينيين واجهوا صعوبات كبيرة العام الماضي حيث ان بعضهم قام بالتسجيل في مكاتب الوزارة بمدينة رام الله وبعضهم آثر التسجيل في وزارة الأوقاف التابعة لحكومة حماس في مدينة غزة. غير أنهم واجهوا صعوبات كبيرة أثناء تنقلهم عبر معبر رفح الحدودي وتم احتجازهم عدة أيام بانتظار السماح لهم دخول قطاع غزة .

وانتقدت وزارة الأوقاف الفلسطينية بمدينة غزة محاولات وزير أوقاف حكومة رام الله جمال بواطنة الزج بقضية الحج في خضم المناكفات السياسية والتدخل في ما بتعلق بالحج من قطاع غزة، مؤكداً ضرورة أن ينأى الجميع بموضوع الحج عن المناكفات لما للحج من خصوصية دينية وروحانية.

ودعا د.صالح الرقب وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية بواطنة إلى عدم التدخل في شئون وزارة الأوقاف في غزة وعدم تكرار ما مارسه العام الماضي من تضليل إعلامي باتهام الوزارة في غزة بالتلاعب وتأكيده أنه لن يكون حج من قطاع غزة ومن ثم تبين كذبه، على حد قوله.

ويذهب كل عام 2200 مواطن فلسطيني للحج من قطاع غزة، من خلال مكاتب تخصصت لتلك المهمة، إلا أن حماس غيرت من هذا الروتين المعروف. ويقول العديد من المواطنين أن حماس تريد جميع الأموال بأي شكل من الأشكال لتغطي مصروفاتها الخاصة.

وبين جشع حكومة غزة، وطمع رام الله، يزج بالفلسطينيين في دوامة الصراع بين الحكومتين، ويبقى التساؤل الذي لا إجابة له، على الأقل هذه الفترة، ماذا لو غادر حجاج غزة لفريضة الحج ولم يُسمح لهم بالعودة!؟.