Former Iranian President Mohammad Khatami (2nd R) waves at the ...
يزد (إيران): لم يعلن الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي بعد ما اذا كان يريد اعادة اطلاق الاصلاحات بالتنافس في سباق انتخابات الرئاسة الايرانية المقرر أن تجرى عام 2009 .

لكن قبل اشهر من الانتخابات التي ستجرى في يونيو حزيران عاد خاتمي الى الاضواء واستعرض شعبيته في زيارة لاقليم يزد مسقط رأسه.

واستقبله الناس في عاصمة الاقليم الصحراوية بالورود وهتفوا quot;يعيش الرئيس المقبل. نحبك.quot; واستقبله التلاميذ بزيهم المدرسي الازرق بالاغاني فيما اغرورقت عيناه بالدموع.

ووصفوه بأنه quot;التلميذ النجيبquot; لمؤسس الثورة الاسلامية عام 1979 اية الله روح الله الخميني.

وعانق خاتمي مؤيديه واستمع الى شكاوى عن الصعوبات الاقتصادية التي واجهها اهل المدينة منذ تولى الرئيس محمود احمدي نجاد السلطة عام 2005 .

وانضم عدد من الساسة الغربيين البارزين ومن بينهم رئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي والرئيسة الايرلندية السابقة ماري روبنسون الى خاتمي لحضور احتفال quot;يزد مهد الحوارquot; نظمة مؤيدو خاتمي.

وقال برودي لرويترز quot;نادرا ما يمكن رؤية هذا الترحيب الحار من شعب لرئيس سابق. انه مذهلquot; مضيفا ان الغرب يفضل ايران اكثر ديمقراطية.

وقال سياسي غربي اخر ان الزيارة تذكر بحملة انتخابات رئاسية.

لكن خاتمي اصر على انه لم يحزم امره بعد بشأن الترشح.

وقال quot;هناك كثير من الشخصيات السياسية القادرة... الاصلاحيون سيقدمون المرشح الاكثر قدرة.quot;

وتحاول الشخصيات الاصلاحية البارزة اقناع خاتمي بمنافسة احمدي نجاد المتوقع على نطاق واسع ان يسعى لاعادة انتخابه لفترة رئاسة ثانية.

ويعتقدون ان صراعا شرسا على السلطة بين خاتمي واحمدي نجاد الذي يحظى بتأييد الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي ستحدث استقطابا في التصويت.

وقال مساعد قريب من خاتمي ان الرئيس السابق سيريد ضمانات من خامنئي بشأن صلاحياته الدستورية قبل أن يرشح نفسه.

واضاف حليف اخر ان دون دعم كامل من خامنئي فان خاتمي ستكون لديه شكوك كبيرة فيما يتعلق بما قد يأمل ان يحققه اذا سعى الى العودة.

واعلن خامنئي الذي يتمتع بصلاحيات أكبر من صلاحيات الرئيس المنتخب تأييده لاحمدي نجاد وسياساته.

وطبقا للدستور الايراني فان الرئيس هو ثاني اكبر مسؤول بعد الزعيم الاعلى حيث يترأس الحكومة والمجلس الاعلى للامن القومي.

وتراجعت شعبية خاتمي وسط العديد من الايرانيين لعدم اتخاذه موقفا اشد ضد المتشددين الاسلاميين خلال ثماني سنوات في السلطة.

ويقول محللون ان خاتمي قد يواجه مشكلة في تعبئة الناخبين الذين اصيبوا بخيبة امل من بطء وتيرة التغيير السياسي والاجتماعي خلال فترتي رئاسته في عام 1997 وعام 2001 .

وفاز احمدي نجاد بالانتخابات عام 2005 على وعد باقتسام ثروة ايران النفطية بطريقة اكثر انصافا واحياء قيم الثورة.

لكنه يتعرض لانتقاد متزايد في الداخل من الناس ومن وسائل الاعلام والمعارضين المؤيدين للاصلاح ومن بعض مؤيديه المحافظين بسبب فشل حكومته في كبح تضخم يتصاعد بثبات ويقترب وفق احصاءات رسمية من 30 في المئة.

وقال المحلل السياسي حامد ميرباغي ان الاقتصاد تحول الى نقطة ضعف بالنسبة لاحمدي نجاد.

وقال حسين علائي البالغ من العمر 35 عاما وهو مالك متجر في يزد حيث حظي احمدي نجاد بتأييد عام 2005 quot;احمدي نجاد وعد بتحسين ظروف حياتنا لكن كل شيء اصبح سيئا.quot;

واضاف quot;ارباحي الشهرية لا تكفي مصروفاتي. لن اصوت له مرة اخرى. اذا رشح خاتمي نفسه سأصوت لهquot;.

وكررت فاطمة حسيني الارملة البالغة من العمر 42 عاما والتي تبيع فواكه مجففة داخل سوق يزد اراء مماثلة.

وقالت quot;أشعر بالاسف لاني أدليت بصوتي لاحمدي نجاد. اصبحت الحياة مكلفة جدا منذ انتخب واضطررت لاخراج ابنتي من المدرسةquot;.

ويقول حلفاء خاتمي ان استطلاعات الرأي في مدن عديدة تظهر تأييدا قويا له. ولا توجد استطلاعات رأي مستقلة في ايران وهو ما يجعلها غير موثوق بها. ولا يزال احمدي نجاد يتمتع بشعبية قوية في بلدات صغيرة ومناطق ريفية.

ويقول محللون ان استراتيجية خاتمي القائمة على التقارب في العلاقات الخارجية قد تساعد ايران على حل ازمتها النووية مع الغرب الذي يخشى أن تكون ايران تحاول سرا صنع قنابل. وتقول ايران ان نشاطها النووي يهدف الى توليد الطاقة.

وتمكن خاتمي من تهدئة التوترات مع جيران ايران وتعزيز العلاقات مع الدول الاوروبية ليعطي صورة اكثر اعتدالا وديمقراطية لايران خلال رئاسته التي استمرت ثماني سنوات.

وقال نائب الرئيس السابق محمد علي ابطحي ان خاتمي لا يمكنه التقاعد من السياسة عندما تكون البلاد في حاجة له.

وأضاف quot;نحن في عزلة.. الاقتصاد يتداعى والناس تعاني. على خاتمي واجب الترشحquot; في اشارة الى ثلاث جولات من عقوبات الامم المتحدة فرضت على ايران منذ عام 2006 .

ويشعر رضا محمدي وهو صاحب متجر للاثار القديمة بذلك أيضا وقال quot;تحت رئاسة خاتمي كان لدينا كثير من السياح الاجانب. والان نادرا ما يكون هناك احدquot;.