خلاف حول موعد الإنتخابات والتصويت لحصص الأقليات الإثنين
تحذير دولي : نقص الخدمات والرعاية الصحية يهدد ملايين العراقيين
أسامة مهدي من لندن: حذر الصليب الاحمر الدولي من أن نقص الرعاية الصحية وسوء الخدمات في العراق بات يهدد حياة ملايين المواطنين وشدد على انه ليس لدى مجاميع كبيرة من العراقيين الاختيار إلا أن يشربوا الماء الملوث وان يعيشوا في ظروف غير صحية وهذا بدوره يؤدي إلى معاناة من الأمراض في رحلة بحث عن العناية الطبية من نظام صحي محدود القدرات .. وبينما يستعد مجلس النواب للتصويت على حصص الاقليات في مجالس المحافظات تمهيدا لانتخاباتها فإن خلافات حول موعد هذه الانتخابات ما زال عالقا بين مفوضيتها العليا والحكومة العراقية .
واكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي أنّ الملايين من العراقيين يتعرضون لخطر الإصابة بالأمراض من جراء نقص الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي في العديد من أرجاء العراق. وقال خوان بيدرو شيرير رئيس بعثة العراق في اللجنة انه quot;ليس لدى مجاميع كبيرة من العراقيين الاختيار إلا وأن يشربوا الماء الملوث وان يعيشوا في ظروف غير صحية. وهذا بدوره يؤدي إلى معاناة من الأمراض عند بعض الأشخاص الذين يبحثون عن العناية الطبية من نظام صحي، هو أصلا محدود القدرات . وشدد على الحاجة المستمرة للعمل من اجل تعزيز حماية المدنيين المتأثرين من النزاع. وقال quot;من الواضح إن عدد الضحايا بين المدنيين اليوم هو اقل مما كان عليه في ذروة النزاع لكنه مع هذا فإنه في كل يوم يقع الرجال والنساء والأطفال ضحايا ويجرح الآخرون من جراء الهجمات العشوائيةquot;. واضاف quot;أود تذكير كل أطراف النزاع على أن حماية حياة المدنيين هو أمر ملزم في القانون الدولي الإنسانيquot;.
واشار شيرير في بيان صحافي اليوم الى أن قلق اللجنة الدولية للصليب الأحمر ينصب على 40% من العائلات الموجودة بصورة رئيسة في الريف والضواحي التي لاتغطيها شبكات للمياه .. موضحا ان تكلفة شراء حاوية ماء ذات العشرة لترات تكلف المواطن العراق نصف دولار. وقال ان الذين لا يستطيعون تحمل نفقات شراء الماء فإنهم يلجأون إلى استخدام مياه الأنهار والآبار والتي غالبا ما تكون ملوثة. واشار الى انه حتى بالنسبة إلى الذين يحصلون على الماء عبر شبكات المياه في بيوتهم فهم يواجهون النقص الدائم بسبب قلة صيانة شبكة المياه. وقال إنه مما يضاعف عجز شبكة المياه هو التوصيلات غير النظامية في تلك الشبكات من اجل التزود بالماء اضافة الى أن الكثير من العراقيين يتأثرون بالتلوث الناجم عن مخلفات المنازل المتراكمة ومياه المجاري.
واضاف رئيس بعثة العراق في اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه نتيجة لذلك يعاني الكثير من الناس من الأمراض المنقولة عبر المياه ما يشكل عبئا إضافيا على المستشفيات والعيادات والتي هي أصلا تعاني نقصا في الموارد. ونقل عن سيدة في مستشفى أبو غريب العام في ضواحي بغداد الغربية قولها quot;ليس لدينا ماء صاف في المنزل. مصدر الماء الوحيد لنا هو النهرquot;.
واشار شيرير الى ان الكادر الطبي يواجه نقصا حادا في الموارد والتجهيزات وإن المرافق الصحية المتأثرة والتي في بعض الأوقات تكون قديمة الطراز تعاني نقصا في الصيانة و العناية بالصرف الصحي. وقال انه غالبا ما يحصل انقطاع في التيار الكهربائي ما يجعل الكثير من تلك المرافق تعتمد على المولدات الكهربائية الاحتياطية إضافة إلى ان كلفة العلاج الطبي تبقى أمرا صعبا على الكثير من الناس وعلاج أمراض مزمنة كالسرطان غالبا ما يتوفر فقط في بعض المستشفيات في المدن الرئيسة.
وقال إن الماء والصرف الصحي والعناية الصحية هي من اولويات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق ففي هذا العام وحده استفاد أكثر من أربعة ملايين شخص من عمليات الصيانة التي أجرتها اللجنة على شبكات الماء والصرف الصحي وكذلك إعادة تأهيل العيادات والمستشفيات. واشار الى ان خبراء اللجنة الدولية يعملون مع السلطات من اجل إصلاح وصيانة محطات الضخ من اجل تأمين ماء صالح للشرب لمئات الآلاف من الناس. وتوفر المنظمة كذلك الأدوية وأدوات الجراحة للمستشفيات. وقال في الختام انه quot;ظهر بعض التحسن في الأشهر الماضية في المجال الأمني وتقديم الخدمات الضرورية وقد تم تزويد الكثير من الناس بالخدمات الصحية والماء النقيquot;. لكنه اضاف قائلا quot;نستطيع أن نقدم المساعدة بصورة أفضل للناس وللمؤسسات وذلك لأننا الآن نستطيع الوصول اليهم أكثر من السنوات الماضية .. ونحن نخطط لتوسيع مساعداتنا بصورة متقدمة في العراق لكن الحاجات في أرتفاع بصورة مستمرة على الرغم من الجهود الكبيرة للسلطات وزيادة المساعدات الإنسانيةquot;.
ومعروف انه مما يزيد من تعقد توفير الخدمات الضرورية للمواطنين العراقيين هو قيام المسلحين بتدمير مرافق الخدمات العامة في العديد من مناطق البلاد .
وقالت القوات المتعددة الجنسيات في بيان الى quot;ايلافquot; اليوم الجمعة ان quot;بعض الارهابيينquot; قاموا
بتفجير الانبوب الرئيس للماء في منطقة الاعظمية في ضواحي بغداد الشمالية وهو انبوب يوزع خدمات المياة الى الالاف من سكنة العاصمة . واضافت ان متفجرات عالية التأثير تركت ثمانية عشر انشا فتحة في انبوب الماء الذي ينقل الماء الى الالاف من سكنة مناطق الاعظمية والكرادة والرصافة في بغداد.
واشارت الى ان مختصين من بلدية الماء في بغداد والقوات الامنية العراقية قد ردوا بسرعة على هذا الانفجار وبدأوا تصليح الانبوب لكنها اوضحت ان معظم السكان سيكون لديهم القليل من الماء لمدة اربعة ايام . وقال الرائد جون كوسارت من اللواء الثالث القتالي فرقة المشاة الرابعة quot;ان هذا الهجوم الجبان على خدمات الماء للمواطنين يري نوع المجرمينquot; . واشار الى ان المتفجرات كانت تحتوي على 20 باوندا من المواد المتفجرة المصنوعة محليا.
خلافات حول موعد الانتخابات والتصويت لحصة الاقليات الاثنين
في وقت يستعد مجلس النواب للتصويت على حصص الاقليات في مجالس المحافظات الاثنين المقبل تمهيدا لانتخاباتها فإن خلافات حول موعد هذه الانتخابات ما زال عالقا بين مفوضيتها العليا والحكومة العراقية .
فقد طلبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من لجنة الاقاليم والمحافظات في مجلس النواب تأجيل انتخابات مجالس المحافظات مدة شهر عن الموعد المحدد في القانون لأسباب قالت إنها فنية . وقد خاطبت المفوضية لجنة الاقاليم والمحافظات طالبة تأجيل الانتخابات مدة شهر حيث ينتظر أن يستدعي مجلس النواب اعضاء مجلس مفوضية الانتخابات لشرح مبررات تأجيل الموعد الذي تطلبه المفوضية وهو شباط (فبراير) المقبل رغم ان المجلس كان قد قرر ان يكون اخر موعد لها هو 31 كانون الثاني (يناير) المقبل . ومن جهته يصر رئيس الوزراء نوري المالكي على إجراء الانتخابات اواخر العام الحالي بالترافق مع انتهاء صلاحيات مجالس المحافظات الحالية خوفا من حصول فراغ في الصلاحيات والمسؤوليات بسبب انتهاء دور المجالس الحالية قبل انتخاب الجديدة .
وقد اكمل مجلس النواب امس القراءة الثانية لمشروع تعديل قانون انتخاب مجالس المحافظات والاقضية والنواحي لضم مادة تتعلق بحصص الاقليات العراقية في مجالس المحافظات وتقرر ان يتم التصويت عليه الاثنين المقبل .
وكانت الكتل السياسية البرلمانية قد وافقت الاثنين الماضي على مقترح تقدم به ممثل الامم المتحدة في العراق ستافان ميتسورا لحل مشكلة حصص الاقليات في مجالس المحافظات والتي أجلت إجراءها لحد الان بسبب إلغاء المادة 50 من القانون المتعلقة بهذه الحصص .
وينص المقترح الذي يؤمل ان يجري التصويت عليه بالموافقة الاثنين المقبل تمهيدا لإجراء الانتخابات على ما يلي :
مقاعد المكونات اولا : تمنح المكونات التالية العدد التالي من المقاعد المخصصة في مجالس المحافظات :
أzwnj;- بغداد: ثلاثة مقاعد للمسيحيين ومقعد للصابئة
بzwnj;- نينوى: ثلاثة مقاعد للمسيحيين وثلاثة مقاعد للايزيديين ومقعد واحد للشبك
تzwnj;- لبصرة : مقعد واحد للمسيحيين
ثانيا : على المرشح ان يبين ان كان يريد الترشح للمقاعد العامة كما هو وارد في الفصل الثالث من هذا القانون او للمقاعد المخصصة للمكونات كما هو وارد في هذه المادة .ويمنع مرشحي المكونات من التسجيل لكل من المقاعد العامة ومقاعد المكونات .
ثالثا : تمنح مقاعد المكونات للمرشحين الحاصلين على اعلى الاصوات وفقا لعدد المقاعد المخصصة للمكونات في المحافظات المنصوص عنها في الفقرة اولا من هذه المادة .
رابعا : تسري البنود الواردة في الفقرة اولا اعلاه على انتخابات مجالس المحافظات 2009 ويصار الى تخصيص مقاعد المكونات في موعد لاحق وفق لنتائج الاحصاء السكاني .
وقد شهدت الأسابيع الماضية انتقادات شديدة لمجلس النواب على خلفية حذف المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات الخاصة بحصة الأقليات من أطراف كثيرة إذ اعتبر بعض السياسيين القانون quot;خيبة أملquot; فيما وصف مستورا تغييب الأقليات بأنه يشكل quot;غمامة كبيرةquot;. وكان مجلس الرئاسة وافق على القانون لكنه أوصى مجلس النواب بإعادة النظر بحقوق الأقليات.
ومن جانب اخر فقد اعلنت مفوضية الانتخابات عن افتتاح مراكز لتسجيل الناخبين من مواليد عام 1991 وللعرض وتقديم الطعون من قبل الناخبين. وبهدف تعريف الناخبين بالتعليمات الخاصة بتسجيل اسمائهم فقد اصدرت المفوضية تعليمات خاصة لغرض الوصول الى سجل ناخبين دقيق وشفاف تجري على اساسه انتخابات مجالس المحافظات.
كما اعلن القاضي قاسم العبودي رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية عن تمديد فترة تسجيل قوائم المرشحين للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات لمدة اربعة ايام اعتباراً من يوم 30/10/2008 ولغاية 2/11/2008 واعتبار يومي الجمعة والسبت دواما رسميا لمكاتب المفوضية في المحافظات كافة . وأكد ضرورة التزام الكيانات السياسية بهذا الموعد لانه لن يكون هناك تمديد اخر بسبب الاجراءات الكثيرة والتوقيتات الزمنية حسب الخطة العملياتية ومنها تصميم وطباعة اوراق الاقتراع لا يمكن التجاوز عليها .
التعليقات