أسامة مهدي من لندن: عبر السفير البابوي في العراق عن القلق البالغ من قلة تمثيل المسيحيين في مجالس المحافظات العراقية التي قررها مجلس النواب العراقي النواب العراقي محذرا من ان ذلك قد يلحق الاذى ليس بالمسيحيين وحدهم بل بأشقائهم من أبناء الاقليات الاخرى وما يمكن ان يترتب على ذلك من أجواء و تفاعلات سلبية في العالم في حين ابلغ الرئيس جلال طالباني وفدا كنسيا عراقيا وعالميا احتج ايضا على قلة تمثيل المسيحيين ان مجلس الرئاسة يبحث الامر وكذا مجلس الوزراء في اشارة الى امكانية زيادة عدد هذه المقاعد البالغة ثلاثة خصصت لمحافظتي بغداد والموصل وحدهما.

فقد اجتمع طالباني في بغداد اليوم سفير الفاتيكان لدى العراق المطران فرانسيس تشوليكات الذي نقل اليه نص رسالة رفعها رؤساء الكنائس الشرقية الكاثوليكية الى البابا بندكتس السادس عشر و اعربوا فيها عن قلقهم حيال ما يعانيه المسيحيون في أرض المقدس و لبنان و العراق و الهند. كما عبر السفير البابوي عن القلق البالغ من ان قرار مجلس النواب العراقي باعتماد تعديل يقلص حقوق الاقليات، قد يلحق الاذى ليس بالمسيحيين وحدهم بل بأشقائهم من أبناء الاقليات الاخرى وما يمكن ان يترتب على ذلك من أجواء و تفاعلات سلبية في العالم.

ومن جانبه أكد طلباني quot; حرصه الشديد على حقوق المسيحيين بوصفهم مواطنين أصلاء و مشاركين في بناء العراق الجديد اسوة بأشقائهم من سائر الأطياف الدينية والقوميةquot;. واشار الى ان مجلس رئاسة الجمهورية يبذل جهودا و مساعي حثيثة مع جميع الاطراف من أجل التوصل الى حلول تحفظ حقوق الاقليات، مؤكدا ان ذلك هو واحد من المبادئ التي ثبتها الدستور وأجمعت عليها القوى السياسية الاساسية في البلد.

وكان مجلس النواب صوت الاثنين باغلبية 106 صوت من مجموع 150 نائبا حضروا الجلسة من بين مجموع الاعضاء البالغ 275 نائبا على مشروع تعديل قانون مجالس المحافظات الذي كان اقر في ذلك الوقت مع الغاء المادة 50 منه حول حصص الاقليات. وتقضي المصادقة الجديدة على المادة منح الاقليات الرئيسية في محافظات بغداد العاصمة والبصرة الجنوبية والموصل الشمالية حصصها بمقاعد مجالس هذه المحافظات الثلاث.

وقد نص تعديل قانون انتخابات المجالس المحلية على منح مقعد واحد لكل من المسيحيين والصابئة في مجلس محافظة بغداد ومقعد واحد للمسيحيين في مجلس محافظة البصرة الجنوبية ومقعد واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك في مجلس محافظة نينوى (الموصل) الشمالية. وكان مجلس النواب قد الغى لدى موافقته على قانون الانتخابات في 24 ايلول (سبتمبر) الماضي المادة 50 من القانون التي كانت تضم ضوابط تمثيل الأقليات العراقية في مجالس المحافظات.

وعلى الصعيد نفسه اجتمع طالباني في بغداد اليوم مع وفد عن كنيسة المشرق الآشورية برئاسة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم و عضوية المطران مار كوركيس صليوا مطران كنيسة العراق و روسيا و الاسقف مار عوديشو أوراهم أسقف اوروبا و الخور اسقف داود روئيل كاهن كنيسة في كاليفورنيا. وأعرب الوفد عن القلق من التعديل الذي ادخله مجلس النواب العراقي على قانون انتخابات مجالس المحافظات الاثنين الماضي بتخصيص مقعد واحد للمسيحيين في بغداد واثنين في الموصل مما يؤدي الى تقليص تمثيل الاقليات في مجالس المحافظات داعيا فخامته الى الاستمرار ببذل جهوده الحثيثة لحماية الحقوق الدستورية للمسيحيين كما قال بيان رئاسي عقب الاجتماع.

وفي هذا السياق أكد الرئيس طالباني على ان السياسة العامة في العراق الجديد هي سياسة التآخي بين المواطنين بمختلف أطيافهم الدينية و القومية مشددا على ان quot;المسيحيين مواطنون أصلاء في هذا الوطن و انهم واحد من أصوله الاساسيةquot;. واشار الى ان مجلس الرئاسة قد بحث الموضوع وسيعود الى مناقشته بعد مشاورات مع الوزراء والنواب المسيحيين لايجاد حلول تضمن حقوق المسيحيين. وأكد طالباني على أن الحكومة العراقية عملت من اجل اعادة العوائل المسيحية المهجرة الى مناطقها، كما ان حكومة اقليم كردستان لم تقصر في مساعدتها. وقال quot;سأبقى مؤيداً للاخوة المسيحيين ومدافعا عن حقوقهم وسابذل كل جهدي من اجل احقاق الحق ومن اجل رفع الظلم والغبن عنهمquot;، مضيفا quot;نحن بهذا نؤدي واجبا وطنيا عليناquot;. من جهته اشاد البطريرك مار دنخا الرابع بمبادرة الرئيس طالبانيquot;وسعيه الدائم لايجاد صيغة معقولة من شأنها ان تكفل حقوق الاقليات وخصوصا المسيحيين في العراقquot;.

وحول الموضوع نفسه قال نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي quot;رغم احترامنا لقرار مجلس النواب لكنني كنت اتمنى ان ينظر للاخوة المسيحيين والمكونات الاخرى بعيدا عن الحسابات الانتخابية بل ينظر الى هذه المكونات من الشعب العراقي كضرورة نوعية للحفاظ على التعددية والتلوّن الجميل للتاريخ والحاضر العراقيquot;.

واضاف ان هذه المكونات يجب ان تلقى رعاية اضافية تحصنها ضد التهديدات والتهميشات التي تتعرض لها فهذا الموقف فيه نظرة لمصلحة العراق وتوازناته الكلية وليس فقط حسابات رياضية قد تكون صحيحة في جزئياتها لكنها قد لا تلتقي في كلياتها مع مصلحة الوطن.