لندن: تولي الصحف البريطانية اليوم الاثنين اهمية خاصة للمراسيم التي اقيمت في كل ارجاء بريطانيا تكريما لجنودها الذين قتلوا في الحروب الماضية والحاضرة، اضافة الى التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لانتخاب باراك اوباما عن الحزب الديموقراطي رئيسا للولايات المتحدة. فالغاردين تخصص ملفا نشرت فيه صور الجنود البريطانيين المئة الذين لقوا حتفهم في افغانستان، باسمائهم ونبذات عن حياة كل منهم.

وفي مقال متصل، تتساءل الصحيفة عما اذا كان انسحاب الجنود البريطانيين من البصرة بالعراق قبل ساعات من فوز اوباما بالانتخابات مجرد صدفة، خاصة وان quot;الرئيس الأميركي الجديد سبق ووصف الحرب في العراق بانها مغامرة غبية منذ البداية.quot; وتشير الغارديان الى نفي الحكومة وجود اية علاقة بين هذا القرار والانتخابات الأميركية، حيث قال وزير الخارجية ديفد ميليباند خلال حوار تلفزيوني ان الانسحاب كان مقررا منذ فصل الصيف الماضي.

لكن الصحيفة تنظر بعين الريبة لهذه التصريحات، حيث تطرح سؤالا آخر: quot;ماذا لو كان مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين فاز بالانتخابات؟ هل كنا لنتحدث عن جدول مفصل للانسحاب الكلي من العراق، وهو كلام جديد علينا؟quot; وفي صفحة اخبار العالم، تنشر الصحيفة مقالا عن الصحفية الكندية ميليسا فونج التي تعمل لحساب شبكة (CBC) التلفزيونية، والتي اطلقت حركة طالبان سراحها بعد مرور اربعة اسابيع على اختطافها في العاصمة كابول.

وتنقل الغارديان عن فونج التي كانت تقوم بعملها الصحفي في احد مخيمات اللاجئين الواقعة خارج كابول، ان مختطفيها فروا بها الى الجبال الواقعة غربي العاصمة حيث اخفيت في مغارة صغيرة تحت الارض، لا يمكن حتى الوقوف فيها. وقالت فونغ ان مختطفيها كبلوا ايديها وقدميها بالسلاسل في الاسبوع الاخير من احتجازها، واكدت انهم لم يمسوها بأذى، غير انها كانت وحيدة ومعصوبة العينين طوال الوقت.

وجاءت تصريحات ميليسا فونغ في شريط فيديو تم بثه الاحد. وتم التوصل الى اطلاق سراح الصحافية الكندية بعد توسط شيوخ عشائر المنطقة حسبما صرح به احد المسؤولين الافغان، كما نفى رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ان تكون حكومته او شبكة (CBC) او اي طرف آخر قد دفع فدية مقابل اطلاق سراحها.

أما صحيفة التايمز، فجاءت بتحذيرات رئيس اركان الجيش البريطاني مارشال الجو جوك ستيرب من مغبة نقل الجنود البريطانيين الى افغانستان مباشرة بعد انتهاء خدمتهم في العراق، حيث يستكمل الانسحاب من البصرة في الجنوب. وقال ستيروب ان على الحكومة فض اية ضغوطات لزيادة عدد جنودها في افغانستان، والسماح لهم بالتعافي من الضغط الذي يلازمهم اثناء الخدمة.

يذكر ان بريطانيا ستخفض عدد قواتها في العراق من 4100 حاليا الى بضع مئات مع حلول مايو ايار المقبل، لكن مارشال الجو جوك ستيروب قال انه من الخطأ الاعتقاد انه يمكن ببساطة ارسال من يعود من العراق الى افغانستان. وتشير الصحيفة الى ضعف احتمال تدخل قوات بريطانية في النزاع الدائر في جمهورية الكونغو الديموقراطية رغم الازمة الانسانية التي تسببت فيها المواجهات المتجددة بين القوات الحكومية والمتمردين.

يذكر ان وزير الخارجية ديفد ميليباند هو الآخر قال ان مهمة بريطانية في الكونغو الديموقراطية quot;ليست على جدولنا الزمنيquot;، ويشاطره الرأي رئيس الاركان ستيروب حيث قال ان قوات الامم المتحدة هناك والبالغ قوامها 17 ألف عنصر quot;تفي بالغرض واكثر.quot;

وتنشر الفاينانشل تايمز مقالا حول اعتماد بريطانيا quot;الصكوك الاسلاميةquot;، وهي سندات بدون فائدة تلقى اقبالا متزايدا خاصة من قبل الجالية الاسلامية هناك. ويقول كاتب المقال ديفد اوكلي ان بريطانيا جددت التزامها باطلاق اول صندوق للصكوك الاسلامية في الغرب رغم التباطؤ الذي شهدته الاسواق المالية خلال الاشهر الماضية.

وقالت وزارة الخزانة ان هذه الخطط لاعتماد الصكوك quot;تحضى بدعم قوي من اجل تعزيز موقع لندن كمركز غربي للمعاملات المالية الاسلامية.quot; وتتطرق الصحيفة ايضا لآثار الازمة المالية العالمية على العقار في دبي والذي يحضى باهمية قصوى في اقتصادها. quot;وقد شكلت حكومة دبي الاحد لجنة رفيعة المستوى لاعادة الثقة الى الاسواق ومواجهة آثار الازمة التي ادت ببعض المشاريع العقارية الى تخفيض اسعار وحداتها السكنية بـ40 بالمئة.quot;

وتضيف الصحيفة ان الحكومة اتخذت تدابير لدرء تداعيات ازمة الائتمان العالمية، منها دعم نظامها المالي بما قدره 70 مليار درهم، مما سيمكن في رأيها البنوك من الاستمرار في منح القروض للمشاريع المحلية والشركات.