الياس توما من براغ: قدم وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ اعتذاراً علنياً لفرنسا بسبب قيام إحدى المجلات الأسبوعية التشيكية نشر مقتطفات من مضمون الاجتماع الذي تم بين الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي ورئيس الحكومة ميريك توبولانيك في باريس في 31 من الشهر الماضي والذي حصلت عليه المجلة من مصدر دبلوماسي وصفته بالرفيع.

وقالت الناطقة باسم الخارجية التشيكية أن الوزير شفارتسينبرغ يرى بان الأمر هو محرج وان ممارسة خاطئة تمت في هذا المجال يتم التحقيق فيها الآن من قبل وزارته وانه يتحمل المسؤولية عن هذا الأمر ولذلك فانه يقدم اعتذاره لفرنسا.

وفيما رفضت الناطقة الصحفية زوزانا اوبليتالوفا التعليق حول مدى تطابق النص المنشور مع الوثيقة الداخلية الموجودة في الوزارة عن مضمون الاجتماع أعلن نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا والسفير التشيكي لدى باريس بافيل فيشير بان المحضر المنشور عن الاجتماع ليس متطابقا بشكل مباشر مع مضمون الحديث.

من جهتها قالت الناطقة باسم السفارة الفرنسية في براغ بان السفارة قد فوجئت وبشكل عير ودي بنشر هذا الأمر لان مضمون محادثات الرئيس الفرنسي مع الضيوف الذين يستقلونهم هو سري الطابع. وأضافت أن الدبلوماسية الفرنسية أخذت علما باعتذار الوزير التشيكي لهذا العمل ولذلك فإنها لن تعلق عليه لاحقا.

وكانت المجلة التشيكية قد بررت نشرها مقتطفات من مضمون اجتماع ساركوزي مع توبولانيك بالقول أنها أرادات إطلاع القراء على الطريقة التي يتم فيها عقد التحالفات والاتفاقات في إطار الاتحاد الأوروبي. وأكد رئيس تحريرها أن مصدرا دبلوماسيا رفيعا هو الذي قدم لها محضر الاجتماع وأنها تحققت من صحته من عدة مصادر قبل نشره.

وأكدت صحيفة ملادا فرونتا التشيكية لتي أعادت نشر المقتطفات بان الرئيس الفرنسي وصف خلال اجتماعه برئيس الحكومة التشيكية العرب بأنهم فظيعون أثناء تطرقه لموضوع الشراكة الأوروبية المتوسطية. وأشارت الصحيفة إلى أن ساركوزي قال بالحرف الواحد لتوبولانيك: هل تعرف ماذا يعني الوقوف لوحدك ضد العرب؟ والتكلم معهم بالهاتف ؟ إنهم فظيعون اقسم لك بذلك.

وتقول الصحيفة أن هذا الوصف للعرب قد جاء في إطار إقناع ساركوزي لتوبولانيك بتخلي تشيكيا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي لفرنسا موضوع رئاسة مشروع الشراكة المتوسطية مقابل وعد ساركوزي بان تبقى تشيكيا رئيسة لمبادرة أوروبا الشرقية حتى عام 2011.