ينتمي إلى جماعة quot; عسكر طيبة quot; الباكستانية
اعترافات المسلح تزيد التوتر بين الهند وباكستان ورايس إلى دلهي

مومباي: تشهد العلاقات الهندية الباكستانية مزيداً من التوتر منذ هجمات مومباي الأخيرة والتي أسفرت عن مصرع ما يزيد على 180 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين، وذلك مع تواصل التحقيقات الهندية في الهجمات ومزاعم حول ارتباط المهاجمين بباكستان، فيما تزعم الأخيرة أن نيودلهي لم تقدم أي دليل ملموس على تورط باكستاني بالمجزرة. وفيما قال مسؤولون هنود إن المسلح الوحيد الناجي من الهجمات، والذي ألقت السلطات الهندية القبض عليه أقر بالانتماء لجناح متشدد من تنظيمquot; عسكر طيبة quot; الذي يطالب باستقلال إقليم كشمير، والذي تقول السلطات الهندية إنه تنظيم مدعوم من الاستخبارات الباكستانية.

من جهته، قال رحمان مالك، وزير الداخلية الباكستانية: quot; حتى الآن، فإن الأدلة التي تم الكشف عنها غير عادلة. quot; وأضاف مالك: quot; إذا استغل أي شخص وجوده في باكستان، فإنني أضمن لأصدقائي والشعب في الهند بأننا سنتخذ الإجراء المناسب .quot; وأوضح مسؤولون باكستانيون أن التصعيد في العلاقات مع الهند قد يجبر إسلام أباد على سحب قواتها المرابطة على الحدود مع أفغانستان ونشرها على الحدود مع الهند وذلك استعداداً لمواجهة أي أعمال عسكرية جراء التوتر بين الدولتين.

اعترافات مسلح

وحول المسلح الذي تم القبض عليه أثناء أحداث مومباي، قالت أجهزة الأمن الهندية إنه أعترف خلال التحقيقات بأنه ينتمي إلى جماعة quot;عسكر طيبةquot; الباكستانية التي تقاتل نيودلهي مطالبة باستقلال منطقة كشمير. وذكرت مصادر أمنية هندية أن المسلح اعترف بأنه طلب من المهاجمين أن يحفظوا خرائط مدينة مومباي وشوارعها في برنامج quot;غوغل إيرثquot; بحيث يتمكنوا من معرفة أهدافهم.

وقال مفوض الشرطة المشترك، راكيش ماريا، إن المسلح المعتقل كشف أن المهاجمين كانوا يعتزمون ضرب المزيد من الأهداف في المدينة، التي سقط فيها 183 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، بينهم 23 أجنبياً بعد مواجهات استمرت لأكثر من 60 ساعة في مواقع أبرزها المركز اليهودي وفندق quot;تاج محل.quot; وذكر ماريا أن المعتقل الذي كان قيل إنه باكستاني الجنسية يدعى أجمل قصب، كشف بأنه quot;جماعة عسكر طيبة هي التي تقف خلال الهجمات،quot; مضيفاً أن المهاجمين ينتمون إلى الجناح الأكثر تشدداًَ في الجماعة.

وتابع المسؤول العسكري الهندي بالقول، إن قصب: quot;تلقى تدريباته في معسكرات جماعة عسكر طيبة بباكستان،quot; دون أن يحدد الأهداف الإضافية التي كان المسلحون يعتزمون ضربها. وكان مسؤولون أمنيون أميركيون من وحدة مكافحة الإرهاب قد أشاروا إلى أن هجمات مومباي quot;تحمل بصمات عسكر طيبة وجيش محمد،quot; وهو تنظيم ينشط أيضاً في كشمير، ويعتقد الخبراء بوجود صلات بينه وبين تنظيم القاعدة. وكانت نيودلهي تعتبر أن جماعة quot;عسكر طيبةquot; تنظيم مدعوم من الاستخبارات الباكستانية، وقد قامت إسلام أباد بحظر التنظيم عام 2002 تحت وطأة ضغوط مارستها واشنطن.

فيما تحدث الرئيس الأميركي، جورج بوش، مع رئيس الوزراء الهندي، مانوهان سينغ وقال: quot;سنعمل كلنا معاً، ومع المجتمع الدولي، لملاحقة هؤلاء الإرهابيينquot;، وفقاً لما ذكره بيان صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي،غوردون جوندرو. هذا ومن المقرر أن تصل وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى الهند الأربعاء، بعد مشاركتها في اجتماع لدول حلف شمال الأطلسي في لندن.

وعلى الصعيد الداخلي، وافق رئيس الوزراء الهندي على استقالة وزير الداخلية، شيفراج باتيل، وعيّن بدلاً منه، وزير المالية quot;بي. شيدامبرامquot;، وفقاً لما أفادت به مصادر في مكتب رئيس الوزراء. وكان وزير الداخلية الهندي، شيفراج باتيل، قد أعلن الأحد استقالته، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء الأحداث الدامية في عاصمة المال الهندية، مومباي، وقد رفع استقالته إلى رئيس الوزراء الهندي، وفقاً لما نقلته شبكة CNN-IBN الهندية. وفي معرض تقديم استقالته، قال باتيل، إنه سيتحمل المسؤولية الأخلاقية لهجمات مومباي ونتائجها.