عبد الخالق همدرد من كشمير: ستقوم باكستان بإرسال رسالة خاصة إلى الهند خلال هذا الأسبوع من أجل تقليل التوتر الذي نشأ بين البلدين إثر هجمات مومباي. ويتوقع أن تلك الرسالة قد تؤدي إلى سحب الفتيل من الوضع المشتعل. وسيقوم المفوض السامي الباكستاني لدى الهند شاهد ملك الذي سيصل إلى إسلام آباد يوم الأربعاء بنقل تلك الرسالة إلى دلهي.

وقد أكد شاهد وصوله إلى العاصمة الباكستانية يوم الأربعاء لمدة يوم أو يومين من أجل إجراء استشارات مفصلة مع القيادة العليا، إضافة إلى تقديم المعلومات عن الوضع؛ لأنه على اتصال دائم مع الخارجية الهندية بعد كارثة مومباي سوى أن اتصلاته لم تكشف عن أي تحسن ملموس في العلاقات المتوترة.

ويرى مراقبون دبلوماسيون أن الدبلوماسية بين الهند وباكستان قد دخلت مرحلة لا تناسب بعد كارثة مومباي، في حين أكدت مصادر رفيعة لصحيفة ذي نيوز الباكستانية أن القيادة الباكستانية قد قررت عدم إنشاء قضية أخرى بالإلحاح على موفقها حول الاتصال الهاتفي الذي قام به وزير الخارجية الهندي برناب مكهر جي بالرئيس زرداري؛ لأن الهنود يرغبون في إنشاء جدل آخر قد يؤدي إلى زيادة التصعيد. والدليل على ذلك أن وزير الخارجية الهندي قد رفض اتصاله بالرئيس زرداري. وبناء عليه سيتم تقديم المعلومات في هذا الصدد إلى الجهات المعنية؛ إلا أن الحكومة الباكستانية لن تسمح بأن تتقمص ذلك الاتصال ثوب جدل آخر بين الجارتين.

وأضافت مصادر أن مبادرة باكستان بإجراء تحقيق مشترك حول هجمات مومباي سيتبعها اجتماع quot; مستشاري الأمن القوميquot; للبلدين. وقد ثمنت العواصم الدولية تلك المبادرة وبدأت تضغط على الهند للموافقة عليها لأن باكستان قد مدت يد العون إليها، كما أن باكستان جاهزة لإحياء النظام المشترك لمكافحة الإرهاب الذي وافق عليها الجانبان قبل أربع سنوات. وقد أنشأت الدولتان ذلك النظام بعزم على أن البلدين لم يسمحا لأي حادث غير مرغوب فيه على التراب الباكستاني أو الهندي ليصبح حجرة عثرة في تطبيع العلاقات بين البلدين. وترى العواصم الدولية أن ذلك النظام يعتبر أحسن طريق لمعالجة الوضع المتأزم بين البلدين.

وقد اقترحت باكستان اجتماع مستشاري الأمن القومي من أجل الوصول إلى حل لهذه القضية؛ إلا أن دلهي لم تبد أي رد عليه، فيما تأمل إسلام آباد أن ذلك الاجتماع قد يصل إلى حل للمشكلة إذ إن أعضاء الاجتماع يحظون بوضع الوزراء، وبالتالي هم مسؤولون أمام رئيس الحكومة. وبناء عليه فإنهم أقدر من يكون من المسؤولين على حل مثل تلك المشكلة.

هذا وقد وضعت إسلام آباد اللمسات الأخيرة على ردها للهند حول هجمات مومباي وسيتم إرساله إلى دلهي في ضوء قرارات اللجنة الوزارية لشوؤون الدفاع التي ستجتمع اليوم الاثنين.

ومن جانبه فإن المفوض السامي الهندي لدى باكستان قد رفض التعليق حول رد حكومته المتوقع على المبادرة الباكستانية؛ إلا أنه يقوم بتزويد حكومته بالتقارير عن الوضع على أساس يومي، ويتوقع أن يقوم بزيارة إلى دلهي لإجراء استشارات رفيعة مع السلطات الهندية، حسب بعض المصادر.