الوضع السوري محير والعامل الروسي فعال والإنحباس الحراري خطر
بليكس: البرستيج هو دافع ايران النووي... وهذا ما تعلمته من العراق
زيد بنيامين من دبي: أكد هانز بليكس رئيس لجنة التفتيش على الأسلحة العراقية المحظورة سابقًا أن إيران تسعى للحصول على برنامج نووي ليس لإنها تخاف إسرائيل، بل كبرستيج (من باب المظاهر)، من أجل الحصول على مقعد يمكنها من الجلوس على طاولة الدول الكبرى. وأكد بليكس في حديث نقلته شبكة ABC، أن على طهران إيقاف برنامج التخصيب قبل أن تتحول مفاوضاتها إلى جدل سخيف، ومن أجل أن تمنح الإدارة الأميركية الجديدة التي يقودها باراك اوباما لأنها بحاجة إلى (انفراجة) تضمن حصول تغير في سياستها.
كما تحدث الرئيس الذي قاد فريقًا من اجل التفتيش على اسلحة الدمار الشامل العراقية قبيل سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عن وجهة نظره في ما يخص استهداف طائرات اسرائيلية لاحدى المنشأت التي يعتقد انها تخص البرنامج النووي السوري.. وفيما يلي اهم ما ورد من نقاط خلال اللقاء.
من خلال اخر تقرير اصدرته منظمة الطاقة الذرية، كيف تقرأ لنا حالة البرنامج النووي الايراني؟
التقرير لم يأتِ بأشياء جديدة، حيث قال ان المنظمة لا يمكنها تأكيد وجود نية في انتاج الاسلحة النووية، ولكنهم لن يتمكنوا من الوصول الى هذا التأكيد الى الابد، على الرغم من كثرة التحقيقات وعمليات التحقق والزيارات، ومهما تم الفشل في العثور على شيء، فإن ذلك لن يقنع واشنطن او لندن، لانهما ستقولان لك إن الإيرانيين قد لا يملكون النية الان، ولكنهم قد يملكونها في غضون شهرين من الزمان.
هل تهتم فعلاً بنية ايران؟
اللجنة التي قمت بترأسها اخذت في نظر الاعتبار وجهة النظر القائلة باهمية اقناع ايران بضرورة العودة عن برنامج التخصيب، لان ذلك يزيد من حدة الامور الى اقصى درجة، القوى الغربية من جانبها اكدت انها مستعدة كي تسهل الاستثمارات والعلاقات الاقتصادية، وعلينا دعمهم في ذلك من خلال السماح لايران بالانضمام الى منظمة التجارة العالمية، وان تؤمن في البرنامج النووي السلمي، ومن اجل ذلك يجب ايقاف برنامج التخصيب.
بالنسبة إلى إيران، فإن بناء البرنامج يعد ورقة ضغط، ومن هو المغفل الذي يرمي بهذه الورقة قبل ان تبدأ اللعبة؟ لذلك يبدو الوضع سخيفًا.
في المحادثات الجارية الان، لدينا ورقتان ضائعتان وكلاهما في الولايات المتحدة الاميركية، الورقة الاولى اعطاء ضمانات بعدم توجيه اي ضربة الى ايران، سواء ضربة خارجية، أو محاولات قلب نظام الحكم من الداخل، والورقة الثانية تخصّ العلاقات الثنائية، وهي الورقة التي لم تستخدم حتى الآن، على الرغم من وجود حديث عنها في الاعلام مثل وجود ممثلية للمصالح الدبلوماسية الاميركية في السفارة السويسرية في طهران.
ما هي ابرز الدروس التي يجب ان نتعلمها من تجربة العراق، هل يمكن تطبيق اجزاء منها في ما يخص ايران؟
في موضوع العراق كانت تُحرِّكنا العديد من الامور، فالعديد من الدول التي تسعى للحصول على الاسلحة المحظورة تتحرك بدافع حماية امنها، وفي حالة ايران، لا ارى ذلك موجودًا ولهذا انا متفائل، وهناك امور تتعلق بمحاولة بعض الدول اقتناء الاسلحة النووية من باب (البرستيج) او (المظاهر) لكي يكون لها مقعد على طاولة الدول الكبرى، وهو ما يعتقد انه دافع ايران، ومن هذا الباب اجد ان العلاقات الدبلوماسية تعد عاملاً مهماً في حل القضية الايرانية ، فلا يوجد هدف مستحق لايران للحصول على اسلحة نووية.
اما من باب الدروس التي تم تعلمها من تجربة العراق، فاعتقد ان ايران قد تمت اهانتها، وقد تعلمت ان الاهانة تعد امراً مهماً للغاية في تحديد مصير العلاقات بين بلدان العالم، فحينما قالت كوندوليزا رايس في مرة من المرات ان على ايران quot;ان تتحرك لوحدهاquot; كان ذلك غير مقبول، ووصف (محور الشر) قد يكون جيداً في السياسة على مستوى الولايات المتحدة اي داخلياً، اما على المستوى الخارجي فأن الامر مرفوض، خصوصًا وانت تبحث عن التفاوض مع احدهم، فإن لم تكن معجبًا بالطرف الاخر، عليك ان تكون دقيقًا معه على الاقل.
في ما يخص الجانب العسكري، هل يمكن القول ان هجمة مثل التي هوجم بها البرنامج النووي العراقي عام 1981 قد لا تكون فعالة؟
في ما يخص الخيار العسكري، اعتقد انه لم يكن حلاً سحرياً ، وفي حالة العراق فإنه لم ينجح في وقف طموحات بغداد.
لكن الخيار هذا حقق المطلوب وهو التخلص من المفاعل العراقي؟
لقد تم التخلص من المفاعل، ولكنني لا اعتقد ان اسرائيل تعتبر خطرًا على ايران، واسرائيل تشكل خطراً على ايران في حال ارادت الاخيرة الاستمرار في تحقيق برنامجها النووي، ولا اعتقد ان ايران تمثل تهديداً على اسرائيل.
ما هو رأيك في الذي حدث في سوريا، من خلال استهداف احدى المنشآت التي يعتقد انها تتبع البرنامج النووي السوري؟
هذه القضية محيرة، ومحمد البرادعي لديه رأي محدد بشأنها، فهو يقول لماذا لم يأت الاسرائيليون الينا، وطلبوا منا التفتيش؟ وبدل ذلك قاموا باستهداف الموقع. هناك من هو مطالب بالشفافية، وهو الطرف الذي يطالب بالشفافية دائماً، ما يشكل لغزاً بالنسبة لي هو تقارير الوكالة التي تقول انها عثرت على بقايا يورانيوم، ومبعث الحيرة هو ان كان ذلك مفاعلاً غير منته فإن اليورانيوم يجب ان يكون اخر مادة تنتج فيه، وان كان ذلك مفاعلاً فعلاً، فأن ذلك يعني انه قد تم الانتهاء منه!
ما هي الامال التي يحملها اليك اختيار باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة الاميركية؟
احمل امالاً بقدر الجميع، كل ما سمعته عن نزع الاسلحة النووية يبدو ايجابياً للغاية. هناك العديد من المؤشرات التي يجب ان نقرأها في حال كان فعلاً راغباً في التحرك، ولكن ان غيرت واشنطن نبرتها، وان كانوا يريدون فعلاً نزع الاسلحة النووية، فإن شيئًا مهمًا قد حصل، ولكن لن يحصل اي تغيير ان لم تحصل انفراجة اولاً، ولا اعلم تحديداً كم هي درجة معادة الروس لواشنطن .
اعتقد ان هناك نقطتان يجب ايجاد حل لهما، الاولى توسيع حلف الناتو، ولا اعتقد ان هذا الامر اساسي ويستحق كل هذه الاشكالات التي نعيشها، والامر الثاني يتعلق بالدرع الصاروخي، والذي يثير غضب الاوروبيين، لان الولايات المتحدة تحركت مباشرة باتجاه بولندا وتشيكيا من دون ان تسأل اوروبا او الناتو، ومن ثم فكروا ان كان من المفيد بيع الدرع الى بقية الاوروبيين ان كانوا يهتمون بالامر.
خسارة امبراطورية لا تبدو سهلة، وقد خسرها البريطانيون من قبل وتعرفون كيف تتم خسارة الامبراطوريات، وكذلك الفرنسيون، والروس، والاخيرون مازالوا يتعلمون كيف تم ذلك، واعتقد ان على الاميركيين تعلم كيفية خسارة امبراطورية.
هل هناك من يخيفك من بلدان الشرق الاوسط في ما يتعلق البرامج النووية؟
نحن بحاجة الى المزيد من الطاقة في بلدان المنطقة، فكلنا نخاف من التغير المناخي، وكلنا على معرفة باثار تزايد نسبة ثنائي اوكسيد الكاربون، ولذلك فأن خياري الاول هو ترشيد الطاقة، والخيار الثاني هو توسيع البرامج النووية السلمية ونشرها.
ما يهمني اكثر الان هو الانحباس الحراري، اكثر من انتشار الاسلحة المحظورة.
التعليقات