بدء محاكمة مسؤولين عراقيين سابقين بقصف حلبجة
الهاشمي الى دمشق وبيروت بعد انقرة لبحث ملفات سياسية واقتصادية

أسامة مهدي من لندن :
بحث نائب االرئيس العراقي طارق الهاشمي في انقرة مع الرئيس التركي عبد الله غول علاقات البلدين قبل ان ينتقل الى دمشق وبيروت في زيارتين مماثلتين لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية وملف اللاجئين العراقيين في البلدين .. فيما يمثل أمام المحكمة الجنائية العليا العراقية اليوم عدد من مسؤولي النظام السابق بتهمة المشاركة في المسؤولية عن قصف مدينة حلبجه الكردية بالأسلحة الكيمياوية عام 1988 مما ادى الى مقتل حوالي خمسة الاف مواطن من سكانها .
واجتمع الهاشمي مع غول حيث تم quot;بحث العلاقات الثنائية المتبادلة بين البلدين وسبل تطويرها والارتقاء بها بما يخدم مصلحة الشعبين العراقي والتركيquot;. ونقل الهاشمي quot;تيات الرئيس جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي الى غول ورغبة العراق باتمام الزيارة المقررة للرئيس التركي والتي تم تاجيلها لاسباب صحية تتعلق بصحتهquot; كما قال بيان رئاسي الى quot;ايلافquot; اليوم . وتناولت المباحثات التي جرت الليلة الماضية التعاون الامني والسياسي والاقتصادي بين البلدين والتنسيق بينهما في مكافحة الاعمال المسلحة التي ينفذها ضد اهداف تركية انطلاقا من الاراضي العراقية الشمالية حزب العمال التركي الكردستاني الانفصالي .

كما جرى بحث الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت بين البلدين حيث اعرب الهاشمي عن امله بتفعيل عمل اللجان المشتركة بين البلدين مؤكدا إن quot;الموضوع سيكون على جدول الاعمال المقرر للزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى انقرة خلال الاسبوع الحاليquot;.

وعلى الصعيد نفسه تعهدت تركيا بمواصلة جهودها من أجل مكافحة حزب العمال والقضاء على نشاطاته بالتعاون مع الحكومة العراقية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية بوراك اوزجرجن في مؤتمر صحافي إن تركيا ستواصل اتخاذ التدابير اللازمة ضد الحزب وستواصل إجراءاتها السياسية والعسكرية فيما يتعلق بالمسائل الأمنية في إطار القانون الدولي. وأكد أن الحكومة التركية تعمل من اجل إنهاء وجود عناصر حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق بالتعاون مع الحكومة العراقية مشيراً إلى الآلية الثلاثية للتنسيق بين تركيا والعراق والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب ونها حزب العمال . واضاف أن المسؤولين من الدول الثلاث لا يزالون يناقشون تفاصيل الآلية التي ستصبح جاهزة قريباً موضحاً أن تركيا عبرت عن تصميمها على إنهاء وجود حزب العمال من خلال التعاون مع الحكومة الإتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان . وقال ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد يزور تركيا قريبا لبحث هذه القضية .

وكان نائب رئيس الجمهورية قد وصل الى العاصمة التركية امس في اطار زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام .
ومن المنتظر ان يقوم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بعد اختتام زيارته لانقرة بزيارتين مماثلتين لدمشق وبيروت يبحث خلالهما مع الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان علاقات بلاده مع الدولتين العربيتين .
وفي دمشق سيسعى الهاشمي الى انهاء الة الفتور التي شهدتها العلاقات العراقية السورية العراقية اثر قصف الطائرات الاميركية لبلدة البو كمال السورية انطلاقا من الاراضي العراقية . كما سيحث مع محاوريه السوريين علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع سوريا وزيادة التبادل التجاري معها واوضاع اللاجثين العراقيين فيها والذين يصل عددهم الى مليون ونصف المليون شخص .

وفي بيرون سيناقش الهاشمي مع الرئيس سليمان الذي يلتقيه للمرة الاولى منذ انتخابه قبل ثلاثة اشهر تطوير علاقات البلدين وخاصة في الميدان الاقتصادي ومساهمة الشركات اللبنانية في عمليات اعادة الاعمار في العراق . كما سيناقش الهاشمي في بيروت اوضاع اللاجئين العراقيين في لبنان الذين يزيد عددهم على 50 الفا وتنفيذ اتفاقات سابقة بتزويد لبنان بالنفط العراقي باسعار تفضيلية .
بدء محاكمة المتهمين بقصف مدينة حلبجة بالكيمياوي
يمثل أمام المحكمة الجنائية العليا العراقية اليوم الاحد عدد من مسؤولي النظام السابق بتهمة المشاركة في المسؤولية عن قصف مدينة حلبجه الكردية بالأسلحة الكيمياوية عام 1988 مما ادى الى مقتل حوالي خمسة الاف مواطن من سكانها .
واحد المتهمين الذين سيمثلون امام المحكمة الى جانب عدد من رموز النظام السابق العسكريين والحزبيين علي حسن المجيد المعروف بquot;علي كيمياويquot; وهو ابن عم الرئيس السابق صدام حسين . كما ويحضر الجلسة 8 أشخاص كشهود في قضية قصف مدينة حلبجه بالأسلحة الكيمياوية فـي السادس عشر من اذار (مارس) عام 1988 . سلمية للتأكيد على ضرورة محاكمة هؤلاء المجرمين وإنزال أقصى العقوبات بهم.

وسيدلي 8 شهود باقوالهم في قضية قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية كما تحضر جلسة بدء الماكمة وزيرة شؤون الشهداء جنار سعد عبد الله والمؤنفلين و3 من أعضاء برلمان كردستان . وأعلنت الوزيرة أن ldquo;المحكمة ستستدعي الاشخاص المتورطين في الجريمة الى جانب الشركات والحكومات التي زودت العراق بالاسلحة المحظورة في تلك الفترة لتتم محاسبتهاrdquo;. واوضحت ان ldquo;حكومة اقليم كردستان طلبت من الامم المتحدة احضار ممثلي حكومات هولندا والمانيا وكندا والهند لجلسات المحكمة بعد التأكد من الحصول على وثائق وادلة تثبت تورط تلك الدول في بيع الاسلحة المحظورة للنظام العراقي السابقrdquo;.

وتقع حلبجة التي يقطنها 50 الف نسمة على بعد 15 كيلومترا من الحدود الايرانية وهي تتبع محافظة السليمانية في اقليم كردستان العراق وتطل بين عدة مرتفعات جبلية يشرف عليها جبل (هه ورامان) الذي يفصلها عن ايران وهو ذو قمة بلورية ناصعة البياض مغطاة بالثلوج في فصول السنة الاربعة. وقد ورثت المدينة بسبب تأثير السموم وتشوه الجينات وتغيرها جيلا مشوها وانتشرت أمراض السرطان والرئة والربو الخانق والأمراض الجلدية والعقم وامراض خطيرة ومزمنة أخرى.
ومنع سكان حلبجة العام الماضي مسؤولين من دخول المدينة للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية للهجوم بالغاز عام 1988 احتجاجا على تردي الخدمات. وقامت مجموعات بالسيطرة على النصب التذكاري وإحراقه تاركة سحب الدخان تتموج فوق المدينة كما تم إحراق المتحف الذي يخلد ضحايا الهجوم بالغاز بعد أن قاموا بتكسير الأثاث والنوافذ وتمزيق الصور المعلقة هناك.

وكان النظام العراقي السابق ينفي مسؤوليته عن قصف المدينة متهما القوات الايرانية بالقيام بذلك . وفي جلسة للمحكمة الجنائية مؤخرا نفى نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز مسؤولية النظام السابق عن قصف المدينة بالاسلحة الكيمياوية ملقيا بالمسؤولية في ذلك على الايرانيين مستشهدا بتقارير قال انها صدرت عن وزارة الدفاع الاميركية quot;البنتاغونquot; توكد قصف الايرانيين لحلبجة بالاسلحة الكيمياوية وذلك في اتون الحرب العراقية الايرانية التي جرت بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .