الياس توما من براغ : تشغل المرأة في تشيكيا مناصب رفيعة في مختلف المجالات بدءا من القضاء وانتهاء بمكتب الأمن النووي مرورا بالسياسة بطبيعة الحال غيران تمثيل النساء في القطاع الأخير لا يزال محدودا بنظر الأوساط النسائية رغم أن النساء يشكلن نصف عدد السكان هنا ، وأهمية المجال السياسي بالنسبة لسن التشريعات اللازمة لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء والإشراف على تنفيذ ذلك من خلال الحكومة ومن مختلف الهيئات المعنية بهذه القضية الحساسة التي تعتبر احد المؤشرات على تقدم البلاد أو تخلفها .
ويؤكد تجمع المنتدى 50 بالمائة الذي ينشط في البلاد لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء ويعمل من خلال دورات مختلفة على تهيئة النساء للعمل السياسي أن تمثيل النساء في السياسة التشيكية لا يزال ضعيفا جدا بدليل أن الاتحاد البرلماني الدولي وضع تشيكيا في المرتبة 76 في العالم من حيث نسبة مشاركة النساء في البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ .
وتشير معطيات التجمع إلى أن نسبة النائبات في البرلمان التشيكي الآن هي 15,5بالمائة فقط من عدد أعضاء المجلس فيما تبلغ نسبتهن 17,3 بالمائة في مجلس الشيوخ أما السياسات العاملات في المجالس المحلية للمحافظات فيشكلن ما نسبته 15 بالمائة فقط .
ويتواجدن النساء أيضا في الحكومة إلا أن حقيبتين اسنتدا لهما الأولى وزارة الدفاع والثانية وزيرة لشؤون الاقليات وحقوق النساء وتساوي الفرص من اصل 16 وزارة . وعلى الرغم من أن العدد الأكبر للتشيكيات موجود في المجالس المحلية للبلدات الصغيرة إلا أن نسبتهن هناك مع ذلك لا تتعدى ربع عدد أعضاء هذه المجالس.
وبالتوازي مع هذا الواقع القائم في تشيكيا تشير معطيات البرلمان الأوربي إلى أن تشيكيا تتواجد في المرتبة الخامسة لكن من آخر سلم قائمة الدول السبعة والعشرين في الاتحاد الأوربي من حيث تمثيلهن في البرلمان الأوربي .
ويرجع تجمع المنتدى 50 بالمائة سبب عدم إعطاء النساء دورا اكبر في السياسة إلى جملة من العوامل من أهمها أن الأحزاب السياسية لا ترشح عددا متوازيا للرجال في قوائمها الانتخابية والسمعة السيئة للسياسة في البلاد وبالتالي ابتعاد الكثير من النساء اللواتي يمتلكن الخبرة والمعرفة لدخول السياسة إضافة إلى أن السياسيين التشيك لا يتصرفون بشكل مهذب ولائق مع النساء التشيكيات العاملات في السياسة .
وتشير السيدة لينكا بينيروفا من إدارة التجمع إلى حادثة رئيسة بلدية منطقة نوفي بور ستانيسلافا سيلنا مثلا التي رفضت الاستجابة لضغوط بعض رجال الأعمال الهامين في المنطقة وبعض أعضاء المجلس المحلي المؤيدين لهم فتم خلال غيابها عزلها من منصبها وقام بعض أعضاء المجلس بتشويه سمعتها فقط لتمرير الصفقات مع رجال الأعمال .
وتؤكد نساء يعملن في السياسة أن زملائهن في البرلمان أو في هيئات سياسية أخرى لا يتورعون عن القيام بأي شيء لتحقيق أهدافهم بما فيها الإساءة الأخلاقية والمعنوية لهن الأمر الذي يجعل النساء يمتنعن عن الدخول في مواجهات سياسية معهم لاسيما عندما يتم استخدام وسائل سيئة وغير أخلاقية .
ويطالب تجمع 50 بالمائة مع غيره من التنظيمات التشيكية الناشطة في مجال تساوي الحقوق بين النساء والرجال بزيادة تمثيل التشيكيات في السياسة وبتغيير الأجواء الموجودة داخل الأحزاب بحيث يسمح للنساء بشغل مناصب رفيعة فيها وفي قوائمها الترشيحية خاصة بعد أن أكدت العديد من الاستطلاعات أن غالبية الشعب التشيكي تؤيد زيادة وجود النساء في السياسة وترى بان وجودهن فيها هو أمر مفيد للمجتمع التشيكي ككل وليس للنساء فقط .
التعليقات