موسى العائد إلى لبنان: لا مرشح إلا سليمان

مهّد لحل باتصالات مع السعودية ومصر وسورية
موسى العائد إلى لبنان: لا مرشح إلا سليمان

إيلي الحاج من بيروت: أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سياسيين لبنانيين الليلة أنه عائد إلى بيروت ليل الخميس المقبل لاستئناف مساعيه الرامية إلى تطبيق quot;المبادرة العربيةquot; التي أقرها وزراء الخارجية العربية خلال إجتماعيهما في 5 و27 من كانون الثاني/ يناير من الشهر الماضي. وأكد لمحدثيه أن لا مرشح مطروح للرئاسة توافقياً إلا قائد الجيش العماد ميشال سليمان، رغم كل ما يحاول بعض الأطراف اللبنانيين وغير اللبنانيين تشييعه خلافاً لذلك.

وشدد موسى على أنه يقف على مسافة متساوية من كل الأطراف في لبنان، وأن الحل المطروح لأزمة هذه البلاد هو حل عربي ، ولا بحث في غير ذلك، في إشارة إلى ما تردد عن أن الخطوة التالية في حال فشلت المساعي العربية بعد إخفاق المساعي الفرنسية هي طرح الأزمة اللبنانية على مجلس الأمن الدولي.

وعلمت quot;إيلافquot; أن الأمين العام للجامعة العربية أجرى اتصالات في الأيام الماضية بالمسؤولين في المملكة العربية السعودية ومصر وسورية في شأن الأزمة اللبنانية، فضلاًَ عن إتصالاته بالمسؤولين والقادة اللبنانيين . وذلك لإدراكه أن أسباب المأزق الذي بلغته المبادرة العربية لا تنحصر في عوامل داخلية لبنانية تتمثل في فقدان الثقة كلياً بين الأفرقاءوخلافاتهم على الأولويات وترتيبات الحكم المقبل، إنما هي تشمل أسباباً عربية واقليمية لها علاقة من جهة بالخلاف السعودي - السوري quot;المشتدquot;، والتوتر المصري السوري quot;المستجدquot; بحكم الصلة بين أزمة غزة التي تضغط على مصر وأزمة لبنان التي تضغط على سورية، وفوق ذلك التدهور في العلاقات الايرانية- الفرنسية، والضبابية المحيطة بسياسة الادارة الاميركية ومواقفها من مجمل المسائل والمبادرات في المنطقة ومن ضمنها المبادرة العربية، وهي ضبابية متصاعدة على ما يبدو في سنة الانتخابات الأميركية الرئاسية.

ومن المقرر أن يجمع موسى مجددا في مبنى البرلمان اللبناني في اليوم التالي لوصوله، الجمعة على الأرجح، الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميل ورئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري عن قوى 14 آذار/ مارس، والنائب الجنرال ميشال عون بصفته مفوضاً التفاوض عن قوى 8 آذار/ مارس. وذلك للبحث في تركيبة حكومية تنال رضا الطرفين في إطار عدم إعطاء المعارضة القدرة على تعطيل قرارات مجلس الوزراء أي الثلث زائدا واحداً، ولا الغالبية القدرة على فرض القرارات أي الثلثين زائدين واحدا.

وكان موسى تلقى نصائح من بيروت بعدم العودة إليها قبل أن تهدأ النفوس التي اشتعلت نتيجة لحوادث quot; الأحد الداميquot; في الضاحية الجنوبية بين متظاهرين والجيش اللبناني، ولكن بعد صدور تقرير التحقيق العسكري الأولي في هذه الحوادث أبلغت قوى بارزة الأمين العام بأنه مرحب به في أي وقت وحضته على أن يحمل جديداً في موضوع التشكيلة الحكومية باعتبار أن صيغة 13 + 10 + 7 التي حملها سابقاً لم ترض بها قوى المعارضة والقيادة السورية.

وتعتبر التشكيلة الوزارية عقدة كأداء يخشى سياسيون ودبلوماسيون في بيروت أن تكون جهات محلية وخارجية تتلطى خلفها لأنها في الأصل لا تريد أن يكون للبنان رئيس جمهورية ولأن استقلالية العماد سليمان في قرارته تثير مخاوف لديها.

وسيكون وصول موسى لبيروت قبل خمسة أيام من حلول موعد 11 فبراير / شباط الذي حدده رئيس مجلس النواب وحركة quot;أملquot; نبيه بري للجلسة الرابعة عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية. علماً أن الجلسات السابقة كلها قاطعها نواب المعارضة ومنهم نواب الكتلة التي يترأسها بري نفسه، مما حال دون اكتمال نصاب الثلثين اللازم لانتخاب رئيس.