بيروت: عندما هدد امين عام حزب الله حسن نصر الله بالرد على اغتيال المسؤول العسكري في الحزب عماد مغنية ، اعلنت اسرائيل انها تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد. وبات اللبنانيون، المؤيدون لحزب الله والمعارضون له في حالة من الترقب خاصة وان الكلام عن حرب قادمة يثير في لبنان الخوف بعد تجربة حرب يونيو/ تموز عام 2006 وانعكاساتها.
ومع اقتراب ذكرى الاربعين لاغتيال مغنية رفعت اسرئيل حالة التأهب وسط كلام لمسؤولين اسرائيليين عن توقع الرد قبل هذه الذكرى او في حدودها وان كان نصر الله لم يحدد تاريخا زمنيا لذلك.
وعلى الرغم من الازمة السياسية الحادة التى يعيشها اللبنانيون الا ان المخاوف من رد ورد على الرد بلغت حدودا عالية.
وعبرت مريم وهي في العقد السادس عن خوفها من انعكاسات رد حزب الله وقالت quot; لماذا يهدد الحزب بالرد واذا ما كان من رد فليكن من سوريا وليس من لبنان لان مغنية قتل في دمشق في منطقة امنية ولم يقتل في لبنان quot;.
في ضاحية بيروت الجنوبية المزدحمة التي تختلف عن غيرها من المناطق نتيجة الكثافة السكانية، سلم غالبية من التقيناهم الامر الى امين عام حزب الله.
وقال حسين وهو بائع جوال quot; ان السيد نصر الله هو الذي يقرر ونحن نقول عليه ان يرد لان اسرائيل قتلت مغنية وعليها ان تدفع الثمن حتى ولو ردت اسرائيل ودمرت لبنان لان كرامتنا فوق كل اعتبارquot;.
وقال فارس وهو صاحب محل لبيع الاثاث ان الحزب يجب ان يرد quot;فالعين بالعين والسن بالسن والبادىء اظلمquot;
وفي محل اخر في شارع رئيسي في ضاحية بيروت الجنوبية جلس رجل اقترب من سن التقاعد يقرأ احدى الصحف المقربة من المعارضة وعندما سئل عما لفته مما قرا ضحك وقالquot; ان خبر تعدد الزيجات بين عناصر قوات الطوارىء العاملة على الحدود مع اسرئيل وبنات من الجنوب هو بادرة خير quot;.
لكنه عندما سئل هل يجب ان يرد حزب الله بدا اكثر قلقا:quot; حزب الله لا يجب ان يرد الان لان البلد لا يحتمل حرب تموز جديدة فهو سينهار والناس لم تعد تحتمل .quot;
في الجانب الاخر من بيروت او ما كان يعرف ببيروت الشرقية اثناء الحرب كانت المخاوف واضحة quot; فالدولة هي التى يجب ان تهتم برعاياها وليس حزب يقيم دولة ضمن الدولة ويجر البلاد متى يشاء الى حرب جديدةquot;.
ذلك هو ما قاله شربل الذي يعيش هو وزوجته بعد ان ارسل كل اولاده للعمل في الخارج لان الوضع في لبنان صعب، وهو من جهته جهز جواز سفره استعدادا للرحيل عند بدء الضربات الاسرئيلية التى يقول انهاquot; ستحرق الاخضر واليابس هذه المرةquot; .
يذكر انه سبق لتهديد حزب الله بعد اغتيال عماد مغنية المسؤول العسكري في الحزب ان اثار سجالا داخليا هو انعكاس لانقسام الداخلي حول دور لبنان وموقعه في الصراع في المنطقة. وسيكون رد حزب الله عنونا لمزيد من الانقسام خاصة بضوء رد الفعل الاسرائيلي عليه.
ندى عبد الصمد
التعليقات