سراييفو: اتخذت صربيا موقفا نهائيا بمقاطعة قمة حلف الناتو المقرر عقدها مطلع الشهر المقبل في العاصمة الرومانية لتكون بذلك الدولة الاوروبية الوحيدة التي ستغيب عن هذه القمة في خطوة احتجاجية ضد حلف الناتو الذي اعترفت معظم دوله باستقلال كوسوفو.
وقال وزير الدفاع دراغان شوتانوفاتس في بيان للوزارة انه في الوقت الذي سيعقد فيه المؤتمر سيكون على بعد الاف الكيلومترات في زيارة رسمية للجزائر حيث من المقرر ان يوقع هناك عددا من الاتفاقيات تتضمن تكليف صربيا اعادة صيانة الدبابات الصربية الصنع التي كانت قد باعتها للجزائر قبل انهيار الاتحاد اليوغسلافي قبل حوالي 16 عاما.
ورات رئيسة معهد العلاقات الدولية في زغرب والمحللة السياسية المعروفة اندريا فيدلمان في حديث مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) أن موقف بلغراد لايمكن وصفه بأنه موقف احتجاجي فقط لانه يعكس مدى اصرار صربيا على موقفها المتشدد في سياستها الخارجية ضد حلف الناتو والدول الغربية وتقاربها مع روسيا.
وذكرت ان هذا الامر يوحي بولادة معسكر شرقي جديد وريث لحلف وارسو الذي انهار مع انهيار الاتحاد السوفييتي السابق في نهاية ثمانينات القرن الماضي.
واضافت أن سيناريو تأسيس حلف جديد لمواجهة توسع حلف الناتو اصبح وشيكا في ظل توحد المصالح المتشركة بين روسيا وصربيا وتصاعد روح العداء الشعبي والرسمي ضد الناتو والدول الغربية اضافة الى العديد من العوامل الاجتماعية والعرقية والدينية التي ساهمت في تقارب البلدين بعد انتهاء روسيا من الانشغال بمشاكلها في الشيشان الامر الذي سيدخل المنطقة في مرحلة عدم استقرار تتنافس فيها القوى الكبرى على فرض هيمنتها على هذا الجزء من العالم.
وقالت فيديلمان ان بلغراد بدأت بسلوك طريق اللاعودة في سياستها المناهضة للغرب وان تسريبها لانباء عن نيتها السماح لروسيا بفتح قواعد عسكرية مزودة بأسلحة متطورة يبين مدى جدية بلغراد في سياستها ومدى تمسكها بصوغ تحالف دائم مع روسيا.
واعتبرت أن نفوذ صربيا في البوسنة والهرسك عن طريق كيان صرب البوسنة قد يقحم البوسنة في دوامة الصراع والتنافس بين حلف الناتو و روسيا خاصة اذا ما ادركت حقيقة ولاء قادة صرب البوسنة لبلغراد في وقت يوالي فيه الجانبان المسلم والكرواتي الناتو والاتحاد الاوروبي في دولة واقعة تحت سيطرة قوات الناتو الامر الذي سيؤدي الى توسيع دائرة الصراع لتشمل البوسنة والهرسك ايضا.