فيينا: إستبعد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن يلتقي قريبا مع المفاوض الإيراني المسؤول عن متابعة الملف النووي الإيراني سعيد جليلي. وقال سولانا في تصريح على هامش مشاركته في اعمال الاجتماع الوزاري الاخير غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في سلوفينيا انه على الرغم من التصريحات الايرانية التي تشير الى رفض طهران مواصلة محادثاتها مع الدول الكبرى الا ان الاتحاد الاوروبي ابقى الباب مفتوحا لاستئناف هذه المحادثات.

واعرب عن امله في ان تراجع طهران موقفها الاخير وتعود الى طاولة المفاوضات من اجل التوصل الى تسوية شاملة للمسائل العالقة بين ايران والمجتمع الدولي خصوصا بعد قرار مجلس الامن الاخير 1803 الخاص بتشديد العقوبات الدولية على طهران بسبب عدم تخليها عن انشطة تخصيب اليورانيوم.

وكشف سولانا في ذات الوقت عن ان الاتصالات الهاتفية مع الايرانيين quot;لم تنقطعquot; في حين يعود آخر لقاء له بالمسؤولين الايرانيين الى شهر يناير الماضي أي قبل استصدار قرار مجلس الامن الاخير رقم 1803. وردا على سؤال حول احتمال اجراء لقاء تحضيري بين الجانبين خلال الاسابيع القادمة في فيينا او بروكسل قال سولانا quot;دعونا ننتظر ونرى كيف سيتعامل الايرانيون مع المهلة التي حددها لهم قرار مجلس الامن الاخير ونقوم على اثرها بتقييم الوضع وبحث امكانية تحديد موعد جديد للقاء مع الايرانيينquot;

وفيما اذا كان يعتزم زيارة ايران خلال الفترة المقبلة في محاولة لكسر الجمود الحاصل في المفاوضات بين الجانبين خصوصا مع اعلان احمدي نجاد رفضه لاستئناف المحادثات مع الدول الكبرى قال انه لا يخطط في الوقت الراهن لزيارة طهران. واشار الى انه بانتظار ان يتبلور الموقف اكثر بعد ان تنتهي مهلة الثلاثة اشهر التي حددها مجلس الامن لايران من اجل تنفيذ مطالب اساسية ابرزها تسوية ما تبقى من المسائل العالقة في برنامجها النووي الايراني.

وكانت ايران قد نددت بقرار مجلس الامن 1803 وقالت بانه يتعارض مع مضمون وروح قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانه صدر وفقا لاعتبارات وصفتها بانها سياسية تجاهلت الحقائق الفنيةالخاصة بالبرنامج النووي الايراني. يذكر ان ايران تتفاوض منذ قرابة عامين مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا ممثلا عن مجموعة دول (خمسة زائد واحد) اي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بالاضافة الى المانيا دون التوصل الى أي اتفاق لغاية الان. وترفض طهران الاستجابة لمطالب هذه الدول بشان تعليق انشطتها النووية الحساسة المتصلة بتخصيب اليورانيوم وتصر على ما تعتبره حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بغية توليد الطاقة الكهربائية.

وردا على سؤال حول موقفه من حزب الله وحماس خصوصا مع تلميحات لوزير الخارجية الفرنسي كوشنير بانه لا يوجد ما يمنع من الاتصال بمثل هذه المنظمات عبر ما وصفه بآلية او ما يشبه منتدى سياسيا للحوار قال سولانا ان موقف الاتحاد الاوروبي ودستوره واضح بهذا الخصوص وهو انه لا يحق لنا التفاوض مع المنظمات المدرجة على قائمة الارهاب مبينا بان الاتحاد الاوروبي لا يستطيع تغير سياسته بهذا الخصوص دون صدور قرار صريح بهذا الخصوص من جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.