اتهامات متبادلة بين الطرفين
الداخلية المغربية تمنع نشاطاً للحزب الإسلامي المعارض


إسماعيل المهدي من الدار البيضاء: شارك كل من الحسن الداودي وعبد الله باها وعبد العزيز رباح، أعضاء الأمانة العامة لحزب quot; العدالة والتنمية quot; الإسلامي المعارض، في وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة قلعة السراغنة، نواحي مراكش، أول أمس الاثنين. الوقفة الاحتجاجية، التي حضرها برلمانيون عن الحزب وأعضاء فرعه الجهوي بالمدينة، جاءت إثر عدم ترخيص عامل المدينة للحزب الإسلامي باستغلال قاعة تابعة للمجلس البلدي للمدينة لتحتضن محاضرة كان سيقدمها الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني قبل أسبوعين. قياديو العدالة والتنمية راسلو وزير الداخلية شكيب بنموسى لاستفساره حول ما اعتبروه quot; منعا quot; لأمينهم العام من تنظيم نشاط حزبي.

من جهته أوضح مسؤول من وزارة الداخلية المغربية، أن أطر العدالة والتنمية بمدينة قلعة السراغنة لم يحترموا الإجراءات المسطرية التي يفرضها القانون للحصول على ترخيص باستعمال قاعة عمومية، مشددا على أن السلطات المحلية نبهت المعنيين بالأمر إلى quot;العيوبquot; التي رصدتها في الوثائق التي تقدموا بها، بيد أنهم لم يقوموا بأي إجراء لتدارك الموقف.

غير أن السياق الذي جاءت فيه هذه الواقعة، جعل عبد العزيز رباح القيادي بالحزب الإسلامي يتحدث عن quot;تحرشاتquot; وquot;استفزازاتquot; من طرف وزارة الداخلية ضد حزب العدالة والتنمية. فقد امتنعت سلطات مدينة الرباط مرتين عن التصريح لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، التابعة للحزب الإسلامي، بتنظيم وقفة احتجاجية ضد ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وذلك quot;لاعتبارات أمنيةquot;.

كما امتنع عامل إقليم تارودانت (جنوب المغرب نواحي أكادير) عن الترخيص لحزب العدالة والتنمية باستعمال قاعة عمومية في تنظيم نشاط إشعاعي يشارك فيه أحد برلمانيي الحزب الإسلامي، كما عملت السلطات المحلية بالمنطقة على نزع اللافتات المعلنة عن هذا النشاط، استنادا إلى أحد المستشارين الجماعيين للحزب الإسلامي بالمنطقة. نفس السيناريو حدث في مدينتي آسفي وأكادير اللتين منع فيهما نشاطان لشبيبة العدالة والتنمية في إطار quot;الحملة الوطنية للأخلاق.

وبينما يشدد لحسن الداودي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على أن المسألة لا تتعلق بتوجه جديد في الدولة يستهدف حزبه، يرى محمد ضريف، الأستاذ الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن هناك جهات داخل الدولة أزعجها إشهار الحزب الإسلامي لورقة الأخلاق من خلال تنظيم شبيبته لquot;الحملة الوطنية للأخلاقquot; وتعامل الحزب مع ما تلا quot;الزواج المزعوم للشواذquot; بمدينة القصر الكبير شهر نونبر من السنة الماضية. ضريف اعتبر أيضا أن هذه الجهات تحاول استغلال بعض الأحداث لتغيير سياسة الدولة تجاه العدالة والتنمية، مثل ما حدث مع تفكيك خلية بلعيرج الإرهابية، والتي اعتقل فيها أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية.

*تصوير رشيد تنيوني