سيؤول: قالت مصادر مطلعة في واشنطن الجمعة أن مندوبين عنها سيلتقون بنظراء لهم من كوريا الشمالية الأسبوع المقبل في محاولة لبحث سبل دفع تسوية الملف النووي لبيونغ يانغ بعد وصول الجهود المبذولة في هذا الإطار إلى حائط مسدود. وقالت المصادر إن الاجتماع سيعقد الثلاثاء في مكان لم يحدد بعد، وان وكيل وزارة الخارجية الأميركية، كريستوفر هيل، سيمثل واشنطن في اللقاء بينما ستتمثل كوريا الشمالية بنائب زير خارجيتها، كيم كي جوان.

وتأتي تلك التطورات لتخرق الجدار المحيط بالأزمة الكورية بعدما عاد التوتر ليتصاعد على جانبي الحدود في الجزيرة المقسمة إذ نقلت تقارير إعلامية الخميس أن جيش كوريا الشمالية رد على احتجاج قيادة الشطر الجنوبي من البلاد حيال التهديدات العسكرية التي وجهها لها بتحذير شديد اللهجة، هدد فيه بأخذ quot;إجراءات مضادةquot; لم يحددها، ليتفاقم بذلك التوتر الذي تعيشه شبه الجزيرة الكورية إلى درجات غير مسبوقة.

وجاء ذلك بالتزامن مع اجتماع الرئيس الكوري الجنوبي، لي مايونغ-باك، إلى كبار جنرالاته في سيؤول لتدارس الأزمة التي اشتعلت بعد تلميح الجنرالات إلى احتمال تنفيذ ضربة وقائية ضد المنشآت النووية في كوريا الشمالية، والذي ردت عليه بيونغ يانغ بالتلويح بأنها ستحول شقيقتها الجنوبية إلى quot;رماد.quot;

ونقلت وكالة quot;يونهابquot;الكورية الجنوبية التحذير الشمالي الخميس دون الإشارة إلى مصدره، واكتفت بالقول أن جاء عبر بيان أرسله جنرال كوري شمالي، ولم تصدر حتى الساعة تعليقات رسمية من وزارة الدفاع في سيؤول. ونقلت الوكالة أن اجتماع باك مع كبار جنرالاته شهد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي أن تصريحات رئيس هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة، الجنرال كيم تاي-يانغ قد أمام جلسة برلمانية رسمية حول احتمال توجيه ضربة وقائية إلى المرافق النووية في الشطر الشمالي quot;مبررة.quot;

وقال باك: quot;ما قاله رئيس هيئة الأركان المشتركة يمثل رداً طبيعياً وعادياً، ولا يجب أن يُمنح تفسيرات مختلفة، وفي هذا الإطار يمكن القول إن الاستفزازات التي قامت بها كوريا الشمالية غير مرغوب بها.quot; وحث باك قادة النظام الشيوعي في بيونغ يانغ على العودة إلى طاولة المفاوضات، وأقر بوجود التوتر على الحدود بين البلدين منذ تسلمه منصبه، غير أنه استبعد تطور الأزمة الحالية إلى مواجهة مسلحة.

وكان رئيس هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة قد أعلن أمام جلسة برلمانية قبل ثمانية أيام، أن الجيش قد يشن ضربة وقائية على المواقع النووية في كوريا الشمالية، حال محاولتها شن هجوم نووي على بلاده. وطالبت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية باعتذار عن تصريحات تاي-يانغ، الذي قال مكتبه إن تصريحاته أخرجت عن سياقها، بينما هدد الجيش الشمالي بتحويل الشطر الجنوبي إلى quot;رماد.quot;

ونقلت صحيفة quot;شوصون شينبوquot; التي تصدر في اليابان وتعد لسان حال نظام بيونغ يانغ، أن الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية يعد quot;أسوأ مرحلة مواجهاتquot; بين الشطرين منذ تجربة كوريا الشمالية النووية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2006quot;، وفقا الأسوشيتد برس.

وأوردت الصحيفة أن موقف كوريا الجنوبية يؤثر سلباً على مسار عملية تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي، ونشرت الصحيفة ما مفاده أن الطائرات الحربية الكورية الشمالية، قامت بعشر طلعات جوية قرب الحدود، وأنها عادت أدراجها بعد أن تصدت لها مقاتلات كوريا الجنوبية.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر حكومية وعسكرية لم تسمها، أن خمسة من تلك الطلعات وقعت الجمعة، ذات اليوم الذي أطلقت فيه كوريا الشمالية سلسلة صواريخ بحر-بحر قبالة السواحل الغربية لشبة الجزيرة الكورية. وحذر النظام الشيوعي في كوريا الشمالية أنه quot;سيمحي ودون رأفة أي قطع بحرية عسكرية كورية جنوبية تنتهك مياهه الإقليمية.quot; ويشار إلى أن الحرب الكورية، من 1950 إلى 1953، انتهت بوقف لإطلاق النار بين الكوريتين، مما يعني أن الجانبين في حالة حرب، تقنياً.