دالاس : لو سقط الاقتصاد الاميركي في حالة ركود فهل سيمكن لمرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية جون مكين الفوز في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني القادم؟ يقول محللون ومؤرخون بأن ذلك غير مرجح.. فقط اسأل جيمي كارتر أو هربرت هوفر اللذين خسرا محاولة اعادة انتخابهما في 1980 و1932 في ظل تراجع الاقتصاد.

وبددت عثرات اقتصادية سابقة آمال رؤساء ومرشحي الرئاسة من الحزب الجمهوري للوصول للبيت الابيض. ويمكن أن يمتد هذا الاثر حتى بعد انتهاء الركود كما اكتشف جورج بوش الاب عندما خسر أمام بيل كلينتون في عام 1992.وكان الاستثناء الوحيد هو اعادة انتخاب هاري ترومان في عام 1948 مع بداية فترة كساد لكن هذه الفترة تعتبر على نطاق واسع واحدة من أسوأ الفترات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة.

والاقتصاد هو القضية الوحيدة التي لكل شخص نصيب منها وبالتالي رأي فيها الامر الذي يجعله مسألة محورية في الانتخابات. وفي العام الماضي نما الاقتصاد الاميركي بنسبة 2.2 في المئة وهو أبطأ نمو له منذ 2002 ويتوقع الكثير من خبراء الاقتصاد حدوث ركود هذه العام مع انتشار أزمة في صناعة الاسكان.ويعرف الركود عادة بأنه مرور ربعين سنويين متعاقبين بنمو اقتصادي سلبي.

ويعني هذا أن انتخابات نوفمبر تشرين الثاني ستكون شبه مضمونة لمن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي سواء كان باراك أوباما أو هيلاري كلينتون لان الرئيس جورج بوش وحزبه الجمهوري سيتحملون اللوم على نطاق واسع لاي مشاكل اقتصادية يعاني منها الاميركيون.

وقال أندرو كوهوت رئيس مركز بيو للبحوث quot;الاقتصاد الضعيف سيساعد على الارجح مرشح الحزب الديمقراطي لسبيين: أولهما هو أن بوش في السلطة وهو جمهوري والناس يميلون للوم الرئيس وحزبه على مشاكلهم الاقتصادية...كما أن الحزب الديمقراطي يتمتع بصورة أفضل في التعامل مع القضايا الاقتصادية.quot;

وكشف استطلاع أجراه مركز بيو وشمل 1503 أميركيين في جميع أنحاء البلاد أن 11 في المئة فقط يعتقدون أن الاقتصاد في حالة ممتازة أو جيدة بالمقارنة مع 17 في المئة في أوائل فبراير شباط و26 في المئة في يناير كانون الثاني.لكن الاميركيين لم يكونوا على نفس القدر من السلبية بشأن شؤونهم الخاصة اذ رأى نحو 47 في المئة أن أحوالهم المالية الشخصية ممتازة أو جيدة مقارنة مع 51 في المئة اعتبروها سيئة أو عادية.

لكن بعض المحللين يقولون ان المفاهيم العامة بشأن الاقتصاد هي التي لها الاثر الاكبر على التصويت وليس الاحوال الشخصية.وقال ديفيد ابستين وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة كولومبيا quot;الناس تهتم بأموالها الشخصية لكن الابحاث تظهر أن الناس يصوتون متأثرين بالوضع العام للاقتصاد وليس بظروفهم الاقتصادية الشخصية.quot;وأضاف أن السبب في ذلك قد يرجع الى أن الناس يساورها القلق من أي يؤدي تراجع الاقتصاد الى تدهور نمط حياتهم ومعاشاتهم وأعمالهم.

واذا سقط الاقتصاد الاميركي بالفعل في هاوية الركود فقد لا يعلن ذلك الا بعد الانتخابات لكن سجلات التاريخ تظهر أن تدهور الاقتصاد لن يأتي بأنباء طيبة لمكين.ووضع راي فير وهو خبير اقتصادي في جامعة ييل نموذجا لمقياس اقتصادي للانتخابات الرئاسية باستخدام بيانات ترجع الى عام 1916.يشير هذا المقياس الى أنه اذا تراجع الاقتصاد الاميركي على أساس فردي بنسبة 1.5 في المئة في الارباع الثلاثة الاولى من عام 2008 فسيحصل المرشح الجمهوري في السباق الانتخابي على أقل من 46 في المئة من الاصوات.وقال quot;أعتقد أنه لو حدث ركود فمن غير المرجح بدرجة كبيرة أن يفوز الجمهوريون.quot;