زيمبابوي: خشية أن يفقد وظيفته في بلد تصل فيها نسبة البطالة إلى 80 بالمائة، قال ضابط شرطة زيمبابوي إنّه، مع زملائه، صوّتوا لمصلحة الرئيس روبرت موغابي، وذلك بصفة علنية. وقال الضابط، الذي اكتفى بتقديم اسمه على أنّه quot;ويليامquot; في تصريحات نادرة، إنّ quot;موغابي هو من يوظّفنا. وإذا كنت لا تريد أن تصوت لموغابي فعليك إذن أن تملأ رسالة الاستقالة حتى تغادر قوات الشرطة.quot;

وأضاف quot;في واقع الأمر طلب منا رؤساؤنا أن نصوت لموغابي.quot; ولا يعدّ فقط أمرا نادرا وإنما ينطوي أيضا على درجة كبيرة من الخطورة أن يتحدث أحد أعضاء قوات الشرطة في زيمبابوي للصحافة. وتحدث ويليام، وفي العقد الثالث من العمر إلى صحفي-لم يتمّ الكشف عن اسمه لدواع أمنية- خلف سيارة في منطقة نائية من المدينة التي يعمل فيها.

وتسلّط قصّته الضوء على الضغوط المالية التي يتعرض الكثير من الزيمبابويين للحفاظ على الحكومة الحالية في موقع السلطة، رغم أنّها تعدّ بقيادة موغابي المسؤولة على الأزمة الاقتصادية. وويليام والد لطفلين، سلّط الضوء أيضا على الظروف الصعبة التي يمارس فيها زملاؤه أعمالهم.

فقد قال quot;لقد التحقت بصفوف الشرطة في عقد التسعينات من القرن الماضي وكانت بحوزتنا العديد من السيارات، أما الآن فليس لدينا أي شيء.quot;
وأوضح أنه يتعين على رجال الشرطة في بعض الأوقات المشي مسافة تصل إلى 25 كلم سيرا على الأقدام للتحقيق في مسرح جريمة ما، وإثر ذلك يتعين عليهم أيضا شراء الأوراق التي يكتبون عليها تقاريرهم.

وقال quot;أنا أقول لكم إنّ الشرطة تعبت. لقد تعبت من هذه الحكومة.quot; وسمعة رجال الشرطة في زيمبابوي سيئة للغاية لاسيما فيما يتعلق باستخدامها العنف لفرض سياسات موغابي. وظهر عدد من رجال الشرطة على شاشات التلفزيون وهم يعتدون على نساء كنّ يتظاهرن في خطوط توزيع المساعدات الغذائية احتجاجا على الوضع الاقتصادي المتدهور. غير أنّ منظمة نسائية حقوقية في زيمبابوي أوضحت لاحقا أنّ عددا من عضواتها شاهدن عددا من رجال الشرطة وهن يعودون بعد المظاهرة لمساعدة المرأة التي سبق أن اعتدوا عليها بالعنف.

وقال ويليام quot;نعم هذا صحيح. فنحن في بعض الأحيان نقف خلف رؤسائناquot; مشيرا إلى أنّهم في بعض الأحيان يكونون مجبرين على استخدام العنف بناء على أمر رؤسائهم وتحت وطأة طردهم من وظائفهم. وأوضح quot;نحن نعرف أنّ ذلك غير قانوني ولهم الحق في التظاهر وفي القيام بأي شيء شريطة أن لا يكونوا بصدد انتهاك قوانين البلاد.quot;

وقال ويليام إن لديه، مع العديد من زملائه، أملا كبيرا في انتخابات هذا العام. وبدلا من الإدلاء بصوته في مركز اقتراع، قال ويليام إنّه جلس تحت جذع شجرة مع زملائه حيث قدّم لهم رئيسهم في العمل صندوقا أدلوا فيه بأصواتهم. وقال إنّ الصندوق يحمل اسم منطقة لم يسبق له العيش فيها. وأضاف quot;قائد فرقتنا كان يتصرف مثل مدرّس حيث يدلنا على المكان الذي ينبغي أن نضع فيه أصواتنا. هل يمكن أن يكون هذا اقتراعا.quot;