خلاف على الاولويات بين الاكثرية والمعارضة
لبنان: تعثر الحلول ودعوات الحوار وترجيح إرجاء انتخاب الرئيس


بيروت: يقترب الموعد الثامن عشر المحدد لانتخاب رئيس جديد للبنان من دون ان يلوح في الافق ما يبشر بحصول هذا الانتخاب في 22 نيسان / ابريل، في وقت تبدو دعوة وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحوار الداخلي متعثرة بسبب خلاف على الاولويات بين الاكثرية والمعارضة. ودعا بري الى حوار يكون محوره الرئيسي الاتفاق على قانون الانتخابات النيابية، كون الاتفاق على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية امرا محسوما. الا ان معظم شخصيات الاكثرية وعلى راسهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، رفضوا الحوار مؤكدين ان الاولوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس الجمهورية الذي شغر منصبه منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر ولتصحيح العلاقات اللبنانية السورية.

وتتهم الاكثرية الوزارية والنيابية في لبنان دمشق بتعطيل انتخاب رئيس ومنع الحل في لبنان، بينما تؤكد المعارضة ان هناك تباينا في نظرة الاطراف اللبنانيين الى ملفات عدة. وتساءل بري اليوم الاحد، ردا على رفض اقتراحه عقد طاولة حوار، quot;اذا كان الحوار بين اللبنانيين ممنوعا فانني اسأل ما هو المسموح؟ ومن لا يريد الحوار فليعطنا البديلquot;. واعلن بري، بحسب ما نقله عنه وفد من نقابة المحررين في حديث تم توزيعه، ان quot;المبادرة العربية هي في منتصف طريق مسدود وان الحوار الذي ادعو اليه هو لانقاذها ولدعمها. فاذا لم ننعش المبادرة بالحوار وصلت الى طريق مقفلquot;.

واطلقت المبادرة العربية حول لبنان في كانون الثاني/يناير. وتدعو الى انتخاب قائد الجيش مرشحا توافقيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس الصوت الوازن والاتفاق على قانون للانتخابات النيابية. الا انها لم تنجح في الوصول الى نتيجة حتى الآن. وقال بري quot;الذي يرى ان المبادرة العربية ليست في حاجة الآن الى انعاش يكون لا يعرف بالسياسة. المبادرة العربية الآن اذا لم يساعدها الحوار اللبناني - اللبناني انتهت وسقطتquot;.

وقال رئيس الحكومة من جهته لصحافيين الجمعة ان quot;المشكلة في لبنان لها مساران: اما انتخاب رئيس جمهورية في اقرب وقت، واما تسليم الامر الى جامعة الدول العربية التي تدرس حاليا خطوات وآليات جديدة لحل الازمةquot;. واضاف، بحسب ما جاء في كلامه الذي وزعه المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء، quot;ان القادة العرب اصبحت لديهم قناعة بان سوريا هي المعطل الرئيسي لعملية الانتخاب وبضرورة تصحيح العلاقات اللبنانية السوريةquot;.


وراى النائب علي بزي من حركة امل التي يرئسها بري ان quot;السنيورة ينفي التباين اللبناني اللبناني حول الملفات الداخليةquot;. وكان السنيورة قام اخيرا بجولة عربية شملت مصر والسعودية والامارات وقطر والبحرين. وسيستكملها قريبا بجولة اخرى تشمل الكويت والاردن والمغرب. ويهدف السنيورة من خلال جولاته الى شرح quot;الدور السوري المعطل لانتخابات الرئاسة في لبنانquot;، وهو ما كان تحدث عنه في الكلمة التي القاها عشية انعقاد القمة العربية في دمشق في 29 آذار/مارس، والتي طالب فيها بعقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب للبحث في ازمة لبنان.

وافاد مصدر وزاري رافضا الكشف عن هويته ان مسألة انعقاد اجتماع وزاري عربي تبدو معقدة بعض الشيء بسبب ترؤس سوريا للقمة العربية حاليا.
الا انه اشار الى التوصل الى اتفاق على هامش الاتصالات التي اجراها رئيس الحكومة، على ان يجري الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالا بدمشق لجس النبض حول موقفها من مسألة بحث الوضع اللبناني عربيا. في خط مواز، بدأ بري ايضا تحركا عربيا لشرح اهمية دعوته الى الحوار، وزار سوريا الاثنين.

وقال النائب بزي ان بري طلب موعدا من المملكة العربية السعودية لزيارتها، وان quot;المعنيين يعرفون المواعيد المطلوبة لهذه الزيارةquot;، رافضا الكشف عن تفاصيل اضافية quot;لاسباب امنيةquot;. واعتبر النائب في الاكثرية مصطفى علوش ان بري يعمل quot;على اضاعة الوقت ويغطي السوريين في تعطيلهم لانتخابات الرئاسةquot;.

واشار الى ان quot;الاولوية بالنسبة الى الاكثرية هي انتخاب رئيس للجمهورية على ان يجري بعد ذلك حوار برعاية رئيس الجمهورية يتناول القضايا الاخرى من قانون انتخابي وغيرهquot;. وتحدث علوش عن quot;اجواء تصل من خلال الدبلوماسيين تشير الى اتجاه سوري ايراني لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الاميركيةquot; المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2008.

وحذر بزي من جهته من ان عدم التحاور والتأخير في الاتفاق على quot;السلة الرئاسيةquot; قد quot;يودي بنا الى العلامة الصفراءquot;، اي اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 2009 التي ستصبح هي الاولوية. وتطالب المعارضة باتفاق متكامل على الرئيس وتركيبة الحكومة المقبلة وقانون الانتخابات. ورأى بزي ان عقد جلسة نيابية لانتخاب الرئيس في 22 نيسان/ابريل quot;مرهون بحصول تقدمquot; في هذه الامور. وتطرق بري من جهته الى خطر تاخر الاتفاق وانتخاب الرئيس، فقال quot;بعد اربعة او خمسة اشهر تبدأ المطالبة بحكومة انتقالية تحضر للانتخابات (النيابية) يكون رئيسها حياديا او على الاقل وزير داخليتها حيادياquot;.