كولومبو : افادت حصيلة غير رسمية ان 185 جنديا سريلانكيا سقطوا بين قتيل ومفقود اثر هجوم شنه الجيش السريلانكي الاربعاء على المتمردين التاميل وتحول الى هزيمة نكراء هي الاشنع له منذ سنوات.ويصعب الحصول على حصيلة دقيقة لهذه المعارك التي تجري بعيدا عن الانظار وعن اعين الكاميرات في غالب الاحيان. اذ تفرض وزارة الدفاع تعتيما على الاعلام وتصدر بيانات حافلة بالانتصارات سرعان ما يكذبها المتمردون التاميل.

الا ان مصدرا عسكريا رفض كشف هويته اقر ان الجيش فقد خلال هذه المعركة الرهيبة التي دارت الاربعاء في شبه جزيرة جفنا الشمالية quot;185 رجلا بينهم 20 في عداد المفقودينquot;.وافادت الحصيلة الرسمية عن مقتل 43 جنديا وفقدان 33 آخرين.واكد نمور التاميل انهم قتلوا 100 عسكري واصابوا 500 لكن وزارة الدفاع ردت ان اكثر من 100 متمرد قتلوا خلال المعركة في حين اقر المتمردون بسقوط 25 من عناصرهم.

وتعتبر هذه الحصيلة اكبر خسارة تتكبدها القوات السريلانكية في يوم واحد منذ سنوات. وكانت اخر نكسة شهدها الجيش وقعت في تشرين الاول/اكتوبر 2006 في جفنا عندما قتل 129 من جنوده.وفي مؤشر على توتر اعصاب السلطات لم يسمح للمصورين والصحافيين منذ الاربعاء بالتوجه الى المستشفيات لمعرفة عدد القتلى والاصابات، وهو ما نددت به حركة الاعلام الحر المحلية التي طلبت من الحكومة والمتمردين التاميل احترام quot;حق الاعلامquot;.

ويتواجه المعسكران يوميا في الشمال -الذي يشكل جزء منه دويلة اقامها المتمردون بالامر الواقع- ويصدران ارقاما خيالية حول خسائر الطرف المقابل يستحيل التحقق منها لدى مصادر مستقلة حيث تمنع الحكومة الوصول الى خط المواجهة.

وتقدر كولومبو عدد المتمردين بنحو ثلاثة الاف رجل، لكنها تعلن بعد ذلك انها قتلت منهم 3105 منذ الاول من كانون الثاني/يناير وانها لم تخسر سوى 223 جنديا.وتتخبط سيلان السابقة الذي استقلت في الرابع من شباط/فبراير 1948 والتي تعد عشرين مليون نسمة، في اقدم نزاع تشهده القارة الاسيوية في حرب تتوالى فيها فترات المعارك والاعتداءات والهدوء.

ويقاتل نمور التاميل الهندوس منذ 1972 من اجل استقلال شمال وشمال شرق ذلك البلد الذي يعد 75% من السنهاليين البوذيين. وقتل ما بين ستين الى سبعين الف شخص خلال ثلاثة عقود والالاف منذ استئناف اعمال العنف في نهاية 2005 اثر انتخاب الرئيس القومي ماهيندا راجاباكسي.وتشتد حدة اعمال العنف في الشمال منذ كانون الثاني/يناير عندما تم نقض اتفاق وقف اطلاق النار المبرم بصعوبة في شباط/فبراير 2002 برعاية النروج.

وكانت الحكومة بعد انسحاب نمور التاميل في تموز/يوليو 2007 من شرق الجزيرة، تامل في القضاء على التمرد بحلول الصيف بتصفية اخر جيوب المقاومة في الشمال. لكن سريلانكا كانت دائما تسيء تقدير قدرة حركة التمرد على الرد حسب الخبراء وقال المحلل اقبال اتهاس ان quot;الجيش لم يتعلم شيئا من اخطاء الماضي والتاريخ يعيد نفسهquot;.

ويملك المتمردون جيش مشاة وقوات بحرية وحتى طائرات صغيرة، في حالة فريدة من نوعها لحركة تمرد في العالم.ويرتكبون اعتداءات انتحارية تستهدف بالخصوص العسكر لكنهم لا يرحمون المدنيين.وعزز نمور التاميل خطوط دفاعهم في الشمال رغم انهم يقاتلون على ثلاث جبهات في حين عجزت هيئة اركان السريلانكية على اختراق خطوطهم بدباباتها وطائراتها المقاتلة وبطاريات مدافعها.