طلال سلامة من روما: تعود قوارب وزوارق تجار المهاجرين غير الشرعيين لاستهداف جزيرة quot;لامبيدوزاquot; الإيطالية مرة أخرى. ما يضيف هذه التراجيديا الجديدة الى كوارث وضحايا بشرية تخزن جزيرة quot;لامبيدوزاquot; ذكرياتها في قاع البحر. يوم الأمس، تمكنت الزوارق السريعة للبحرية الإيطالية من إنقاذ 400 مهاجر غير شرعي من الموت المحتم قرابة جزيرة quot;لامبيدوزاquot; التي يمكن الوصول إليها من السواحل الليبية خلال بضع ساعات فقط. بيد أن أحوال الطقس السيئة وأمواج البحر المرتفعة حالت دون أن تنجح البحرية الإيطالية في نقل جميع مع كانوا على قارب قدر عددهم ب237 مهاجر. إذ لقي مهاجر لم تعرف هويته بعد حتفه غرقاً.

الى اليوم، لم يعط التعاون بين ليبيا وإيطاليا أي ثمرة عملية على الرغم من جهود حكومة روما في تمويل تسيير دوريات مشتركة إيطالية-ليبية لمراقبة السواحل الليبية خصوصاً من أين تنطلق، لا سيما في فصلي الربيع والصيف، زوارق تجار البشر متوجهة الى جزر ايطاليا وسواحلها، في أغلب الأحيان. فيما تستهدف القوارب المنطلقة من المغرب السواحل الفرنسية والإسبانية والبريطانية أحياناً. نادراً ما ينجح المهاجرين غير الشرعيين، الذين يقصدون جزيرة quot;لامبيدوزاquot; لاتخاذها نقطة انطلاق الى دول أوروبية مجاورة في الإفلات من قبضة الشرطة والتسلل الى قلب الأراضي الإيطالية. الآن، باتت quot;لامبيدوزاquot; مستعمرة عسكرية بكل معنى الكلمة لكن اللافت في الأمر أن زوارق المهاجرين غير الشرعيين تنجح في التخلص من الرادارت الشديدة التطور، التي وضعها الجيش الإيطالي في تصرف البحرية الإيطالية، والتسلل الى ايطاليا لا سيما عبر المياه الإقليمية التابعة لمالطا.

في السنوات العشرين الأخيرة، لم تستطع الحكومات الإيطالية، بغض النظر عن اتجاهاتها السياسية، في قمع ظاهرة التسلل هذه بصورة جذرية. وتتجه الأنظار الى ردود فعل رابطة الشمال quot;ليغا نوردquot;، لدى وصولها مجدداً الى السلطة الحاكمة، حيال هذه الظاهرة وحيال صوغ قوانين جديدة أكثر تشدداً. فالاتفاقيات المشتركة مع ليبيا لن تجدي نفعاً ولا يستبعد المحللون هنا أن تقدم حكومة برلسكوني الجديدة على بناء سد عسكري، مشابه لحائط برلين، قبالة السواحل الإيطالية لحل هذه المشكلة وما يشتق منها من منافع تجارية فلكية لصالح المافيا الإيطالية وغير الإيطالية معاً.