عمان: طالب الأردن الحكومة الإسرائيلية بـquot;جدول زمنيquot; محدد وإدراج جميع قضايا الوضع النهائي ضمن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. جاء ذلك في لقاء ضم ملك الأردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي قام بزيارة قصيرة مفاجئة إلى عمان الأربعاء.

وتأتي الزيارة وسط حراك عربي - عربي وعربي - أميركي قبل أسبوعين من جولة الرئيس الأميركي جورج بوش في المنطقة، وهي الثانية له منذ مطلع العام الحالي. كما يتزامن ذلك مع الإعلان في دمشق وتل أبيب عن إحياء المسار التفاوضي السوري-الإسرائيلي بعد تسع سنوات من الجمود.

ووضع مصدر في الديوان الملكي زيارة أولمرت القصيرة quot;في إطار جهود ملك الأردن لدعم عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليينquot;. وكان الملك عبدالله الثاني قد التقى الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، للمرة الثانية في 45 يوما قبل أن يعرّج على القاهرة لإطلاع الرئيس المصري حسني مبارك على نتائج محادثاته مع الإدارة الأميركية.

وعشية القمة الأردنية - الأميركية، جال عبد الله الثاني بين الرياض والقاهرة وسط تسريبات عن تجهيز ورقة quot;إطارquot; فلسطينية بإسناد عربي، بهدف قطع الطريق على quot;تحفظات إسرائيليةquot; لا سيما حيال أهم محورين في قضايا الوضع النهائي هما مصير القدس الشرقية واللاجئون. والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع بوش عقب القمة الأردنية - الأميركية، قبل أن ينتقل للرياض امتدادا لتقاطعات عربية - عربية لما تعرف برباعية الاعتدال (الأردن والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة). قادة الدول العربية، الذين يتحاشون الاجتماع مع بوش ضمن قمة مشتركة في شرم الشيخ على هامش احتفاله بالعيد الستين لإسرائيل، يطالبون واشنطن بالضغط على إسرائيل لحلحلة المسار الفلسطيني.

الوضع النهائي

وخلال لقائه بأولمرت، أكد الملك الأردني quot;أهمية أن تقود المفاوضات إلى إتفاق بين الجانبين قبل نهاية العام الحالي إستنادا لصيغة حل الدولتين وطبقا للإلتزامات التي توصلت إليها الأطراف المعنية في مؤتمر أنابولس الدولي للسلام في نوفمبر العام الماضيquot;. وقال عبد الله الثاني quot;إن مثل هذا الإتفاق يجب أن يعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتكون نتيجته النهائيه قيام الدولة الفلسطينية المستقلةquot;.

وشدّّد العاهل الأردني على quot;أن الوصول إلى إتفاق سلام يتطلب المضي قدما في المفاوضات وفق أسس واضحة وجداول زمنية محددةquot;. ودعا رئيس وزراء إسرائيلي quot;إلى العمل على تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزةquot;، الذي يتعرض من منتصف العام الماضي لحصار شامل واجتياحات عسكرية متكررة، أسفر آخرها أمس عن مقتل ثمانية مدنيين من بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة.

وقد دان الأردن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة، على لسان الناطق باسم الحكومة ناصر جودة. من جانبه، أطلع أولمرت الملك quot;على سير المفاوضاتquot; مع الفلسطينيين، معربا عن quot;تقديره للجهود التي يقودها جلالته لضمان إحراز تقدم في هذا المجال وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليينquot;.

اللقاءات على مستوى القمّة، بين البلدين اللذين أبرما معاهدة سلام عام 1994، تراجعت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية مطلع الألفية. يعود آخر لقاء بين الزعيمين إلى الثاني من كانون الأول/يناير الماضي، عشية جولة الرئيس الأميركي في المنطقة.