لندن: تطرقت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة الى مشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش في احتفالات تأسيس دولة إسرائيل، وتناول بعضها بالتحليل الخطاب الذي ألقاه في الكنيسيت الإسرائيلي.

الديلي تلغراف

افتتاحية صحيفة الديلي تلجراف تتناول زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى إسرائيل ومشاركته في احتفالات الذكرى الستين لتأسيسها. تقول الصحيفة إن هذه المشاركة مفهومة ومبررة، كون الولايات المتحدة الضامن الأكبر لأمن إسرائيل والوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين، وكون اسرائيل المستفيد الأكبر من المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، التي بلغت هذه السنة أكثر من 2،4 مليار دولار.

وتضيف الافتتاحية ان هناك الكثير مما يستحق الاحتفال، ولكن هناك ما يدعو للقلق، فحماس التي تعارض الاتفاق مع إسرائيل أقوى من السلطة الفلسطينية، وفي لبنان شكل حزب الله دولة داخل الدولة، وكذلك هناك إيران وطموحاتها النووية. وتقول الصحيفة ان ضعف القيادات في اسرائيل والضفة الغربية كفيل بعرقلة التوصل الى حل مع نهاية فترة بوش الرئاسية كما تعهد.

الغارديان

وحول نفس الموضوع نجد في صحيفة الغارديان مقالا بعنوان quot;النبي الحائرquot; كتبه بني موريس. يقول الكاتب ان مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل لو رأى اسرائيل هذه الأيام لابتسم وقطب في نفس الوقت، لأسباب مختلفة تتعلق بوضع اسرائيل. سيبتسم هرتزل حين يرى ان اسرائيل دولة ديموقراطية مزدهرة تتمتع فيها الأقلية العربية بالرخاء والحقوق الديموقراطية والتأمين الإجتماعي. وسيبتسم حين يرى أن اسرائيل انتصرت في جميع الحروب التي خاضتها.

لكن هرتزل سيقطب حين يرى سلوك الأغنياء الجدد في إسرائيل ومعارك السكاكين أمام المراقص التي يرتادها الشباب، ونفوذ اليهود المتدينين، وهو الليبرالي العلماني. يقول الكاتب إن هرتزل كان يتصور أن إسرائيل ستجلب الرخاء والتنوير الى المنطقة، ولكنه سيقطب حين يرى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

الاندبندنت

أما صحيفة الإندبندنت فنشرت تقريرا بعنوان quot;بوش تجاهل الفلسطينيين في خطابه بيوم النكبةquot; أعده دونالد ماكنتاير مراسل الصحيفة في القدس. يقول ماكنتاير في تقريره:quot;الرئيس جورج بوش كال الثناء لاسرائيل يوم أمس بينما الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة حين أجبر 700 ألف فلسطيني على الهجرةquot;. وقال بوش في خطابه أمام الكنيست الاسرائيلي:quot;الولايات المتحدة تفخر بأنها الحليف الأقرب والصديق الأكبر لأمة أنشأت وطنا لشعب الله المختار، أمة ناضلت بلا كلل من أجل السلام والحريةquot;.

وربط بوش في خطابه بين حزب الله وحماس والقاعدة، ووصف quot;أولئك الأشخاص الطيبين الذين رغم ذلك يشجعون على التفاوض مع الإرهابيين والمتطرفينquot; بمن دعموا الرضوخ للنازي قبل الحرب العالمية الثانيةquot;. ولوحظ في خطاب بوش اشارته للفلسطينيين مرة واحدة وتجنبه ذكر المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حول الدولتين.

وكانت الإشارة الوحيدة في خطاب بوش للفلسطينيين، حسب ماكنتاير، حين أشار الى تخيله اسرائيل في عيد تأسيسها المئة وعشرين (اي بعد ستين سنة من الآن) وإلى جوارها الدولة التي طالما حلم بها الفلسطينيون. كما تجنب بوش في خطابه، حسب الكاتب، اي إشارة الى أنه يلقي كلمته في يوم يعتبره الفلسطينية نكبة، ذكرى سيطرة إسرائيل على 78 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية.

ويصف ماكنتاير كيف أحيا الفلسطينيون في رام الله هذه الذكرى، حيث إطلقت أبواق الخطر والبلالين السوداء، وتجمع الآلاف في ميدان المنارة للإستماع الى الكلمة التي ألقاها عباس. ويذكر ماكنتاير أن ثلاثة من أعضاء الكنيست العرب اقتيدوا خارج القاعة قبل بدء بوش بإلقاء خطابه بعد أن رفعوا لافتة كتب عليه quot;سوف ننتصرquot;.

وردد بوش العبارة التي يرددها الجنود الإسرائيليون حين أدائهم القسم quot;مسعدة لن تسقط مرة أخرىquot; في إشارة الى انتحار 960 يهوديا في قلعة مسعدة اثر حصار الرومان لهم في القرن الأول الميلادي، والتي زارها اليوم السابق، وأضاف بوش قائلا:quot;وأميركا ستكون إلى جانبكمquot;. ولم يتطرق بوش في خطابه الى الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967، كما لم يتطرق الى توسيع المستوطنات اليهوية في الضفة الغربية، وهي التي يعارضها المجتمع الدولي.

الفاينانشال تايمز

وفي صحيفة الفاينانشال تايمز أيضا نجد تحقيقا مشابها حول خطاب بوش، أعده توبياس باك في القدس ودانييل دومبي في واشنطن. في خطابه أمام الكنيست أثنى بوش على العلاقات الأميركية الإسرائيلية وانتقد بشدة السياسيين الذين يدافعون عن إجراء حوار مع دول مثل إيران. ويلاحظ هذا التقرير أيضا تجاهل بوش الإشارة الى المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في خطابه، والتي من المفروض أن تؤدي الى توقيع اتفاقية بنهاية عام 2008. ويضيف كاتبا التقرير أن بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية قالوا بشكل رسمي إن الإدارة ستكون راضية لو توصل الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني الى مجرد اتفاقية مبدئية.