السنيورة يأخذ وقته... لكن سليمان بدأ ينزعج من العرقلة
الإنتخابات النيابية في لبنان قبل الحكومة وأي شيء

إيلي الحاج من بيروت: تساءل سياسي قريب من رئيس quot;تيار المستقبلquot; سعد الحريري هل يكون رئيس تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب ميشال عون في صدد عدم المشاركة في الحكومة من أجل خوض الإنتخابات النيابية المقبلة ربيع سنة 2009 من موقع المعارضة الذي قد يكون أكثر إفادة له؟ السياسي نفسه عاد واستبعد هذا الإحتمال لأن المبادرة العربية التي تتولاها قطر ضاغطة من أجل مشاركة في الحكومة لتستحق تسمية حكومة الوحدة الوطنية كما جاء في كل القرارات العربية المتعلقة بلبنان.

ويكرر المسؤولون في quot;التيار الوطني الحرquot; الذي يقوده الجنرال عون أن التيار ينوي المشاركة في الحكومة، لكنهم يشددون على أن هذه المشاركة ستكون quot;كاملةquot; بمعنى ألا تراجع عن مطالبة عون بخمس وزارات ذات حقائب من أصل حكومة الثلاثين التي تضم 8 وزراء دولة. الأمر الذي يشكل عقبة كأداء تراوح عندها مشاورات رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة. علمًا أن أحد أعضاء التكتل النيابي الذي يقوده عون (النائب شامل موزايا) دعا السنيورة إلى التنحي إذا عجز عن تأليف الحكومة.

ويتعامل جميع الأطراف في لبنان مع عملية تأليف الحكومة من خلفية الإستعداد للإنتخابات النيابية. ويتحسب التيار العوني خصوصًا لاحتمال نشوء تحالف موضوعي من المتضررين من الحجم الكبير الذي ناله عون انتخابيًا عام 2005، فيجتمع ضده أنصار قوى 14 آذار/ مارس الذين قوي رصيدهم بسبب مخاوف يثيرها سلاح quot;حزب اللهquot; في أوساط المسيحيين الذين يفضلون عمومًا أن يكون السلاح للدولة وحدها ولا يتجاوبون مع مبررات quot;المقاومةquot; التي تتضمنها وثيقة تفاهم quot;التيارquot; مع quot;حزب اللهquot;. ومن جهة أخرى لا يستبعد أن تنشأ كتلة نيابية لا هي مع قوى 14 آذار ولا مع قوى 8 آذار بل تضع نفسها بتصرف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ومن الطبيعي أن quot;تأخذ من دربquot;، أي تقضم من كتلة عون. ولذلك تتركز مطالبة أعوانه على إبعاد الوزير الياس المر عن الحكومة ما أمكن، لتخوفهم أن يضطلع والده النائب ميشال المر بدور عراب الكتلة الجديدة.

وكان اتفاق الدوحة قد أزال عقبات اساسية وجوهرية من امام عملية التأليف وحدد عدد الحقائب بثلاثة لرئيس الجمهورية و11 للمعارضة و16 للموالاة، وترك اختيار المذاهب وتوزيع الحقائب للعبة الديمقراطية وتوافق الاطراف المحلية، مما دفع عون الى المطالبة بالحقائب الخمس على أن تكون حقيبة رئيسة سيادية مثل وزارة المال أو الدفاع الوطني واربع حقائب خدماتية اخرى، رافضًا القبول بوزارة دولة.

ولفت في السياق اتصال كان قد أجراه رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم وأثار تساؤلات عما اذا كان لطلب تحريك الوساطة القطرية مجددًا في موضوع الحكومة. ولوحظ ان أجواء التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة تراجعت عند الجميع كما عند رئيس الجمهورية، مما دفعه إلى القول: quot;اذا كان تأليف الحكومة صعبًا فلنتحاور، هناك دول كبرى تعذر فيها تشكيل حكومات خلال أسبوع أو أسبوعين أو أكثر، وفي النتيجة توصل المعنيون إلى الحل من خلال الحوارquot;.

ولم يكن مستبعدًا في بيروت تأليف الحكومة الجديدة قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت المقبل، لكن المعطيات تعقدت، والرئيس السنيورة يأخذ وقته، ولا يلزم نفسه أي مهلة زمنية، وتعينه في ذلك نصوص الدستور فضلاً عن أطباع لا تتأثر بالضغوط المختلفة، هو الذي تعلم من والده الراحل أن quot;يمضغ المياهquot; كما يردد، ويدرك أن العرقلة هي لاستفزازه وابتزازه وربما تكون ردًا على إعادته إلى السرايا. إلا أنه يغلّب حسن النية بحسب قول أحد القريبين منه لـ quot;إيلافquot;.

لكن رئيس الجمهورية سليمان ينزعج من التأخر في إتمام الحكومة خشية ان يصاب عهده في أيامه الأولى بنكسة يمكن أن تؤثر في انطلاقته إذا لم تتشكل الحكومة خلال أيام.