طلال سلامة من روما: لا يعمل ببطاقات الفيتو كثيراً في دول الاتحاد الأوروبية خصوصاً ان كان الفيتو موضوع أمام دولة من هذه الدول. مع ذلك، استلمت روما هذا الفيتو من برلين مما يعكس إرادة الأخيرة في عدم مؤازرة رغبة الحكومة الإيطالية الجديدة، بقيادة سيلفيو برلسكوني، في المشاركة مباشرة في المفاوضات النووية مع إيران. بمعنى آخر، لن تأخذ الحكومة الألمانية بالاعتبار أي تغيير في الصيغة الحالية لهذه المفاوضات المعروفة باسم quot;خمسة زائد واحدquot; أي الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن إضافة الى ألمانيا.

يذكر أن هدف المفاوضات، التي تمضي أمامياً منذ شهور عدة، تتمحور أساساً حول وقف تخصيب الأورانيوم الذي تدعي إيران بأنها تجريه على أراضيها لأهداف مدنية. ويتألف مجلس الأمن الدولي من خمس دول لها حق التصويت عبر الفيتو بصورة دائمة وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. ولا شك في أن ألمانيا باتت تتمتع في ثقل في المجلس مما يؤهلها لدخوله من أبوابه العريضة في الشهور القادمة، على حساب ايطاليا. في الوقت الراهن، تعمل الجالية الدولية على صوغ اتفاقية تشجع إيران على هجرة النووي ومفاعلاته التي يمكن أن تستخدمها لأهداف عسكرية مستقبلاً.

في هذا الصدد، تنوه وزارة الخارجية الإيطالية بأن الحكومة مقتنعة كل الاقتناع بالمساهمة الهامة التي يمكن أن تقدمها ايطاليا لإحداث منحى ثورياً للمفاوضات مع أحمدي نجاد. وينعكس الدور الذي تريد روما قيادته في ميولات جديدة وموقف إيطالي سياسي أكثر تشدداً حيال إيران. هذا ويأتي الفيتو الألماني إزاء دخول ايطاليا في هذه المفاوضات الطويلة والمعقدة بالرغم من الدعم الذي تبديه حكومة واشنطن بشأن توسيع طاولة المفاوضات وتخصيص مكانة بارزة لإيطاليا حولها.