دبي: حمل زعيم تنظيم quot;فتح الإسلامquot; المتشدد، الذي يعتقد أنه مكوّن من مقاتلين لبنانيين وفلسطينين وعرب، بعضهم على صلة بالقاعدة، على زعماء السنّة في لبنان، وعلى حزب الله بسبب مواجهات مايو/ أيار الماضي التي شهدتها بيروت، وانتهت بسيطرة الحزب على معظم شوارعها.
واتهم العبسي، الذي قاتل رجاله الجيش اللبناني طوال أربعة أشهر في مخيم نهر البارد عام 2007، زعماء السنّة بـquot;الخيانةquot; وتلقي الأوامر من الإدارة الأمريكية، بينما اتهم حزب الله بشن حرب مذهبية.
كما ندد بموقف الجيش اللبناني من الأحداث، ودعا السنّة في لبنان إلى quot;الالتفاف حول راية التوحيد،quot; ملوحاً بأن quot;وقت المفاصلة قد حانquot; وأن quot;مفخخات العراق وكتائب الاستشهاديين ليست بمنأى عن أعداء الله أينما كانوا.quot;
وفي تسجيل صوتي، يعتقد أنه له، وإن صح ذلك، يكون الثاني بعد نجاحه في الفرار من المخيم الذي شهد مقتل أكثر من 400 شخص، بينهم 137 جندياً لبنانياً، رأى العبسي أن الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة هو في الواقع نزاع quot;صليبي رافضيquot;، يهدف للسيطرة على الشرق الأوسط وضرب السنّة، الذين هم العقبة الوحيدة.
ووجّه العبسي رسالته إلى quot;أهل السنة في لبنان وللمسلمين عامةquot;، داعياً إلى مراقبة quot;الحال الذي آلت إليه أمة العز والكرامة من أبناء الإسلام، وهم أهل السنة حصراً، قد بلغت من الذل والهوان ما يندى له جبين الحجر الأصم، ويذوب له قلب الحديد،quot; على حد تعبيره.
وفي التسجيل الذي حمل عنوان quot;نداء إلى أهل السنة في لبنانquot; ونشرته مواقع إلكترونية تدأب على نشر بيانات للتنظيمات المتشددة، ندد العبسي بموقف الجيش خلال المواجهات في بيروت، وقال إنه quot;خذلquot; السنّة الذين وقفوا معه في معارك نهر البارد، وquot;اصطف مع الروافض في حربهم.quot;
وخص العبسي قادة السنّة في لبنان بهجوم عنيف، وخص بذلك زعيم كتلة المستقبل النيابية، سعد الحريري، ورئيس الوزراء، فؤاد السنيورة، دون أن يستثني ممثل منظمة التحرير في لبنان، عباس زكي، وقد اكتفى بالإشارة إليهم جميعاً بالأسماء الأولى.
وقال زعيم فتح الإسلام: quot;لقد كلف الذئاب برعي الغنم، وأعطيت الراية لعميل مرتد يفتخر بعمالته.. تبجح بعلمانية فحرف المركب عن جادة الصواب، فهلك وأهلك.quot;
وتابع أن بروز القوى السياسية السنّية الحالية هو quot;مخطط أمريكيquot; وضعه البيت الأبيض ضد أتباع هذا المذهب quot;الذين أكرم الله طائفة منهم بتحطيم أصنام (الرئيس الأمريكي جورج) بوش في عقر داره.quot;
وخصّ زعيم فتح الإسلام، الذي كان ناشطاً في حركة فتح قبل أن يتقرب من التنظيمات المتشددة، ويشارك الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، في عملية اغتيال دبلوماسي أمريكي في الأردن، أهل المخيمات الفلسطينية في لبنان، فذكّرهم بحربهم مع التنظيمات الشيعية في لبنان قبل عقدين.
وقال: quot;يا أبناء أبي بكر وأبا عبيدة وخالد.. انظروا كيف قادكم زعماء الردة إلى الذل والهوان، وجعل أبناء المتعة يسخرون منكم. إن هدف سعد وعباس ونصر اللات واحد وهو إذلال أمة التوحيد وتمزيقها، واحد يأتمر بأوامر بوش، والآخر يمتثل أوامره عبر آيات الشيطان في طهران.quot;
واعتبر العبسي أن المسار الثاني من خطة البيت الأبيض كانت تقوية إيران والتنظيمات التابعة لها في العراق ولبنان، معتبراً في هذا الإطار أن نتيجة معارك يوليو/ تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل كانت quot;انتصاراً وهمياًquot; لخدمة خطة quot; إدارة الفاتيكان العسكرية في البيت الأسود.. بالوقوف أمام أهل السنة، الذين يشكلون الخطر الحقيقي.quot;
وتوجه العبسي إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله بالقول: quot;إذا كانت الحرب مع اليهود مفتوحة، كما ادعى الخميني الصغير، زعيم حزب الشيطان، فلماذا مُنع من المشاركة في حرب تموز كل من هو خارج إطارهم؟ وذلك كي لا تخرج الحرب عن إطارها المرسوم، وكي يحصدوا وحدهم نتائج النصر الموهوم.quot;
وأشار إلى أن نتيجة المعارك انتهت بتأمين الجبهة الشمالية لإسرائيل، التي quot;كانت على استعداد لدفع مائة، بل مئات من جنودها في سبيل ذلك،quot; على حد تعبيره.
وأنهى رسالته بتهديد، قد تكون له تداعيات على الأرض، إذ قال: quot;يا أبطال الإسلام في الشمال والجنوب، في بيروت والبقاع، ويا أسود الإسلام في مخيمات الذل والهوان، لن تكون العزة والكرامة إلا براية التوحيد.. لقد حان وقت المفاصلة، حينها ستجدون أسود التوحيد يفتكون بأعداء الله كائناً من كان يهودياً أو نصرانياً أو رافضياً حاقداً أو مرتداً.quot;
وكان العبسي قد ظهر في تسجيل صوتي للمرة الأولى في الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي، هدد خلاله الجيش اللبناني، متوعداً إياه بهجمات انتقامية بسبب معارك مخيم نهر البارد الصيف الماضي، كما حرص على تكرار الإشارة إلى زعيم تنظيم القاعدة، بن لادن، وانتقد ضمنياً حزب الله بسبب تراجعه عن معارضة اقتحام المخيم.
وندد العبسي بشدة بقائد الجيش آنذاك، العماد ميشال سليمان، قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، الذي قال إنه تحرك مقابل سماح واشنطن له بالوصول إلى كرسي الرئاسة.
كما انتقد منظمة التحرير التي اعتبر أنها أمنت الغطاء للعملية وتوجه بالتحية إلى عناصره حركته في غزة، وذلك في أول إشارة من نوعها لوجود التنظيم على الأراضي الفلسطينية.(