الخرطوم: ينشر السودان غدا الاثنين قوة عسكرية مشتركة من جنود الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقة ابيي المضطربة لحفظ الامن وانهاء اعمال العنف هناك. وتأتي هذه الخطوة في اطار الخطة التي توصل اليها الرئيس السوداني عمر البشير، ونائبه رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت لنزع فتيل التوتر في المنطقة الغنية بالنفط حيث اودت اعمال العنف بحياة حوالي 60 شخصا وادت الى تشريد عشرات الالاف.

وقد اججت الازمة العنيفة التي شهدتها ابيي المخاوف من نشوب حرب اهلية جديدة في السودان. ويؤمل ان يؤدي نشر الكتيبة العسكرية التي يقودها العقيد فالنتينو توكماك الى اعادة الى المدينة الواقعة وسط السودان. وكان البشير ونائبه قد وقعا الاسبوع الماضي وثيقة اتفاق أولي بين الطرفين لانهاء النزاع حول منطقة أبيي.

ويقضي الاتفاق بتفعيل بند الترتيبات الأمنية فيما يتعلق انتشار القوات العسكرية شمالاً وجنوباً، وتأليف إدارة مؤقتة للمنطقة من الطرفين، وتحديد شهر واحد لوضع حل نهائي للأزمة، والنظر في الوضع الإنساني لإعادة الحياة إلى أبيي وعودة النازحين إليها. واتفق الطرفان المتنازعان على اللجوء إلى التحكيم الدولي لتسوية الخلاف.

ويُقدر عدد من فروا من الاشتباكات التي اندلعت في الشهر الماضي بحوالي 50 ألفا. ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوداني واخرى تنتمي للحركة الشعبية الجنوبية الشهر الماضي ادت الى نشر اعمال الفوضى والدمار في المنطقة. وكانت الامم المتحدة قد أجلت الشهر الماضي موظفيها غير الاساسيين من منطقة quot;ابييquot; السودانية بعد اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية السودانية ومقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان. يذكر انه بموجب اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي الذي تم توقيعه قبل ثلاث سنوات كان يجب اقامة ادارة مشتركة لهذه المنطقة المتنازعة عليها والغنية بالنفط.

البشير: حزب الترابي خارج مظلة التراضي الوطني

الى ذلك قال عمر حسن البشير ان كل القوى السياسية في بلاده داخل مظلة التراضي الوطني باستثاء حزبي المؤتمر الشعبي بزعامة حليفه السابق حسن الترابي والحزب الشيوعي. وراى البشير في تصريح نقله المركز السوداني الصحافي الليلة ان quot;التقييم الحالي للموقف السياسي يؤكد ان كافة الاحزاب والقوى السياسية الرئيسية ليست بعيدة عن الطرح السياسي للمؤتمر الوطني الحاكمquot; مشيدا بما تم التوقيع عليه من اتفاق للتراضي مع حزب الامة المعارض بزعامة الصادق المهدي.

واضاف ان quot;كل القوى السياسية لم تعد خارج التراضي الوطني ما عدا الشيوعي والشعبي اللذين اوقفا الحوار مع المؤتمر الوطنيquot;. وترك الرئيس السوداني الباب مفتوحا امام اية تحالفات يمكن ان تنشأ بين حزبه وبقية القوى السياسية خلال فترة الانتخابات المقبلة ورهن ظهور خارطة التحالفات السياسية بوجود ما اسماه بquot;الثوابت الوطنية المتفق عليها مع الاحزابquot;.