بروكسل: رأى رئيس البرلمان الأوروبي هانز غيتر بوتورينغ، أن عملية توسيع الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تكتمل دون أن تدخل معاهدة لشبونة حيز التنفيذ، بعد أن تصادق عليها جميع الدول الأعضاء في المنظومة الموحدة، وذلك باستثناء كرواتيا.
وكان بوتورينغ يتحدث مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس على هامش القمة الأوروبية عقب لقاءه الزعماء الأوروبيين، مشيراً إلى ضرورة التفريق بين عدة أمور بداية التفاوض مع دولة ما ونهاية المفاوضات ثم انضمام هذه الدولة بحد ذاته، وquot;في وضعنا الحالي لا حديث عن قطع مفاوضات الانضمام مع أي بلد مرشح للعضوية بما في ذلك تركياquot;. وأوضح رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي أن الرفض الايرلندي لمعاهدة لشبونة لا يؤثر بأي حال من الأحوال على استمرار المفاوضات لا مع أنقرة ولا مع أي طرف آخر، فـquot;من المبكر الحديث عن توقف التوسيعquot; الآن.
وحول الوضع التركي بالذات، أشار رئيس البرلمان الأوروبي إلى أن عملية قطع التفاوض تعود إلى أنقرة، موضحاً أن تجميد أنشطة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بموجب قرار من المحكمة الدستورية العليا هناك، quot;يستدعي، حسب التشريعات الأوروبية النافذة، وقف المفاوضات بين بروكسل وأنقرةquot;، وأضاف quot;ولكننا لا نواجه هذا الوضع حتى الآن على الأقلquot;. وحول المناقشات التي تدور حالياً بين الزعماء الأوروبيين بخصوص الرفض الايرلندي لمعاهدة لشبونة، أعرب بوتورينغ عن أمله أن تتبنى كافة الدول الأعضاء إعلاناً يسمح بمتابعة عملية المصادقة عليها.
وتابع رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي quot;ننتظر مداخلة رئيس الوزراء الإيرلندي أمام المجلس حول الأمر، فعلينا تقاسم المسؤولية كدول، خاصة إيرلندا، ومؤسسات في ايجاد حل للمشكلةquot; مجددا الثقة بقدرة الحكومة الايرلندية. وشدد على ضرورة احترام رأي الشعب الايرلندي وكذلك احترام آراء الدول الـ19 التي صادقت على معاهدة لشبونة. ورفض بوتورينغ التكهن بإمكانية إجراء استفناء ثان في إيرلندا، كون quot;الأمر يعود للحكومة الايرلنديةquot;، داعياً باقي الدول الأعضاء إلى المصادقة على المعاهدة.
ورداً على سؤال حول باقي المواضيع المطروحة بشأن مواجهة ارتفاع أسعار منتجات الطاقة والمواد الغذائية، رد بوتورينغ بالإعراب عن رغبته بأن تتحرك الدول الأوروبية بروح من التنسيق لمواجهة المشكلة، وقال quot;أرجو أن تتبنى الدول الأعضاء في الاتحاد الوثيقة التي قدمتها المفوضية الأوروبية حول مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء والطاقةquot;. ووصف بوتورينغ بـquot;الأمر الصعبquot; إمكانية التوصل إلى حلول قصيرة الأمد لهذه المشكلة ، وذلك في معرض تعليقه على سؤال حول اقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تخفيض الضرائب على منتجات الطاقة.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس البرلمان الأوروبي على ضرورة أن يتسم أي إجراء تتخذه الدول الأوروبية لمحاربة أزمة الطاقة بالتوافق مع التشريعات الأوروبية النافذة والتنسيق مع باقي الدول الأعضاء. وختم بوتورينغ حديثه بالإعراب عن ثقته في قدرة جمهورية التشيك، التي ستتسلم رئاسة الإتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام المقبل، على متابعة عملية المصادقة على معاهدة لشبونة قبل حلول موعد الانتخابات البرلمانية الأوروبية في حزيران/يونيو من العام نفسه.
التعليقات