كاراكاس: نفت فنزويلا صحة اتهامات واشنطن لاثنين من مواطنيها، بينهما دبلوماسي، بتقديم الدعم والتمويل لحزب الله والمشاركة في نشاطات توصف بأنها quot;إرهابية،quot; وردت باتهام الولايات المتحدة بالإرهاب والدعوة لتجميد الأصول المالية للرئيس الأميركي، جورج بوش.

وجاء الرد على لسان وزير الخارجية الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي تجنّب ذكر أسماء المتهمين، مكتفياً بالقول: quot;لا يوجد إرهابيون هنا.. إذا رغبتم في البحث عن الإرهابيين فعليكم التفتيش في البيت الأبيض.quot;

من جانبه نفى محمد متيرك، 42 عاماً، وهو أحد المشرفين على مركز quot;الإمام الهادي الإسلامي الفنزويليquot; للشيعة وجود علاقة بين المركز وحزب الله، رافضاً الحديث عن علاقته بالشخصين اللذين ورد ذكرها في التقارير الأمريكية.

وكانت الإدارة الأميركية قد اتهمت شخصين يحملان الجنسية الفنزويلية، ويتمتع أحدهما بمنصب دبلوماسي، بالضلوع في نشاطات quot;تدعم الإرهاب الدوليquot; مشيرة إلى علاقات تربطهما بحزب الله الشيعي اللبناني، والذي تضعه الخارجية الأمريكية على قائمة التنظيمات الإرهابية.

وقالت وزارة الخزينة الأميركية الأربعاء إن هذا الاتهام quot;خطير للغايةquot; لأنه يؤكد ما كانت واشنطن تسوقه بحق كاراكاس، لجهة علاقتها بتنظيمات مسلحة دولية، ويُظهر ازدياد الروابط بين نظام الرئيس هوغو شافيز، المعارض للسياسات الأميركية، بحركات على صلة بما يسمى quot;الإرهاب.quot;

وقال آدم شوبن، مدير مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزينة الأميركية: quot;من المقلق جداً رؤية أن الحكومة الفنزولية توظف متعاطفين مع حزب الله وتضمن الملجأ الآمن لمن يجمع الأموال لحسابه.quot; وأضاف شوبن في بيان خاص بالقضية: quot;سنواصل فضح طبيعة الشبكة العالمية الإرهابية الداعمة لحزب الله، وندعو الحكومات المسؤولة حول العالم لمواجهة هذه النشاطات.quot;

وبموجب البيانات الرسمية، فإن واشنطن تتهم غازي نصرالدين، وهو دبلوماسي يعمل لدى سفارتها في لبنان، وكان في السابق ملحقاً بسفارتها في سوريا، بتنظيم نقل عناصر من حزب الله إلى إيران لتلقي تدريبات.

كما اتهمت فنزولياً آخراً يدعى فوزي كنعان، ويمتلك وكالة سفريات في كراكاس بأنه quot;من كبار داعمي ومممولي حزب الله،quot; مؤكدة أنه التقى قبل فترة عددا من قادة الحزب في لبنان لمناقشة تنفيذ بعض العمليات quot;الإرهابية،quot; وفي مقدمتها الاختطاف.

ومن المنتظر أن تعلن وزارة الخزينة حجز أموال شركة السفريات المعنية ومنع تعامل المؤسسات الأمريكية معها، وإن لم يتضح بعد ما إذا كانت الخارجية الأميركية ستفتح تحقيقاً في الملف. ويعتبر حزب الله أكبر الأحزاب الشيعية اللبنانية، وتصنفه الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب بسبب اتهامات تتعلق بهجمات يعتقد أنه مسؤول عنها ضد مصالح وغربية وإسرائيلية.

ويمتلك الحزب كتلة برلمانية، كما سيتمثل في الحكومة اللبنانية المزمع تشكيلها قريباً.

يذكر أن واشنطن تتهم الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، بدعم مجموعة من التنظيمات الإرهابية حول العالم، ومنها حركة quot;فاركquot; الكولومبية، كما تبدي قلقها من الترسانة العسكرية التي يبنيها اعتماداً على ثروة بلاده النفطية، وعلاقاته الوثيقة مع دول مثل كوبا وإيران.